الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخباربايدن بالنسبة لنظام الملالي ماء أم سراب؟ (3)

بايدن بالنسبة لنظام الملالي ماء أم سراب؟ (3)

بايدن بالنسبة لنظام الملالي ماء أم سراب؟ (3)

بقلم: حسين داعي الإسلام
عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية:

تمت الإشارة في المقالات السابقة إلى أن نظام الملالي يروج أن انتخاب بايدن يبدو وكأنه طوق النجاة لنظام الملالي الذي مزقته الأزمات، والذي يواجه غضبًا متفجرًا في المجتمع الإيراني ويعاني من الأزمات الإقليمية والدولية.

وفي هذا المقال نسلط الضوء على ما استنتجناه من الأبحاث السابقة لمعرفة ما إذا كانت حكومة بايدن ستنقذ الملالي من الإطاحة من عدمه.

1- لا شك في أن بايدن وفريق سياسته الخارجية يسعون إلى إبرام اتفاق مع نظام الملالي، مثلما كان يريد ترامب حتى اللحظة الأخيرة من عهده.

وتتمثل سياسة بايدن المعلنة في العودة إلى الاتفاق النووي، إلى جانب الشروط المتعلقة بالأنشطة الصاروخية والتدخلات الإقليمية لنظام الملالي، والتي كانت رغبة ترامب أيضًا مع اختلاف بسيط. بيد أن بايدن يواجه عقبات وطريقًا ملتويًا معقدًا للعودة إلى الاتفاق النووي؛ سواء داخل أمريكا أو في مواجهة نظام الملالي لدرجة أنها تجعل من احتمال حل الصراع مع نظام الملالي أمرًا مستحيلًا”.

2- بايدن في عام 2021 لا يواجه نفس ظروف أوباما، لذا فهو غير مضطر إلى تكرار نفس السياسات، نظرًا لأن نظام الملالي بادئ ذي بدء أصبح ضعيفًا جدًا داخل إيران.

وثانيًا، نجد أن نتيجة الاتفاق النووي والسياسات السابقة لإدارة أوباما بشأن هذا النظام الفاشي جاءت بنتائج عكسية، حيث أنها لم تسفر سوى عن الانسحاب من هذا الاتفاق والمزيد من ممارسة الملالي للعمليات الإرهابية وإشعال الحروب في المنطقة وقمع أبناء الوطن في الداخل.

لذلك، نرى أن المسؤولين الأمريكيين أيضًا يؤكدون على أن العودة إلى الوضع السابق أمر غير منطقي. ثالثًا، لقد تغيرت موازين القوى والانحيازات الإقليمية والدولية لدرجة أنها لا تقبل تكرار سياسة الاسترضاء السابقة، وحتى ألمانيا التي كانت داعمة لسياسة الاسترضاء مع نظام الملالي، أضافت الآن شروطًا تتعلق ببرنامج الصواريخ والتدخلات الإقليمية للعودة إلى الاتفاق النووي.

3- إن الصراعات بين نظام الملالي والغرب صراعات محتدمة بسبب طبيعة وأداء هذا النظام، على الرغم من أي تقلبات تكتيكية. فخامنئي يواصل بقدر ما يستطيع الحفاظ على نظام الملالي وتبني سياسة الانكماش والقمع والمضي قدمًا في البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ والتدخلات الإقليمية، ولن يمتثل للشروط التي وضعوها له على الإطلاق.

4- لقد أصبح نظام الملالي ضعيفًا وهشًا في السنوات الـ 4 الماضية بسبب العقوبات وسلسلة الانتفاضات الشعبية في عامي 2018 و 2019، والمشاركة الفعالة لمعاقل الانتفاضة وأنصار مجاهدي خلق داخل إيران ودورهم في توجيه الانتفاضات، وأنشطة مجاهدي خلق على الساحة الدولية، والضربات التي تلقاها هذا النظام الفاشي في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وكذلك في قدرته النووية.

ولعبت العقوبات الأمريكية دورًا كبيرًا في إضعاف هذا النظام اللاإنساني، بيد أن العقوبات لم تتسبب في الأزمات المشار إليها أعلاه حيث سيتم حلها بتولي بايدن السلطة.

5. العامل الأهم في تحديد مصير نظام الملالي هو العوامل الداخلية وليس العنصر الخارجي (بايدن).

فعلى أبواب عام 2021، يواجه الملالي أزمات اقتصادية واجتماعية مستعصية الحل نتيجة لتفشي الفساد والنهب والجريمة تحت وطأة نظام حكم الملالي على مدى 40 عامًا.

كما أن الملالي أيضًا لم يجدوا أي حل لهذه الأزمات التي تسببت في الأوضاع المتفجرة في المجتمع وكراهية الشعب الإيراني على نطاق واسع، لدرجة أن زمر هذا النظام المتعددة تحذر كل يوم من خطر اندلاع الانتفاضة والإطاحة.

ومن هذا المنطلق، وصل نظام الملالي إلى نقطة اللاعودة في دوامة الأزمات العضال التي تسببت فيها الزمر، فضلًا عن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والأزمات الإقليمية والدولية التي تطوقه.

6- إن الشرط الأجنبي متأثر بالمبدأ الأساسي الداخلي ومرتبطًا به في العمل. فعلى سبيل المثال، يكفي أن نستثني انتفاضتي عامي 2018 و 2019، وفي الوقت نفسه انتفاضة الشعبين العراقي واللبناني من عهد ترامب على مدى 4 سنوات لنرى في هذه الحالة إلى أي مدى تأثر أداء ترامب بهذه الانتفاضات.

وفي عهد بايدن أيضًا يجب القول على الرغم من أي اتجاه، فإن المقاومة الإيرانية وأداء الشعب والثورات والانتفاضات هي التي تؤثر على خريطة طريق معادلات وصفقات الغرب مع نظام الملالي .

7. وخلاصة القول هي أن نظام الملالي يمر بمرحلة الإطاحة بكيانه ككل، ولن يتمكن بايدن ولا سياسة الاسترضاء من علاج آلام هذا النظام الفاشي. وعلى العكس من ذلك، فإن عهد بايدن من الممكن أن يخلق فرصًا جديدة للمقاومة الإيرانية الباسلة والشعب الإيراني المجيد والمنطقة للإطاحة بنظام الولي الفقيه برمته.

8- وتجدر الإشارة إلى أن الصراع بين الزمرتين الحاكمتين في نظام الملالي على التفاوض مع أمريكا من عدمه ليس نابعًا من الطبيعة المختلفة لهاتين الزمرتين، بل إنه نابع من التقييم المختلف للظروف والاستراتيجيتين المختلفتين، حيث أن كل منهما تعتقد أنها تدخر المزيد من الوقت لبقاء هذا النظام الفاشي، بيد أن سياسات نظام الملالي تحت سيطرة خامنئي.

9- خلاصة القول هي أن الاستقرار في المنطقة والعالم مرهون بالإطاحة بنظام الملالي وليس مرهون بالمفاوضات مع هذا النظام وما يقدمه من تنازلات. كتب موقع ” واشنطن فرى بيكون” الأمريكي في 18 ديسمبر 2020: ” لن يتحقق الاستقرار في الشرق الأوسط بعودة أمريكا إلى الاتفاق النووي مرة أخرى، وسوف يتحقق هذا الأمر عندما يقضي الإيرانيون على الثورة الاسلامية “.

10- وبناءً عليه، فإن إدارة بايدن ليست أكثر من سراب بالنسبة لنظام الملالي، على الرغم من دعاية نظام الملالي وجماعات الضغط وأنصار سياسة الاسترضاء.