
الکاتب:عاتقة خورسند
تجمع سنوي للمقاومة الإيرانية-صورة أرشيفية
لو قمنا بمراجعة شفافة لمجريات الامور والاحداث في ظل نظام الملالي منذ تأسيسه المشٶوم، فإنه يقوم بين فترة وأخرى بالاعلان عن خطوة وإجراء في مجال من المجالات المهمة والحساسة التي يرکز عليها ويهتم بها المجتمع الدولي، ووذلك بسياق يتفق من حيث الظاهر مع مايريده ويرتأيه المجتمع الدولي.
ولعل الامثلة کثيرة ومتعددة هنا على الرغم من إن أهمها وأکثرها لفتا للأنظار مايتعلق بمجالات حقوق الانسان والبرنامج النووي للنظام وتصديره للتطرف والارهاب وتدخلات في بلدان المنطقة والعالم.
السٶال الذي لابد من طرحه هنا والتمعن فيه بروية هو؛ مالذي دفع النظام وأجبره للقيام بخطوة وإجراء في مجالات حساسة کالتي ذکرناها آنفا؟ هل لأنه قد صار فجأة يٶمن بها وإنه عاد الى وعيه وتخلى عن نهجه وفکره القرووسطائي؟
من المٶکد بأن شيئا من ذلك القبيل الوارد في السٶالين ساردي الذکر لم ولن يحدث بتاتا، فهذا النظام مثل النسبة الثابتة التي لايمکن أن تتغير، ذلك إن ممارساته القمعية وتصديره للتطرف والارهاب وسعيه من أجل الحصول على الاسلحة الذرية بمثابة الاوکسجين الذي يتنفسه وبدونه فإنه يموت ويتلاشى، ولکن قيام إقدام النظام على هکذا خطوات وإجراءات خضعت وتخضع لعاملين أساسيين يهتم بهما النظام کثيرا، وهما العامل الخارجي والعامل الداخلي.
إذ أن إثارة ملفات حقوق الانسان والبرنامج النووي للنظام وتصدير التطرف والارهاب والتدخلات في بلدان المنطقة والعالم وجعل الشعب الايراني أولا والمجتمع الدولي والرأي العام العالمي ثانيا على إطلاع بها وإنعکاس وردود فعل ذلك لدى الطرفين بمثابة المطرقة التي تضرب على رأس النظام ولذلك فإن الاخير يجد نفسه مرغما على التحرك بإتجاه وسياق من أجل التخفيف من الضرب والطرق على رأسه من خلال الاعلان عن هکذا خطوات وإجراءات.
غير إن هناك السٶال الاهم والاکثر قوة وإلحاحا وهو؛ من الذي دفع العاملين الداخلي والخارجي للتحرك ضد النظام وممارسة الضغط عليه؟ الملاحظة المهمة التي يجب أن لاننساها أبدا هو إن النظام وعندما يتعرض لأمر طارئ يتأثر به سلبا على أي صعيد کان فإنه يبادر ومن دون سابق تفکير الى إتهام منظمة مجاهدي خلق بذلك. وهذا الامر يتوضح مليا وبصورة غير عادية في تلك المجالات التي دأب نظام الملالي على تقديم تنزالات وتراجعات فيها(مع التأکيد على إنها شکلية والهدف منها إمتصاص النقمة والضغط الداخلي والخارجي المسلط عليه)، ذلك إن المجاهدين من أعضاء مجاهدي خلق هم من کانوا يرتبصون بالنظام ويتابعون أنفاسه بتلك المجالات ويراقبونه عن کثب ويقومون بکشف وفضح وإعلان ذلك للشعب الايراني وللعالم.
ولم يعد يخفى على أحد حتى ماقد أصبح قادة ومسٶولوا النظام يصرحون به أو يعلنونه في مجالسهم الخاصة والعامة من الدور والتأثير الذي قامت وتقوم به مجاهدي خلق من حيث ممارسة التأثير على النظام من حيث إثارة المواضيع والمسائل ذات الصلة بالمجالات الحساسة التي يخشاها النظام ومن کونها أکثر طرف لعب ويلعب دورا فعالا ومٶثرا بهذا الصدد.
لکن الذي يجب هنا أن نلاحظه وننتبه له کثيرا، هو إن المنظمة لاتتأثر بما يصدر عن النظام من تراجعات وتنازلات ناجمة عن مواجهتها وصراعها ضده، لأنها تعلم بإستحالة أن يقوم النظام بتغيير يٶثر على واحد من مرتکزاته الاساسية الثلاثة التي يقف عليها أي قمع الشعب الايراني وتصدير التطرف والارهاب وسعيه من أجل إنتاج الاسلحة الذرية.
ومن هنا وبنفس القوة والقدرة والجهد الحثيث الذي کانت المنظمة قد مارسته وتمارسه بشأن کشف وفضح نظام الملالي في مجالات حقوق الانسان والتطرف والارهاب والبرنامج النووي، فإنها تقوم بممارسته بشأن التراجعات والتنازلات الشکلية الکاذبة والواهية والمخادعة له، إذ وکما کشفت عن کذبه بخصوص حرصه على الاتفاق النووي”الهزيل من أساسه” وطلبه من الموقعين على الاتفاق لحث الولايات المتحدة على العودة إليه عندما أعلنت عن معلومات بخصوص موقع سبند النووي الجديد لهذا النظام قرب طهران والذي يثبت خداعه للعالم وحقيقة إصراره على المضي قدما في برنامجه المشبوه حتى النهاية.
المواجهة والصراع الذي تخوضه المنظمة مع نظام الملالي هو صراع مصيري لاتوجد منطقة وسطى أو ثمة خيار ثلاث فهو صراع الوجود والفناء لأن المنظمة تعلم وتعي جيدا بأنه لايمکن أبدا وإطلاقا جعل أفکار ومفاهيم ورٶى القرون الوسطى تتلائم مع هذا العصر، وإن التعايش والتأقلم مع هذا النظام يعني التعايش والتأقلم مع القرون الوسطى وهو المستحيل بعينه.