حان وقت دفع الحساب
بحزانی – محمد حسين المياحي: إيران بعد قرابة 4 عقود من عمر نظامها الحالي، صارت تمتلك جيشا جرارا من الفقراء والجياع بإعتراف المسٶولين الايرانيين أنفسهم، وإن مشاهد من قبيل مهاجمة الجياع لشاحنات تنقل مواد غذائية نافذة الصلاحية وتستولي عليها، أو السکن في المقابر أو المبيت في بيوت من الورق المقوى أو بيع أعضاء الجسد بل وحتى بيع الاطفال الرضع بسعر 30 دولار، وغيره من الاخبار المأساوية المفجعة، تعطي للمتابع ثمة إنطباع واضح عن إيران کما هي من دون رتوش.
الحديث عن الکابوس الذي صار يشکله النظام القائم في إيران للمنطقة، کان ولايزال بسبب من إعتماده على الورقة الدينية وبطابعها الطائفي واللعب بها لصالح أهدافه ومراميه بل وحتى لخدمة مشروعه الخاص، ولاريب کان بإمکان دول المنطقة”لو أرادت” أن تلعب نفس الورقة مع إيران خصوصا وإن هناك مکون سني کبير في إيران يتوزع بين البلوتش والاکراد والترکمان وغيرهم، وهم محرومون من کثير من الامتيازات وطبقا لما يقوله المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، فإنهم محرومون من الکثير من الامور ويخضعون لإضطهادين، لکن المشکلة إن دول المنطقة لاتعرف أو بالاحرى لاتريد المتاجرة والمزايدة بالقيم الدينية والطائفية، إذ تحترمها وتقدرها وتعتبرها أسمى من أن يتم إستغلالها لهکذا مأرب، بيد إننا يجب أن نشير الى إن الشعب الايراني برمته بما فيها هذه الاعراق تغلي سخطا ضدالنظام وإن أية تحرکات ونشاطات ضد النظام بصورة موسعة قد تکون أشبه بالشرارة التي تشعل النار في الاوراق الصفراء المتيبسة، وقد جاءت إنتفاضتي 28 ديسمبر/کانون الاول 2017 ونوفمبر/تشرين الثاني2019، لتٶکد بأن الشعب الانساني شعب أصيل من حيث توجهاته الانسانية وإيمانه بالتعايش السلمي مع شعوب المنطقة وإنه يرفض هذا النظام ونهجه الشرير العدواني جملة وتفصيلا والدي يجب هنا الاشارة إليه والتوقف عنده هو إن المقاومة الايرانية وذراعها الاقوى منظمة مجاهدي خلق لها الدور الاکبر في رفع مستوى الوعي السياسي ـ الفکري للشعب الايراني وجعله يقف بوجه هذا النظام ويرفضه ويناضل من أجل تغييره من خلال إسقاطه، وإن المٶتمر السنوي الاخير للمقاومة الايرانية من أجل التضامن مع نضال الشعب والمقاومة الايرانية والذي أقيم عبر شبکة الانترنت والذي تضمن ثلاثة جلسات لفتت أنظار وسائل الاعلام العالمية ولاسيما وإنها کانت الاضخم من نوعها ليس في تأريخ المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق وإنما على صعيد العالم وهذا مايعتبر بحد ذاته إنتصارا إعلاميا مبينا لها هذا إذا ماوضعنا جانبا التأثيرات والتداعيات الفعالة لهذه المٶتمرات على الاوضاع الداخلية في إيران وعلى الرأي العام العالمي وعلى أوساط صناعة القرار الدولي بما يدل بأن المقاومة الايرانية تمضي قدما بإتجاه الترتيب لتهيأة الاوضاع والظروف المناسبة لجعل النظام الايراني يدفع فاتورة الحساب لجرائمه ومجازره بحق الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم.
