الیوم السعودیة – حسام أبو العلا – القاهرة :
أدان وكيل وزارة الخارجية الأمريكية السابق ومسؤول إدارة الحد من التسلح والأمن الدولي في عهد الـرئيس الأسبق، جورج بوش الأب، الانتهاكات الإيرانية الأخيرة للاتفاق النووي.
وقال الـسفير روبرت جوزيف في المؤتمر الـدولـي عبر الإنترنت الـذي أقامته المعارضة الإيرانية لـكشف معلـومات جديدة حول الموقع النووي للنظام: منذ أن تم الكشف عن الـبرنامج الـنووي الـسري، من قبل المجلـس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق في 2002 ، استمرت انتهاكات معاهدة عدم انتشار الأسلـحة الـنووية وضمانات الـوكالـة الدولية للطاقة الذرية وغيرها من الاتفاقيات، وخطة العمل الشاملة المشتركة ليست استثناء، مضيفًا: الـنظام ينتهك علانية حدود خطة العمل المشتركة الشاملة ( JCPOA) لإجبار الإدارة على العودة إلى الاتفاقية.
وأوضح السفير جوزيف أنه لا يمكن الوثوق بالنظام الإيراني الذي استطاع خلال 40 عامًا ممارسة أسلوب الإنكار والخداع. وأضاف: أعلم أن الجميع قد سمعوا أن النظام كان ممتثلًا لـبنود خطة الـعمل الـشاملـة المشتركة حتى انسحبت إدارة ترامب من الاتفاقية في 2018 ، لكن هذا كان نتيجة للطبيعة المعيبة للاتفاقية نفسها.
صحفيون إيرانيون وأجانب أمام مفاعل «بوشهر» النووي الواقع جنوب غرب البلاد (أ ف ب)
أنشطة التسليح
وتابع وكيل وزارة الخارجية الأمريكية السابق: نعم، وجدت الوكالة الدولية للطاقة الـذرية أن إيران ملـتزمة ببعض جوانب الاتفاقية، لـكن هـذا الامتثال اقتصر على تلك المواقع التي كانت تراقبها الوكالة الدولية لـلـطاقة الـذرية، وبعض المواقع المرتبطة بالتسليح كانت محظورة، والـنظام بالطبع لم يلتزم بشأن أنشطة التسليح التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى الأخص بتقريرها الصادر في نوفمبر 2011 .
وقال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية السابق: تظهر النتائج الأخيرة حول اكتشاف جزيئات الـيورانيوم في موقعين مشتبه بهما بوضوح شديد أن الـنظام يواصل انتهاك الاتفاقية، وتساءل: إلـى أي مدى ستكون إدارة بايدن حريصة علـى الـسعي إلـى اتفاق يعيد العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة؟ محذرا من أن النظام الإيراني ينتهك علانية حدود خطة العمل الشاملة المشتركة لإجبار الإدارة على العودة إلى الاتفاقية.
وتابع: لـكن أعتقد أن عيوب خطة العمل الـشاملـة المشتركة أصبحت واضحة للغاية، وذكر ذلك الأعضاء الأوروبيين في خطة العمل الـشاملـة المشتركة والـولايات المتحدة عن الاتفاقية الـتي تحرم إيران من الـوصول إلى سلاح نووي، ومع ذلك، فإن الخطوات الأخيرة التي اتخذها النظام بشأن تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز الحد المحدد، وكمية الـيورانيوم المنخفض التخصيب المسموح به، واليورانيوم المنخفض الـتخصيب المسموح به، وتشغيل أجهزة الـطرد المركزي المتقدمة، والتحضير
لإنتاج معدن اليورانيوم، له غرض واحد فقط، وهو التسليح النووي.
عتبة «النووي»
ويقول السفير جوزيف: مؤخرا، فإن القيود المفروضة على أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الـذرية تجعل إيران قريبة جدا من تلك عتبة الـسلاح الـنووي ومن الـواضح أن الطريق كان موجودًا، وسارت طهران علـى هـذا الـطريق، لـكن الـدرس هـنا، كما أعتقد، هـو ألا يبتز الـنظام المجتمع الـدولـي والإدارة الأمريكية، لأنه إذا سمحتم له بابتزازكم، فلن يكون هناك سوى مزيد من الابتزاز في المستقبل واتفاقية أخرى معيبة قاتلة، ويزيد: هـذا نظام يمارس دبلوماسيته من خلال أخذ الرهائن والترهيب والأنشطة الإرهابية.
ويتابع قائلا: الخلاصة الثالثة هي ألا تلعب لعبة إدارة بايدن بالفكرة القائلة بأن العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة هي خطوة أولى ضرورية لأنه وهم خطير، لأنه بمجرد إعادة وضع خطة العمل الشاملة المشتركة، ستكون طهران قادرة على التفاوض على اتفاقية أكثر شمولا، اتفاقية تغطي الصواريخ الباليستية، وسلـوكها الخبيث في المنطقة، وكل ما يدعم إرهاب «الملالي» .
وبشأن الأمل في تغيير سلـوك الـنظام الإيراني قال المسؤول الأمريكي الـسابق: ما هو إلا أمل كاذب، كما أشرت، لم أعمل فقط في مكافحة الانتشار النووي في إدارة بوش، سواء بالـبيت الأبيض أو وزارة الخارجية، بل وقد توصلت منذ فترة طويلة إلى استنتاج مفاده أن النظام الإيراني لن يتخلى أبدًا عن تطلعاته في الحصول على أسلحة نووية.
ويشير إلـى احتمالـية استخدام مثل هـذه الأسلحة في أغراض عديدة من تمويل انتشار التطرف الديني إلى توفير الموارد لقمع شعبها، وشدد الـسفير جوزيف: تذكروا أن الـشعب الإيراني هم أول وأهم ضحايا النظام، وهم أكبر تهديد لـ «الملالي» .
وختم حديثه في المؤتمر الدولي عبر الإنترنت الـذي أقامته المقاومة الإيرانية الأسلـحة النووية: توفر في أذهان الملالي بوليصة تأمين ضد المصير الـذي عانى منه الـقذافي، الحل الـوحيد لـلـمسعى الـنووي لـلـنظام هـو جعل الشعب الإيراني يرسم مسارًا جديدًا ومختلفًا لإيران ديمقراطية وغير نووية.