بحزاني – منى سالم الجبوري: يزداد قلق وخوف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من عدم تمکنه من طي صفحة إنتفاضة 15 نوفمبر2015، على الرغم من إنه تفصلنا أيام قلائل عن ذکراها السنوية الاولى، حيث إنه وبين کل فترة وأخرى يتم تسليط الاضواء على جانب أو بعد من أبعادها أو تداعياتها المستمرة، مع ملاحظة إن النظام لم يدخر جهدا من أجل طي صفحة هذه الانتفاضة والتغطية عليها بکل مالديه من طرق وأساليب ووسائل مختلفة ولاسيما المشبوهة والخبيثة منها.
الخوف الکبير للنظام الايراني من إنتفاضة 15 نوفمبر2019، على رغم من إنها لم تکن بسعة وضخامة إنتفاضة 28 ديسمبر2017، لکنها مع ذلك ومع عدم نسيان إنها إجتاحت أکثر من 100 مدينة في کل أنحاء إيران، فإن طابعها السياسي ـ الفکري وقوة الزخم الثوري الذي رافقها وتوضح في إصرار المنتفضين على إسقاط النظام هو الذي صعق النظام الايراني وأذهله وأصيب بحالة رعب شديد لأنه وجد إنه أمام نفس الاجواء النفسية التي رافقت الثورة الايرانية التي أسقطت نظام الشاه في عام 1979، إذ کانت هناك حالة إجماع بين أبناء الشعب الايراني وفي أکثر من 100 مدينة من سائر أرجاء إيران على ضرورة إسقاط النظام ومن إنه عدو الشعب الذي لايمکن الرکون والاطمئنان إليه أبدا.
التصريحات الملفتة للنظر التي أطلقها محمد رضا باهنر، النائب السابق لرئيس مجلس النواب الإيراني حول إنتفاضة 15 نوفمبر2019، والتي إعترف من خلالها بأنه”لو لم يقض النظام على احتجاجات نوفمبر 2019 لكانت ستتحول إلى ثورة شاملة لم يكن بالإمكان السيطرة عليها.” هو أول تأکيد من نوعه على ماقد دأبت منظمة مجاهدي خلق من قوله وتکراره بأن إنتفاضة 15 نوفمبر2019، التي کانت بقيادتها هي أکثر إنتفاضت أرعبت النظام الايراني وجعلته يتخوف من إحتمال سقوطه، وعندما ندقق النظر في کلام باهنر هذا ونسعى لقراءة مابين السطور، فإننا نکتشف وبکل سهولة الاساليب الدموية غير العادية التي إستخدمها النظام في قمع هذه الانتفاضة والالتفاف عليها حيث إن حملات الاعتقالات التعسفية وعمليات الخطف والتصفيات الجانبية وعمليات التعذيب الوحشية بحق المعتقلين والاحکام الجائرة التي صدرت بحقهم من إعدامات والسجن لأعوام طويلة کل ذلك أثبت ويثبت بأن هذه الانتفاضة قد کانت حقا کما أکدت وتٶکد عليها مجاهدي خلق.
تمکن النظام الايراني من قمع إنتفاضة 15 نوفمبر 2019، لايمکن إعتباره أبدا بأنه يعبر عن حالة منتصر وإنما مشرف على الهزيمة ويحاول بکل مافي وسعه من أجل تأجيل موعد هزيمته الى إشعار آخر على أمل أن يجد من حل لمشکلته التي قطعا لاحل لها إلا بسقوطه والذي سيحدث عاجلا أم آجلا.