تفعیل آلية الزناد وذعر النظام الإيراني
حدث الیوم
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مایك بومبیو، إعادة جمیع العقوبات والقرارات الأممیة الستة ضد النظام الإیراني، عقب تفعیل آلية الزناد عند الساعة الواحدة صباحاً بتوقيت غرينيتش، يوم الأحد 20 سبتمبر. بناءً علی هذه القرارات الستة، سيتم فرض البنود والقيود التالية على النظام:
فرض الحظر التسلیحي الدائم علی النظام دون التقید بمدد زمنیة محددة
تقييد مشاريع النظام الصاروخية
فرض حظر كامل على التجارب الصاروخیة للنظام وکذلك علی إنتاج الصواريخ القادرة على حمل أسلحة نووية
حظر جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب الیورانیوم
تقييد ممتلكات ورحلات المسؤولين المشاركين في برامج النظام النووية والصاروخية والإرهابیة.
إلزام النظام الإيراني بوقف أنشطة تخصيب الیورانیوم وإنتاج الماء الثقیل.
کما ذکر بیان وزیر الخارجية الأمریکي أنه «وفقاً لصلاحیاتنا المنصوص علیها في قرار مجلس الأمن رقم 2231، أطلقنا آلية الزناد لإعادة جميع العقوبات الأممیة علی النظام، بما في ذلك حظر الأسلحة. نتيجة لذلك، سيصبح العالم أكثر أماناً».
هذا وطلبت الولايات المتحدة من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الامتثال الكامل لالتزاماتها بتنفيذ هذه الإجراءات، وتعهد بومبیو بمعاقبة من یخرق العقوبات علی إیران.
ردود الفعل الدولية
في أول رد علی تطبیق آلیة الزناد من قبل الولایات المتحدة، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونیو غوتيريش، إنه لا یستطیع اتخاذ أي إجراء إزاء إعلان واشنطن إعادة العقوبات علی إیران نظراً لما وصفه بـ “وجود شك في المسألة”. وذکرت وکالة رويترز أن غوتیریش قال في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي: «لا یمکن للأمین العام أن یمضي قدماً في الأمر وکأن مثل هذا الشك لیس موجوداً».
وأضافت رويترز: «مسؤولو الأمم المتحدة يقدمون الدعم الإداري والفني لتنفیذ نظام العقوبات، بینما يوفر غوتيريش خبراء لمراقبة هذا التنفيذ».
في غضون ذلك، أصدر وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبریطانیا وألمانیا) بياناً مشتركاً جاء فیه: «أي إجراءات وقرارات لواشنطن لإعادة العقوبات الأممیة ضد إيران لن یکون لها أي أثر قانوني».
وقال ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة في موقف دفاعي: «من المؤلم أن نرى دولة بهذا الثقل تهين نفسها بهذه الطريقة وتعارض بعناد أعضاء آخرين في مجلس الأمن».
تظهر هذه المواقف أن الولايات المتحدة قد أحرزت تقدماً ملحوظاً في مساعیها إزاء إیران دون أن تتمکن الجهات المعارضة من فعل أي شي للحیلولة دون ذلك.
وقد أشارت وکالة رويترز إلی هذه الحقیقة ضمنیاً في إشارتها إلی معارضة الدول الأوروبیة بالإضافة إلی الصین وروسیا، حیث کتبت: «علی الرغم من أن هذه الدول تود تجاهل الجهود الأمريكية للإبقاء على العقوبات، لكن الشركات في تلك الدول ستشعر بوخزة العقوبات إذا انتهكتها».
مضیفةً: «قد تدعي دولة ما أنها لا توافق فرض العقوبات المنصوص علیها في آلیة الزناد، لكن بنوك هذه الدول والشركات ستنصاع للعقوبات لأنها لا تريد أن تكون هدفاً للعقوبات في المستقبل».
الحقيقة هي أن الحکومات لا تلعب الدور الحاسم في قضیة العقوبات، بل تلعبه الشركات التي لا تخضع لسیطرة وهیمنة الحكومات.
هذا وقدمت الولایات المتحدة ضماناً عملیاً لتنفیذ العقوبات بحق النظام من خلال إرسال سفن جديدة إلى الخليج الفارسي، وقد بدت مصممة للغایة على سد جميع الثغرات التي حقق النظام من خلالها دخلاً ضئيلاً حتى الآن.
المواقف السياسية داخل الولايات المتحدة
لعل الأكثر أهمية وحسماً من مواقف الدول الأوروبية والصين وروسيا إزاء القرار الأمریکي، هي المواقف داخل الولايات المتحدة. حیث لم تظهر أي معارضة جادة من الحزب الديمقراطي المنافس حتى الآن.
لأنه وبفضل عملیات الفضح والإفشاء التي قام بها مجاهدو خلق و المقاومة الإيرانية، أصبح نظام الملالي نظاماً غير شرعي تماماً لدی الرأي العام، وبالتالي فإن معارضة أي فرد أو تیار سياسي لإعادة العقوبات ضد النظام يضعه في خانة أسوأ ديكتاتورية في التاريخ المعاصر والراعي الرئيسي للإرهاب الدولي.
یعکس مؤتمر “السياسة حیال إيران” الذي عقد یوم الجمعة الماضي بحضور عدد من أعضاء مجلس الشيوخ البارزين وأعضاء الكونغرس من كلا الحزبين الأمريكيين وتم التوصل فیه إلی ضرورة فرض أقسی العقوبات علی النظام، هذه الحقیقة بوضوح.
علی سبیل المثال، دعم جو ليبرمان، وهو شخصية بارزة في الحزب الديمقراطي ومرشح سابق لمنصب نائب الرئيس الأمریکي، سياسة إدارة ترامب وشکر الأخیر علی ممارسة الضغط الأقصى علی النظام، واستنكر سیاسة إدارة أوباما (وهو من الحزب الديمقراطي)، مؤكداً أنه كان “ديموقراطياً” طوال حياته السياسية.
ردود فعل النظام دلالة واضحة على اليأس والذعر
جاء موقف النظام الإیراني من تطبیق آلیة الزناد دفاعياً بالكامل ومصحوباً بکثیر من الذعر والتشتت.
ففي تصریحات متناقضة، قال الحرسي قاليباف، رئيس مجلس شوری النظام وهو یتفاخر بهزيمة الولايات المتحدة: «لا ینبغي أن نکون سعداء بهذه الهزائم القانونية والسياسية للولايات المتحدة وننسى أن عدونا الظالم سیتقدم في تشدید العقوبات لإعطاء شکل جدید لنظام العقوبات، في حال حدوث أي غفلة».
وفي نفس الجلسة، هاجم بعض أعضاء المجلس، روحاني بشدة وسخروا منه ومن تصريحاته التي وعد فیها بالاحتفال بهزيمة الولايات المتحدة.
في هذا الصدد، قال عضو مجلس الشوری، المعمم محمد علي نقدعلي: «في الأيام القليلة الماضية، وعد الرئیس، الشعب الإیراني بانتصار کبیر یومي السبت والأحد، خلال عرض دعائي يشبه إلی حد کبیر دعایة الجبس (رقائق البطاطا) في الإذاعة والتلفزيون! لقد رأینا هذا الانتصار الكبير عندما أجهضه وزير الخارجیة الأمریکي، مایك بومبيو».
إذن تشیر أولی ردود الفعل في مجلس شوری الملالي بعد ساعات قلیلة من تفیعل آلیة الزناد، إلى تصاعد الأزمة الداخلیة للنظام، وتؤكد علی الضربة الشديدة التي تلقاها النظام وزعزعت توازنه الهش. خاصة وأنه من المتوقع أن تؤدي التبعات الاقتصادية لهذا القرار الأمریکي إلى مزید من الانهیار والتدهور الاقتصادي في إیران في الأيام المقبلة.