حدیث الیوم
شارك روحاني في مؤتمر صحفي مع مراسلين حكوميين وأجانب يوم الاثنين 14 ديسمبر. في هذا المؤتمر الصحفي، الذي استمر حوالي ساعتين، تناول قضايا مختلفة. لكن نظرة عامة على مجمل ما ورد في هذا المؤتمر الصحفي تظهر بشكل واضح الحالة الحرجة للغاية التي يعيشها النظام.
عرض للمأزق والانقسام والوقاحة!
قبل كل شيء أظهر المؤتمر الصحفي، “الأزمة الداخلية” للنظام وذروة الانقسامات والثغرات في إطار الصراع على السلطة بين زمر النظام. لدرجة أن مراسل وكالة أنباء برنا، بينما كان يطلق على الباسيج وأعضاء النظام اسم “الناس”، سأل روحاني: “الناس يتوقعون الهدوء وتفاعل القوى المختلفة مع بعضهم البعض.
لكننا لا نشهد مثل هذا الواقع، بل نشهد مواجهة شرسة بين القوى إلى درجة الإهانة لشخصك والآخرين. هل كان هناك سوابق من المواجهة بين القوى خلال هذه السنوات مثل هذا بحيث أنهم حددوا لكم سجناً في حال عدم تنفيذكم لقرار برلماني؟”
ونظرا إلى استشعاره بالوضع الحرج للنظام، هاجم روحاني مجلس شورى النظام والقضاء وقوات الحرس، ولكن بسبب شدة الأزمة الداخلية للنظام، قال: “هل قضاءنا لا تشوبه شائبة؟ هل سلطتنا التشريعية خالية من العيوب؟ هل قواتنا المسلحة دون إشكال؟ لماذا يتم مهاجمة الحكومة فقط؟ “إذا أقدم أحد على إهانة الحكومة وافترى عليها، فسيتم تشجيعه”.
في حين قبل ساعات، هاجم إبراهيم رئيسي، رئيس القضاء في النظام روحاني، قائلاً: “لا يوجد سوى صوت واحد في النظام، وهو صوت (خامنئي)، وعلى الجميع الالتزام بنفس الصوت” (14 ديسمبر)، لكن روحاني سخر ضمناً من ظاهرة “الإجماع وتناغم الاصوات” في النظام وقال: “في النظام” هل يجرؤ أحد على إهانة القضاء؟ وعلى إهانة القوات المسلحة؟ ولكن إذا أهانوا الحكومة، فسيحصلون على منصب أعلى وسيصبحون أكثر تحببا!”
كذلك، عندما تعرض روحاني لبوابل من الأسئلة من قبل مراسلين من وسائل إعلام منافسة بقولهم: “أنت أكدت في الأول من 22 يوليو (تموز) على السيطرة على التضخم، لكن الناس يشهدون تضخمًا كبيرًا. لماذا لا يزال هذا هو الحال بعد ستة أشهر (من الوعود)؟” (مراسل إذاعة وتلفزيون النظام) ؛ ألقى روحاني باللوم على العقوبات، وفي إشارة إلى الزمرة المنافسة، ألقى باللوم على “مجموعة خبيثة داخل النظام” تتناغم مع الولايات المتحدة”.
مظهر آخر من مظاهر المأزق
كان الركود الاقتصادي جانبًا آخر من جوانب الحالة الحرجة للنظام الذي انعكس في المؤتمر. وردا على سؤال حول “ما هي الشروط المسبقة التي تضعونها للمفاوضات مع الولايات المتحدة؟”، أقر رئيس جمهورية النظام بالضعف الشديد للنظام في ميزان القوى والمأزق الذي يجد نفسه فيه، قائلا إن “النظام لا يضع أي شروط مسبقة للمفاوضات مع الولايات المتحدة”.
معنى “الشرط المسبق هو استمرار هذا الحظر (ضد النظام) لمدة 5 سنوات أخرى. لذا فإن الشرط المسبق لا معنى له!”
كما سأل المراسل الأمريكي روحاني: “ما رأيك في إعلان بايدن استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي، لكن اتفاقية جديدة تتضمن برنامجًا صاروخيًا وتدخلًا إقليميًا للنظام، وأن أوروبا دعمت هذه الفكرة أيضًا؟” زعم روحاني مازحا، “لم أسمع السيد بايدن يقول إنه إذا أردنا العودة إلى الاتفاق النووي، فلا بد من وجود اتفاق أقوى!” “هذه كلمة ترامب!”
يأتي هذا الادعاء السخيف في الوقت الذي غطت فيه وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الدولية، وحتى وسائل الإعلام التابعة للنظام، على نطاق واسع مقابلة بايدن مع النيويورك تايمز وسي إن إن، مؤكداً: “سندخل في مفاوضات مع حلفائنا للتوصل إلى اتفاق.
ويشمل ذلك توسيع القيود النووية المفروضة على النظام الإيراني وبرنامجه الصاروخي. (نيويورك تايمز – 1 ديسمبر 2020).
الحقيقة هي أن مأزق النظام ومعضلة “التفاوض” أو “مواجهة” المجتمع الدولي وإجباره على قبول العواقب المميتة لأي من المسارين، جعل قادة النظام يصابون بالهذيان وحوّل بالفعل مسبقا أحلام روحاني وخامنئي في استغلال “الفرصة” إلى سراب. إلى الحد الذي يعترفون فيه بهذا الوضع داخل النظام ؛ أحدهم يقول: “على الرغم من تودد الحكومة (في مجيء بايدن)، بدّد الغرب أحلامها ودعا بايدن إلى فرض عقوبات على إيران للحد من الصواريخ” (صحيفة رسالت الحكومية – 14 ديسمبر) ؛ وآخر يذكر بخسارة الأوراق الاستراتيجية للنظام بسبب التجرع السابق ويقول: “خلال الاتفاق النووي” تم تدمير منشآت النظام النووية. تم إخراج الآلاف من أجهزة الطرد المركزي من المدار، وتم ملء مفاعل الماء الثقيل في أراك بالأسمنت، وفقدنا 11 طنًا من اليورانيوم المخصب، وتم غلق موقعي نطنز وفوردو “(شريعتمداري، صحيفة كيهان التابعة لخامنئي-15 ديسمبر).
نعم، صوّر المؤتمر الصحفي لروحاني مرة أخرى عمق انقسام النظام ومأزقه في فك قيود العقوبات.
هذا وضع نظام استنفدت فيه كل احتياطياته الاستراتيجية خلال المرحلة الأخيرة من عمره.