بحزاني – محمد حسين المياحي :
عندما تکتب صحيفة”فرهيختکان”في 27 من فبراير المنصرم بأن”الهجوم الأمريكي على مواقع النظام الإيراني في سوريا يظهر أن بايدن يتحرك في نفس المدار الذي كان يتحرك فيه ترامب في هذا الاتجاه” وتضيف بأن”إدارة بايدن، التي ادعت في البداية أنها تعكس سياسات وأفعال إدارة ترامب، تحذو حذوها الآن”، فإن هذا الکلام ليس مجرد کلام عادي خصوصا إذا ماقمنا بعطف ماجاء في هذه الصحيفة على ماقد جاء في صحيفة”کيهان” التابعة للمرشد الاعلى خامنئي عندما تحدثت عن التغيير الذي جرى في الولايات المتحدة الامريکية على أثر الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي أسفرت عن فوز جو بايدن عندما کتبت مقالا تحت عنوان”هذا هو بايدنك!”، قالت فيه: “تبنت حكومة الولايات المتحدة رسميا مسؤولية الهجوم على الحشد الشعبي، بينما لم تكن تقبل صراحة مسؤولية هذه الهجمات حتى من قبل إدارة ترامب!”، وهذا يدل على إن حسابات هذا النظام على أثر التغيير الذي جرى في الولايات المتحدة الامريکية ليس لم يأتي مطابقا لما کان النظام يحلم به ويتمناه بل إنه جاء على العکس من ذلك تماما.
ماکان ينتظره النظام الايراني عقب فوز بايدن الذە کان نائبا للرئيس الاسبق أوباما، هو أن تسود أجواء مابعد إتفاقية تموز2015، من جديد على العلاقات بين النظام الايراني وبين الولايات المتحدة، لکن الرد الصاعق للحکومة الامريکية على الصواريخ التي أطلقها النظام الايراني وعملائه على القوات الامريکية أعطت أکثر من إنطباع للنظام الايراني بأن ماينتظره من الادارة الجديدة ليس کما يتمنى ويشتهي حيث يبدو واضحا بأن هذا الموقف الامريکي لم يأتي إعتباطا بل إنه جاء کفهم وتعبير عن حقيقة أن ميزان القوى خاصة بعد الانتفاضات الثلاث الكبرى للشعب الإيراني (انتفاضات ديسمبر2017 ونوفمبر 2018 ويناير 2020) لايمکن أن يساعد أبدا على عودة ماکان سائد في عام 2015، خصوصا وإن إنتفاضة “سيستان وبلوشستان” التي فشل النظام في قمعها طوال 6 أيام، قد أخذت لها حيزا ملفتا للنظر من التوجهات الامريکية بشأن الاوضاع في إيران.
النظام الايراني يتجرع حاليا کٶوس خيبة قاتلة من جراء الفشل الذريع غير العادي لمراهنته على مجئ بايدن وتصوره من إنه سيرکب الموجة وسيقوم بجعل مسار الاحداث والتطورات لصالحه لکن لايبدو إن حساب حقل النظام الايراني قد تطابق بهذا الصدد مع حساب بيدره، بل إنها لاتتطابق أبدا وهو مايعطي أکثر من إشارة بأن عهد سياسة الاسترضاء والمسايرة التي کانت تتبعها الادارات التي سبقت إدارة الرئيس السابق ترامب، قد ذهبت الى غير رجعة وإن على النظام الايراني أن يتقبل هذه الحقيقة ويدفع ثمن ماسيترتب عليه.