الگاردینیا – سعاد عزيز
أعوام طويلة مضت والمجتمع الدولي يفاوض نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن برنامجه النووي والسعي من أجل إنهاء مساعيه لإنتاج الاسلحة الذرية، ولايبدو إن الاتفاق الذي عقده الاوربيون في عام 2004 مع طهران والذي لم تعمل به وکذلك الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في عام 2015، بين هذا النظام وبين مجموعة دول 5+1، لم يتمکنا من وضع حد للمساعي السرية التي بذلها ويبذلها النظام الايراني من أجل إنتاج القنبلة الذرية، ولئن کان المجتمع الدولي يعول کثيرا على الجهود الدبلوماسية وعلى سياسة فرض العقوبات من أجل التوصل لإتفاق يضمن حسم هذه القضية، لکن لايبدو إن هناك مٶشرات تدل على ذلك.
في خضم الظروف والاوضاع المتداعية عن فوز جو بايدن بإنتخابات الرئاسة الامريکية ومايتم تناقله من تقارير أخبارية متباينة بشأن الموقف الامريکي من مستقبل الاتفاق الاتفاق وفي خضم ماتٶکده الاوساط الحاکمة في طهران من إنها لاتسعى من أجل الحصول على الاسلحة الذرية وإنه ليس هناك من مساع سرية لها، فإن ماقد أظهرته صور أقمار صناعية حصلت عليها وکالة “أسوشيتد برس”، من قيام النظام الايراني بالبناء موقعه النووي تحت الأرض في “فوردو”، علما بأن المقاومة الايرانية کانت قد حذرت سابقا من هذا الموقع کما حذرت أيضا من موقع نطنز وقبل کل ذلك تحذيرها الهام في عام 2002، في بداية المساعي النووية المشبوهة لهذا النظام من النوايا المشبوهة لهذا النظام.
ماقد أعلنته وکالة”اسوشيتدبريس”، إذا ماأضفنا إليه رفض سفير النظام الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، اقتراح مدير الوكالة بأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني بعد وصول إدارة أميركية جديدة إلى السلطة سيتطلب التوصل إلى اتفاق جديد. وکذلك إذا ماأضفنا إليه أيضا ماقاله رافائيل غروسي، الذي يرأس المنظمة التي تراقب امتثال إيران للاتفاق النووي المبرم عام 2015، خلال مقابلة له مع وکالة”رويترز” من إن هناك انتهاكات كثيرة من جانب طهران بحيث يتعذر العودة إلى ما كان عليه بمجرد تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه الشهر المقبل. فإنه يبدو إن هناك الکثير من الذي يدعو ويحث ويحفز المجتمع الدولي من أجل حزم أمره مع هذا النظام وإتباع سياسة ونهج يتسم بالحزم والصرامة لأنه وکما يبدو فإن أي نهج واسلوب آخر لايبدو نافعا مع هذا النظام ولاسيما وإنه يستغل والى أبعد حد الظروف والاوضاع الحالية من أجل التمادي في مساعيه والذهاب أبعد مما قد يتصوره ويتوقعه المجتمع الدولي ومن دون شك فإن هذا النظام لايمکن أبدا أن يتخلى عن مساعيه المشبوهة من أجل الحصول على السلاح الذري مالم يتم آلية دولية متشددة للتعامل مع المساعي النووية للنظام الى جانب وضع رقابة دولية صارمة تضمن لجم مساعيه المشبوهة والحد منها.
ولايبدو مراوغات النظام الايراني وتحايله لن يکون مجديا في ظل الظروف والاوضاع الدولية الجديدة ولاسيما بعد أن صار هناك ثمة توجه دولي بشأن عدم إمکان الثقة بهذا النظام ونواياه وخصوصا بعد أن صارت السفارات الايرانية مرتعا للنشاطات الارهابية وإن محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدي في بلجيکا والذي کان يشغل منصب السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في النمسا وطرد سفير النظام وسکرتيره الاول من ألبانيا بعد إتهامهما بالتورط بنشاطات إرهابية وتجسسية وحالات أخرى بنفس السياق يجعل وزير الخارجية الايراني في موضع التهم ويضعف من موقف نظامه الى جانب إن صدور القرار الدولي ال67 بإدانة إنتهاکات النظام الايراني في مجال حقوق الانسان وتلك الرسالة التي وجهها 7 من خبراء الامم المتحدة للنظام يطالبونه بالتحقيق بشأن مجزرة عام 1988، وقبل کل ذلك الاوضاع الداخلية المتأزمة ورفض الشعب للنظام وسخطه وغضبه العارم ضده وأمور أخرى، تجعل موقف النظام أضعف مايکون ولن تسمح له باللعب والمراوغة والتحايل کما کان الحال في الايام التي سبقت التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015، وبطبيعة الحال فإن المجتمع الدولي عموما والدول المعنية بالنشاطات النووية للنظام تعرف کل ذلك جيدا وسوف تأخذه بنظر الاعتبار وهي تتعامل مع النظام فيما يرتبط ببرنامجه النووي.