(مهين حرّي )
في مواجهة جديدة له مع المجتمع الدولي,تحدث الحرس أحمدي نجاد الى مجموعة من مسؤولي النظام في جامعة خراسان يوم 13 نيسان/ إبريل و قال:من الآن فصاعداَ سوف نتحدث مع كل القوى من موقع دولةٍ نوويةٍ .كما أكد على مواصلة الأنشطة النووية, قائلاَ: لا يحق لأحمدي أن يحيد عن المسار الذي نحن فيه, قيد أنملة.و بدوره رئيس تشخيص مصلحة النظام, رفسنجاني عاد ليكرر في سوريا الإدعاآت الخاصة باكمال دورة الوقود النووي و قال: إن ايران لن تستسلم أمام الضغوط. إن هذه التصريحات الصادرة عن أيادي النظام , إثر الإعلان الرسمي عن توصل نظام الملالي الى أمتلاك دورة الوقود النووي يدل على واقع كوْن الإبتزاز و التهديدات من جانب نظام الملالي لن تجدي نفعاَ في تقديم التنازلات للنظام فحسب, بل و على عكس ذلك, زادت من إثارة المجتمع الدولي و أسفرت عن تفاقم عزلته بشكل متسارع.
إن ما فرض على مسؤولي النظام و مسيّري شؤونه,هي الخطوات التالية في السياسات العدائية و الوقوف في وجه المجتمع الدولي و الذي يجب أن يتحمل تبعاته قطعاَ.وفي المجال ذاته نقلت وكالة الأنباء الحكومية عن الحرس أحمدي نجاد خلال إجتماعه بعدد من مسؤولي النظام في مدينة سبزوار يوم 14 نيسان / أبريل حيث قال و بطريقة تثير السخرية:اليوم نقف فوق السطح النووي للعالم و قد تحولنا الى رمز العدالة لكل الشعوب. و في مدينة نيشابور قال:«نحن اليوم أقوياء ولن يستطيع بعد الآن الوقوف في وجه الشعب الايراني, أولئك النفر القليل الذين يعجزون عن حتى تنظيف أنوفهم .
و في مدينة گناباد ,أكد على مواصلة الانشطة حتى إمتلاك التقنية النووية بشكل كامل. و في مدينة كاشمر قال:«ايران اليوم هي دولة نووية و على الدول الأخرى أن تقبل بهذه الصفة, شاؤوا أم أبوا»
و أما التهديدات الارهابية , فكانت الوجه الآخر لتصريحات و مواقف قادة النظام و التي دلت على عدم وجود أي مفر لنظام الملالى كي يستطيع التراجع إليه, ولأنه يرى نفسه في تراجع مستمر في موازين القوى, يلجأ كل يوم إلى مغامرة جديدة للحصول على تنازلات بالمجان سعياَ وراء الشفاء من المرض العظال الذي يعاني منه, فردة فعله أمام الضغوط الدولية في المجال النووي, يتمثل في إقامة معرض إرهابي, تحت طائلة تسجيل أسماء المتطوعين للعمليات الإستشهادية في السفارة الأمريكية بطهران سابقاَ. فحسب وكالة الصحافة الفرنسية للأنباء يوم 16 إبريل, هناك 40 ألفاَ من زارعي العبوات الناسفة الإنتحاريين, مستعدون للهجوم, حسب أقوال المسؤولين الايرانيين.
كما إدعا نظام الملالي في المجال نفسه, إن 55 ألفاَ من الاشخاص قد تطوعوا لتنفيذ العمليات الارهابية. وقد قالت أمين عام المقر المسمى«تخليد شهداء النهضة العالمية للاسلام», فيروزة رجائي لوكالة الانباء الفرنسية:«الهدف هو تحضير المتطوعين للقيام بعمليات حقيقية, من الناحيتين النظرية و التطبيقية»
وكذلك أمام مجموعة من مسؤولي النظام يوم14 نيسان/ إبريل خلال مؤتمر عقد في طهران تحت إسم «القدس» قال الحرس أحمدي نجاد: إن النظام الصهيوني شجرة يابسة و خاوية,تتلاشى و تنهار بطوفان واحد.ثقوا إن فلسطين سوف تتحررقريباَ.
لكن هذه الاستعراضات للقوة و التهديدات الصادرة عن الملالي, قد جوبهت بردود فعل معاكسة من جانب الهيئآت و الشخصيات الدولية و التي ركّزت أساساَ على ضرورة الحزم في مواجهة النظام. فقد أدان وزير الخارجية الفرنسي فيليپ دوست بلازي, بشدة, تصريحات الحرس أحمدي نجاد بشأن اسرائيل.و الناطق باسم الخارجية الفرنسية قال:من الضروري أكثر مما مضى أن يبدي المجتمع الدولي الحزم تجاه هذا النظام.وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد قال تصريحات قادة النظام الايراني ستنتهي إلى عزلة هذا النظام.و ريتشارد برل قال إن السيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة, هو تغيير النظام في ايران. و مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية, نيكولاس برنز قال:«إن كان في ايران مسؤؤلين يظنون, بأنهم يفوزون ضدنا بمجرد بيان يصدر عن رئيس جمهوريتهم , فمن الأفضل لهم أن يذهبوا ليتعلموا قواعد اللعبة من جديد»
وأما من نوادر المواقف ضد النظام, فكان موقف حماس, الذي أعلن الناطق باسمها إثر التصريحات التي أدلى بها أحمدي نجاد في المؤتمر الذي سمّي « القدس» قائلاَ: إن حركتنا لا تتفق مع الرئيس الايراني في آرائه, و قال محمود رماحي:«نحن لانريد القضاء على أحد,ما نحتاجه في الوقت الراهن, هو وطن نقوم باعادة بنائه ,كي نستطيع العيش بسلام و أمان.هذا هو موقفنا. و هكذا يتضح أكثر فأكثر,إن تعامل النظام الايراني و لجوئه الى خيار المواجهة ضد المجتمع الدولي, يدل على المسار المتسارع نحوإضعاف النظام و هبوط موقعه في موازين القوى والمزيد من شمولية الإجماع الدولي ضد نظامٍ دخل مرحلة الحسم في مصيره المحتوم.
مهين حري: كاتبة وباحثة في الشؤون السياسية- مدينة أشرف (محافظة ديالي العراقية)