بحزاني – محمد حسين المياحي :
يسود في الاوساط السياسية الحاکمة مشاعر الخيبة والاحباط ذلك إنه ومع إنتهاء عهد الرئيس الامريکي السابق ترامب والذي مارس سياسة حازمة ضد النظام الايراني، لم يتمکن هذا النظام ولحد الان من تحقيق أي مکسب سياسي لصالحه ولم يجري لحد الان أيضا أي تغيير في الموقف الامريکي يمکن أن يميل بشکل أو آخر لصالح هذا النظام، والانکى من ذلك إن هناك من سياق يدل ويشير الى إن الامور لاتجري کما يريد ويرغب النظام الايراني.
الاوضاع الصعبة التي يواجهها النظام الايراني والتي يسعى جاهدا من أجل التصدي لها ومعالجتها من خلال مناوراته وألاعيبه السياسية والامنية المختلفة، ليس هناك في الافق مايمکن أن يدل على إنها قد تجد حلا قريبا لها بل وعلى العکس من ذلك تماما فهناك مايدل على العکس تماما ولعل ماقد أکد عليه 20 وزيرا أوروبيا سابقا والرئيس الروماني السابق ورئيس الوزراء الروماني السابق، في بيان عشية حكم محكمة أنتورب على الدبلوماسي الإرهابي أسدالله أسدي وثلاثة من شركائه، ضرورة اتباع اوروبا الحزم حيال النظام الإيراني. وهذا الموقف يعتبر بنظر المراقبين السياسيين بمثابة أول ضربة سياسية کبيرة لهذا النظام منذ تولي الإدارة الأمريكية الجديدة السلطة، وهي تثير الخوف والقلق بين أوساط النظام.
الملفت للنظر إن الموقعون على البيان أشاروا إلى السجل الإرهابي للنظام الايراني في أوروبا، بما في ذلك الهجوم الإرهابي الفاشل في يونيو 2018 في فيلبينت بفرنسا، وطالبوا تشارلز ميشيل، رئيس المفوضية الأوروبية، وجوزيف بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وديفيد ساسولي، رئيس البرلمان الأوروبي، باتخاذ خطوات عملية ومحاسبة النظام. وهذا مايدل على إن هناك عيون ترصد النظام الايراني وتتابعه عن کثب ولاتريد أن تسمح له بالمضي قدما في سياساته المشبوهة المثيرة للقلق والمطالبة بموقف دولي حازم ضده.
البيان أعلاه طالب وبناءا على النشاطات الارهابية والنهج السياسي المثير للقلق للنظام الايراني بإجراء تغيير في السياسة الاوربية المتبعة حياله ولاسيما عندما أضاف البيان في جانب آخر بأن:” المحكمة نظرت في ملف الدبلوماسي الإيراني أسدي وشركائه لمحاولتهم تفجير تجمع إيراني كبير للمعارضة في يونيو 2018، لكن بغض النظر عن الحكم النهائي للمحكمة، فإن نطاق الجريمة يتطلب من الاتحاد الأوروبي تغيير نهجه حيال موضوع ايران.” ويستطرد البيان ليٶکد على بشاعة ودموية النوايا الاجرامية للنظام الايراني بالقول:” لوكانت تنجح مؤامرة التفجير الإرهابي، لقتل المئات من الأبرياء، بمن فيهم مواطنون أوروبيون وشخصيات سياسية بارزة حاضرة في المؤتمر.” مضيفا”بعد ثلاثة وعشرين عاما من محاكمة ميكونوس، تظهر أدلة دامغة أن تدخل مسؤولي النظام الإيراني على أعلى مستوى لم ينته بعد، بل امتد ليشمل خطط لارتكاب مجزرة.”، ومن هنا فإن على النظام الايراني أن لايتوقع أي تغيير في المواقف الدولية ضده مالم يستسلم وينصاع للأمر الواقع.