
رغم كافة التحديات التي تعصف بنا في عالمنا اليوم، إلا أنكم تمكنتم من التغلب على الصعاب وجمعتم الألوف من المشاركين وربطتم الجميع في آن واحد. إنها مدعاة للإعجاب والفخر!
جون رود: أن أثني على السيدة رجوي التي أثلجت قلوبنا بخطابها القوي والرائع
https://www.pscp.tv/w/1PlJQNdvEzvxE?t=57m12s
أشكركم جزيل الشكر على استضافتي اليوم. واسمحوا لي من هذا الموقع أن أثني على السيدة رجوي التي أثلجت قلوبنا بخطابها القوي والرائع، وأن أثني أيضًا على منظمي هذه المناسبة الذين استطاعوا بشكلٍ باهر أن يجمعوا الكثير من الأشخاص من مختلف المواقع في العالم بطريقة مترابطة للغاية..
رغم كافة التحديات التي تعصف بنا في عالمنا اليوم، إلا أنكم تمكنتم من التغلب على الصعاب وجمعتم الألوف من المشاركين وربطتم الجميع في آن واحد. إنها مدعاة للإعجاب والفخر!
أود أن أشكركم على استضافتكم لي وللعديد من الضيوف البارزين لخوض نقاش مهم للغاية، وهو دعم النظام الإيراني للإرهاب.
يعتبر النظام الإيراني أكبر وأول راعي للإرهاب في العالم. ويشكل النظام أكبر تهديد للولايات المتحدة ولحلفائنا في الشرق الأوسط. لقد تجذر الإرهاب في صميم النظام الإيراني وتجزأ من أيديولوجيته منذ ثورة 1979 التي أوصلت آية الله الخميني إلى سدة الحكم والسلطة. تحتضن هذه الأيديولوجية الإرهاب كأداة للحكم السياسي، وتتوخى نشر هذه الثورة في جميع أنحاء المنطقة. ولا يزال المرشد الأعلى الذي يتولى السلطة اليوم ملتزمًا بهذه الرؤية.
يستخدم النظام الإيراني القوات الإيرانية ويستغل سفاراته ودبلوماسيه لممارسة الإرهاب ودعمه عبر الشرق الأوسط والعالم في أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وهذا ما رأيناه بالفعل.
يواصل النظام الإيراني في طهران تقديم الدعم المالي الكبير للإرهابيين في جميع أنحاء العالم على الرغم من المشاكل الاقتصادية اللامتناهية في إيران والتي تؤدي إلى تدهور الاقتصاد وإلحاق الضرر الكبير بمعيشة الشعب الإيراني. وكما أشار منسق وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب ناثان سيلس في أواخر عام 2018 أنه وفي ذلك الوقت قدمت إيران ما يقارب مليار دولار أمريكي سنويًا لدعم الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم. تخيل فقط لو تم انفاق هذه القدر الكبير من المال على تحسين معيشة الشعب الإيراني بدلًا من إنفاقه على الجماعات الإرهابية حول العالم!
يمتلك النظام الإيراني سياسة لتشجيع الإرهاب ودعم الميلشيات العميلة حول العالم. ففي سوريا، ومنذ الأيام الأولى في الحرب الأهلية، شاركت إيران في دعم نظام الأسد وشملت هذه المشاركات توفير الأسلحة والتدريب العسكري، وتوفير المستشارين والمقاتلين. وعلى إثرها، قُتِلَ أكثر من 500 ألف مدني خلال الصراع في سوريا، وكانت القوات الإيرانية جزءًا رئيسيًا من هذا الصراع الوحشي والمروع الذي تضمن استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد أبناء وطنه.
ولا ننسى قيام النظام في طهران بدعم الميليشيات الشيعية مثل منظمة بدر وحزب الله الذين عملوا منذ فترة طويلة كشركاء موثوقين لطهران. وساعدَتهم في شن هجمات على العسكريين الأمريكيين في العراق من 2003 إلى 2011 باستخدام الذخائر التي تقدمها إيران. وبسببها، كانت هذه الجماعات مسئولة عن مقتل أكثر من 600 فرد أمريكي في العراق بين عامي 2003 و2011.
تحتفظ إيران بعلاقات قوية مع جماعة حزب الله الإرهابية في لبنان. ومؤخرًا، أعلنت وزارة الخارجية أنه تم القبض على عناصر حزب الله وهم يعدُّون لشن هجمات في أماكن مختلفة مثل أذربيجان وبوليفيا وقبرص ومصر وبيرو وتايلاند. كما تم اكتشاف مخابئ لسلاح حزب الله في الخليج وأوروبا وآسيا وأفريقيا. وفي عام 2011، قصف حزب الله حافلة في بلغاريا مما أسفر عن مقتل 5 إسرائيليين وبلغاري واحد. بينما تم اعتقال نشطاء إيرانيين بتهمة التخطيط لهجمات في الدنمارك وفرنسا وألبانيا عام 2018. واعتقلت السلطات في النمسا وبلجيكا وألمانيا نشطاء يخططون أيضًا لشن هجمات إرهابية.
ويدعم النظام الإيراني حركة حماس وجماعات فلسطينية أخرى. بالإضافة إلى الميليشيات الشيعية في البحرين وطالبان في أفغانستان. كما يدعم المتمردين الحوثيين بالمساعدات المالية والأسلحة والتدريبات العسكرية والمشورة التنفيذية. ودعونا لا ننسى أن قوات القدس (فيلق القدس) تورطت في خطة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة في مطعم في واشنطن العاصمة عام 2011. لا يمكننا أن نضع النظام الإيراني في نفس الصفحة التي نتحدث فيها عن الشعب الإيراني الذي لا يدعم النظام وما يقوم به من إرهاب وتأثير خبيث في المنطقة.
ماذا علينا أن نفعل حيال هذا الوضع إذن؟ اعتقد أنه من المهم –أولاً- مواصلة حملات الضغط التي قامت بها الإدارة الأمريكية لتقييد قدرة النظام في طهران على دعم الإرهاب وتقييد تأثيره الخبيث عبر المنطقة أيضًا. لقد شهدنا تأثير الحملة على تقليص قدرة النظام على دعم الإرهاب في الخارج إلى أقصى الدرجات. كما تُواصِلان وزارة الخزانة الأمريكية ووزارة الخارجية نشاطهما في تحديد ومعاقبة الأفراد والمنظمات وقطاعات الاقتصاد الإيراني. وحسبما تحدثت السيدة رجوي، فإنه من المهم جدًا استهداف وإلقاء القبض على هذه الشبكة المعقدة من الشركات الوهمية والأفراد والأدوات المالية المستخدمة في جميع أنحاء العالم. ويلعب القطاع الخاص دورًا رئيسيًا في ذلك. لهذا يتعين على الشركات توخي الحذر الشديد عند التعامل مع غيرها حتى لا تتورط في دعم أي نوع من الأعمال الإرهابية أو الأعمال غير المشروعة.
قام مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية بتكثيف جهودهم في تعقب الإرهاب ومنعه عبر برنامج أعلنوا عنه بعنوان مكافآت العدالة، يقدمون فيها مكافآت لمن يدلي بأي معلومات عن الإرهاب الذي ترعاه إيران.
أما الأمر الثاني الذي علينا أن نواصل القيام به هو استخدام القوات العسكرية الأمريكية للعمل مع الشركاء في المنطقة من أجل اتخاذ قرارات رادعة عند الضرورة كالغارة الجوية التي شنت على قاسم سليماني بهدف ردع المزيد من الهجمات الإرهابية إلى أن نرى أنه ليس هناك حاجة لمواصلة الردع. لا يمكننا أن نهاب من هذه القرارات الضرورية لاتخاذ إجراءات حازمة وحاسمة جدًا.
وثالثًا، من المهم جدًا أن نواصل دعم واستعادة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء من أجل التعاون في مجال إنفاذ القانون. وعلينا أن نحظى بهذا التعاون من خلال سلسلة كاملة من الأنشطة الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية مثل تلك التي تقودها وزارة الخزانة ووكالات الاستخبارات ووكالات إنفاذ القانون لدينا.
نحن بحاجة إلى الاعتراف بأن الإرهاب هو جزء من نسيج هذا النظام في طهران. لطالما كان جزءًا أصيلاً منه منذ البداية ولا يزال مستمر بهذا النهج المدمر حتى هذا اليوم. وهذا يعني أن السفارات الإيرانية وما يسمى بالدبلوماسيين مستمرون في دعمهم للإرهاب. ولهذا، يتعين على الدول أن تتصرف وفقًا لذلك من أجل رصد ومراقبة أنشطة هؤلاء الدبلوماسيين الإيرانيين الموجودين في الخارج عن كثب. وفي بعض الحالات، كما رأينا في ألبانيا، سيتعين على الدولة إغلاق أي سفارات تدعم الإرهاب. ببساطة، علينا أن نكون واضحين: إن هذا الأمر غير مقبول، ويجب أن نكون حازميين ويقظين للغاية في التصدي للإرهاب الذي يعتبر جزء من نسيج النظام الإيراني القائم.
اسمحوا لي في الختام أن أقول أنني ممتنٌ جدًا للمنظمين على دعوتي إلى هذا المؤتمر والحديث إلى هذه المجموعة المتميزة. ودعوني أُعرِب مرة أخرى عن إعجابي بالطريقة التي استطاع المنظمون من خلالها التغلب على كافة التحديات في ظل جائحة كورونا من أجل جلب الجميع معًا، وأنا هنا أقصد بالجميع الأشخاص الذين يدعمون القضية ويدافعون عنها. شكرًا لكم مرة أخرى على استضافتي إلى هذا المؤتمر والحديث عن هذه القضية ذات الأهمية القصوى.