السبت,27يوليو,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهتنامي قوة الحرس الثوري الإيراني واتساع نفوذه على البرنامج النووي

تنامي قوة الحرس الثوري الإيراني واتساع نفوذه على البرنامج النووي

alwatan_saudia.jpgالوطن السعوديه:تقول المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إن المنشأة النووية الإيرانية التي كشف عنها مؤخراً في قاعدة عسكرية قرب مدينة قُم تقع تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني. وقد أشار محللون سياسيون غربيون بشكل متكرر إلى السيطرة المتنامية التي يتمتع بها الحرس الثوري الإيراني (باسداران) على عدد من الشركات والمختبرات الضرورية للبرنامج النووي. وقد يستنتج المراقبون أمرين من الكشف عن المنشأة الجديدة. الأول، أن الارتباط مع مؤسسة عسكرية يمكن أن يضعف ادعاء إيران حول الطبيعة المدنية للمشروع النووي.

الثاني، أن الكشف عن الموقع العسكري هو مؤشر آخر بأن نفوذ الحرس الثوري على البرنامج النووي أكبر مما كان البعض يعتقده حتى الآن.
وقد نشرت مؤسسة تشاتهام هاوس البحثية البريطانية في عدد نوفمبر من مجلة (ذا وورلد توداي) التي تصدرها دراسة قالت فيها إن الحرس الثوري يرى نفسه على أنه الرابح الحقيقي في انتخابات يونيو الرئاسية وأن "انتخابات 12 يونيو جعلتنا نأخذ القوة في أيدينا، وهي أكثر تطور سياسي أهمية"، بحسب قول رئيس المكتب السياسي للحرس، الجنرال يد الله جافاني. ويُعتبر سلاح الحرس الثوري الذي يبلغ تعداده حوالي 125 ألف عسكري قاعدة أساسية لتأييد الرئيس أحمدي نجاد، ولم يخف قادة الباسداران استعدادهم للمحافظة على وجوده في منصبه. فقبل يومين فقط من الانتخابات، حذِّر الجنرال جافاني قادة المعارضة بأن الباسداران سـ"يسحق" أي "ثورة مخملية" قبل أن تولد. وقد تبيَّنت جدية قادة الباسداران بعد أيام فقط من إعلان نتائج الانتخابات عندما قمعت قوات الحرس الثوري مظاهرات الشوارع التي قام بها أنصار المعارضة في شوارع المدن الرئيسية في إيران، خاصة العاصمة طهران.
وقد سعت قيادات الباسداران لتعزيز مواقعها ومصالحها بعد إعلان فوز أحمدي نجاد. ويُشكِّل أعضاء سابقون في الحرس الثوري الأغلبية في حكومة أحمدي نجاد الحالية، بما في ذلك وزارات أساسية مثل الداخلية والاستخبارات والدفاع والنفط. كما بدأ الحرس الثوري يتدخل في مجالات شتى في الدولة، حتى في المناهج التعليمية، ويعزز مواقعه في قطاع الأعمال، مثل النفط والاتصالات.
وأكدت دراسة تشاتهام هاوس أن هذه التطورات يُمكن اعتبارها ذروة نفوذ الحرس في السُلطة في إيران. وقدمت الدراسة نُبذة عن نشوء الحرس الثوري على يد آية الله الخميني بعد انتصار الثورة الإسلامية بقليل، عام 1979. ولم تكن مهمة الحرس الثوري تنحصر في قتال الأعداء الخارجيين لإيران، بل كانت مهمته أيضاً الحفاظ على استقرار الثورة الإسلامية في الداخل من خلال ميليشيا الباسيج التابعة للحرس.
وقد أعطت الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت ثماني سنوات (1980-1988) فرصة للحرس الثوري ليتوسَّع بشكل سريع. ومع نهاية الحرب، كان الحرس يقود إمبراطورية صناعية كبيرة، ويُسيطر على قطاعات رئيسية في الاقتصاد، بما في ذلك النفط والزراعة والبناء. ومع ذلك كان الخميني حريصاً ألا يمتد نفوذ الحرس ليصل إلى مجال السياسة في إيران. لكن نمو الباسداران من قوة عسكرية صناعية إلى قوة سياسية بدأ في عهد آية الله علي خامنئي الذي سمح لقادة الحرس بالتدخل في الشؤون السياسية للبلد. وقد بدت هذه النقلة بوضوح في انتخابات 2004 البرلمانية التي أعطت غالبية المقاعد لأعضاء سابقين في الحرس الثوري وميليشيا الباسيج، ومن ثم في الانتخابات الرئاسية في السنة التالية مع فوز أحمدي نجاد. ومنذ ذلك الوقت، تضاعفت قوة الباسداران داخل المؤسسة السياسية الإيرانية بشكل كبير.
وتضيف الدراسة أن الحرس الثوري هيأ نفسه للاستيلاء الكامل على الصناعة في إيران. فقد وعد أحمدي نجاد أنصاره بأنه سيعيد توزيع الثروة على الإيرانيين بما يضمن حق الفقراء ويقضي على الفساد والمحسوبيات التي قال أحمدي نجاد إن معسكر الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني يمثلها. لكن معارضي أحمدي نجاد يقولون إنه أسس نظاماً جديداً للمحسوبيات يستفيد منه بشكل أساسي قادة الحرس الثوري وعائلاتهم. فقد قدم أحمدي نجاد صفقات حكومية كبيرة للحرس وحول جناح الهندسة فيه (خاتم الأنبياء)، أو (غورب)، إلى واحد من أكبر التكتلات الصناعية في الشرق الأوسط. كما أن الباسداران يمتلك علاقات قوية مع مؤسسات إسلامية غنية مثل (مؤسسة المستضعفين) و(مؤسسة الشهيد) و(مؤسسة نور) السرية، وجميعها يرأسها أعضاء سابقون من الحرس. ويُعتبر التهريب أحد أهم الموارد التي يعتمد عليها قادة الحرس الثوري لتحقيق مكاسب كبيرة فيما يُحرم البلد من الضرائب التي كان يفترض دفعها على البضائع المهربة. وهناك تقديرات بأن حوالي ثلث واردات إيران تدخل عن طريق التهريب، ويقول الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي إنها تدخل من خلال حوالي 60 ميناء غير قانوني يسيطر عليها الباسداران.
وقد لقيت سيطرة العسكريين على السُلطة معارضة شرسة من رجال الدين وغيرهم من كبار رجال الثورة الأوائل. حتى إن حفيد الخميني ذكر القيادة بأن جده كان دائماً يعارض أي تدخل عسكري في السياسة. ولكن هل تعني هذه التغييرات أن إيران ستتحول إلى دكتاتورية تقليدية يحكمها العسكر بدلاً من رجال الدين؟ تقول الدراسة إن هذا ليس بالضرورة. ربما تواجه قوة الباسداران حدودها قريباً، علماً بأن الحرس الثوري ليس منظمة متجانسة. وفي الواقع، لقد وجدت التصدعات بين النخبة في طهران طريقها إلى صفوف الحرس. يتمتع رفسنجاني بنفوذ على جزء من قلب الحرس الثوري، ولا يزال المعارض محسن رضائي، الذي كان يقود الحرس بين 1981 و1997، يتمتع بنفوذ قوي بين بعض الضباط.
لقد أزعجت الطريقة الوحشية في قمع المعارضة بعض الأطراف في الحرس الثوري وقد تم فصل بعض الضباط من مناصبهم. التقارير الواردة بتشكيل مجموعة جديدة من النخبة تحت اسم (حيدريان) مهمتها الأساسية حماية المرشد الأعلى فسرها بعض المحللين السياسيين بتراجع ثقة المرشد بالحرس الثوري. لذلك ربما يمكن القول إن تنامي نفوذ الباسداران يمكن إيقافه فقط من خلال الانقسام داخل صفوفه.