الکاتب:معصومة احتشام
مكان اغتيال محسن فخري زاده، الأب النووي وصناعة القنبلة الذرية في نظام الملالي
تم دفن الحرسي العميد محسن فخري زاده، عالم الذرة الأول وصناعة القنبلة الذرية في نظام الملالي، في طهران يوم الاثنين، 30 نوفمبر 2020، بمشاركة قيادات عسكرية ومسؤولي نظام الملالي.
وعلى هامش تشييع جنازة فخري زاده، أشار على شمخاني، سكرتير مجلس الأمن الأعلى في نظام الملالي إلى تكرار حل ألغاز قادة نظام الملالي، وهاجم مجاهدي خلق بسبب قيامهم بكشف النقاب عن أسرار البرنامج النووي لصناعة القنبلة الذرية المناهض للإيرانيين الذي يتبناه نظام الملالي.
ومن المؤسف أن عملية الاغتيال كانت عملية معقدة للغاية حيث تمت باستخدام أجهزة إلكترونية. ولم يكن أحد في مكان الحادث. لكن هناك بعضًا من بدايات الخيوط، فضلًا عن أننا اكتشفنا الشخص الذي قام بالتخطيط لهذه العملية ونعرف من هو وما هو سجله. ومن المؤكد أن مجاهدي خلق والنظام الصهيوني المجرم والموساد لعبوا دورًا في هذه العملية.
وأفادت وكالة أنباء قوات حرس نظام الملالي، أن شمخاني زعم أن جهاز استخبارات هذا النظام كان قد تنبأ بدقة باحتمال وقوع الحادث وبمكانه، بيد أن العدو استخدم هذه المرة أسلوبًا احترافيًا تخصصيًا جديدًا تمامًا. وقال شمخاني:
إن العدو يسعى إلى اغتيال محسن فخري زاده منذ 20 عامًا، بيد أنه فشل طوال هذه السنوات.
وأشار شمخاني إلى أن أجهزة الاستخبارات في البلاد كانت قد توقعت بدقة هذه المرة أيضًا احتمال اغتيال فخري زاده والمكان المحتمل للحادث. ومن المؤسف أنه لم يؤخذ الأمر على محمل الجد كما ينبغي بسبب تواتر الأنباء على مدى 20 عامًا، ونجح الأعداء هذه المرة. فيما فشلوا في تنفيذ العديد من العمليات الأخرى.
وتوصلت الأجهزة والأنظمة الاستخباراتية إلى معلومات تفيد بأن فخري زاده كان مستهدفًا، وكان من المقرر الهجوم عليه حيثما تم اغتياله. وتم إرسال التعزيزات اللازمة لحمايته، بيد أن العدو استخدم هذه المرة أسلوبًا احترافيًا تخصصيًا جديدًا تمامًا، ونجح للأسف في تحقيق هدفه بعد 20 عامًا. (وكالة “فارس” للأنباء، 30 نوفبمر 2020).
وأثناء تشييع جنازة فخري زاده، قال العميد حاتمي، وزير الدفاع الخاضع لأوامر ولاية الفقيه: “لن يمر أي اغتيال دون رد، ومن المؤكد أننا سنلاحقهم حتى النهاية، وسوف ننفذ أوامر خامنئي. (وكالة “فارس” للأنباء، 30 نوفبمر 2020).
كما هدد الحرسي حسين سلامي، قائد قوات حرس نظام الملالي، في رسالة على تويتر يوم الأحد بالانتقام، قائلًا: “لقد تم وضع الانتقام من المخططين لهذه الجريمة ومرتكبيها ومؤيديهم وإنزال أشد العقوبات بهم، في جدول الأعمال”. (تغريدة الحرسي سلامي، 29 نوفمبر 2020).
وبعد ساعات من بث هذه الرسالة، كتبت وكالة أنباء قوة القدس الإرهابية بأياد مرتعشة ترجف من الخوف أن: “رمضان شريف، المتحدث باسم قوات حرس نظام الملالي نفى التصريحات المنسوبة لقائد هذه القوات في الفضاء الإلكتروني حول كيفية الانتقام من العناصر التي اغتالت فخري زاده. (وكالة “تسنيم” للأنباء، 30 نوفمبر 2020).
وقال رمضان شريف: إن المعارضين والمتعاونين مرتزقة أجهزة التجسس قد أضافوا قضية أخرى إلى ملف قضاياهم الأسود الحافل بالجرائم والخيانة، وأن هذا الاغتيال المغرض يسلط الضوء على عجز أعداء إيران الإسلامية (قل إيران المتأسلمة تحت وطأة الملالي) من ناحية، وعلى التقدم العلمي لعلماء هذه البلاد، من ناحية أخرى. (تلفزيون “شبكه خبر” التابعة لنظام الملالي، 28 نوفمبر 2020).
وفي رسالة تدعو للسخرية، نجد الحرسي إسماعيل قاآني الذي تولى قيادة قوة القدس الإرهابية، بعد هلاك الحرسي المجرم قاسم سليماني؛ ادعى مرة أخرى بعد يوم واحد من هلاك فخري زاده الذي يعتبره الكثيرون ثاني شخص أغتيل في نظام الملالي بعد المجرم الهالك قاسم سليماني أن أيادي الاستكبار العالمي خرجت من أكمام مجاهدي خلق مسلحة بالرصاص الأمريكي.
الحرسي عبد الله كنجي رئيس تحرير صحيفة قوات حرس نظام الملالي، 28 نوفمبر 2020:
أنظروا ماذا قالت الهيئات الدولية حول اغتيال فخري زاده، فقد قامت بالعديد من المعجزات، حيث عبرت عن أسفها، لكن انظروا ماذا قالت عن دبلوماسي إيراني. قالت إنه كان ينوي، أي أنه لم يفعل شيئًا. وأنه كان ينوي تفجير اجتماع المعارضين، وتصدر هذا الخبر عناوين الصحف حول العالم.
والآن اغتالوا أبرز علمائنا ولم يدين أي أحد هذه الجريمة. وانظروا إلى دور مجلس الأمن في هذا الصدد. وإذا افترضنا أننا قمنا بارتكاب مثل هذه الجريمة، فانظروا كم من الجلسات التي سيعقدها مجلس الأمن. (تلفزيون “شبكه خبر” التابعة لنظام الملالي، 28 نوفمبر 2020).
فريدون عباسي، عضو مجلس شورى الملالي ورئيس هيئة الطاقة الذرية في نظام الملالي، 28 نوفمبر 2020
إننا لا ندعي أن جميع موظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو هؤلاء المفتشون جواسيس، فربما يقومون بعمل احترافي، غير أنهم يقدموا البيانات التي يجمعونها لهذه الوكالة، والوكالة بدورها تحت سيطرة منظمة الأمم المتحدة التي تخضع بدورها للأمريكيين أكثر.
لأن منظمة الأمم المتحدة الأمريكية تمد الوكالة بالموظفين وتوفر لها الجزء الأكبر من الميزانية، ويمكن للأمريكيين الوصول إلى الوكالة لأن كل البيانات لدى بعض الدول الغربية، وأغلبها لدى أمريكا وبريطانيا، وربما إلى حد ما لدى ألمانيا وفرنسا، بيد أن هذه البيانات ليست مرهونة بتفتيش الوكالة فحسب، بل إن المعارضين يلعبون دورًا أساسيًا في هذا الصدد أيضًا.
فهم يعملون منذ سنوات عديدة في هذا الصدد، وهم من قدموا البيانات المتعلقة بشهدائنا عظيمي الشأن. (تلفزيون “شبكه خبر” التابعة لنظام الملالي، 28 نوفمبر 2020).
وفي موقف يدعو للسخرية، وصف برويز سروري، العضو السابق في مجلس شورى الملالي، اغتيال فخري زاده بأنه عمل أعمى، قائلًا: يجب فحص نقاط الضعف في حماية هذه الشخصيات البارزة بعناية لمعرفة الخطأ في عملية الحماية الذي استغله مجموعة من المعارضين للقيام بهذا العمل الأعمى. (وكالة “مهر” للأنباء، 29 نوفمبر 2020).