أسباب خوف النظام الإيراني من منظمة مجاهدي خلق
کاتب:كلمة الموقع
حديث اليوم
طیلة فترة اغتصابه للحکم في إیران، لم یُمضِ نظام الملالي الدجال یوماً دون أن یشنّ فیه حملات تشهیر وشیطنة وحرب نفسیة واسعة النطاق ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية.
لكن ما شهدناه في الأيام الأخيرة من دعایة النظام، عقب سلسلة المؤتمرات العالمية للمقاومة الإيرانية، يظهر قفزة نوعیةً مختلفةً في سجله الدعائي.
في هذا الصدد، يكفي أن نلقي نظرة على سیمفونیة خطب الجمعة (24 یولیو) الصاخبة، في مختلف مدن البلاد.
جدیر بالذکر أنه لم یتم إقامة عروض الجمعة في معظم مدن البلاد، خاصة في المدن الكبرى، بسبب الأوضاع التي تفرضها جائحة کورونا، وما یتمّ ذکره هنا هو غیض من فیض، ولكن هذه النماذج القلیلة بحد ذاتها تجلي حقائق مهمة.
على سبيل المثال، عبّر إمام جمعة نطنز عن رعبه مما تشير إليه الصحف الحكومية باسم “الوحدة السیبرانیة لمجاهدي خلق” قائلاً:
«إعلموا أیها الناس أن ألفي منافق يخلقون أجواء في الفضاء السيبراني وينشرون 30 ألف مقال ضد النظام كل يوم. هؤلاء يريدون تشویه رؤوس المال الاجتماعية مثل ولایة الفقیه ومجلس صيانة الدستور. المنافقون يحاولون تكثيف السخط العام».
وقال إمام جمعة أردستان، الذي بلغ مرحلة الجنون والهذیان متخطیاً مرحلة الخوف: «یقوم المنافقون مؤخراً بقتل الناس في سوريا تحت اسم المدافعين عن الحرم من أجل تشويه صورة المدافعين عن الحرم». لکنه سرعان ما أضاف في مفارقة صارخة:
«اليوم، تغيرت طريقة المنافقين. هم اليوم لا يبحثون عن حرب عسكرية، ولكن عن حرب سيبرانية وإعلامية. يجب علی شبابنا توخي الحذر وعدم الانصیاع إلی الأخبار الكاذبة».
وعبّر إمام جمعة ورامين عن مدی خوفه وقلقه من استهداف مجاهدي خلق لأكثر أجزاء النظام حساسيةً، علی النحو التالي:
«إن وظيفة المنافقين الأخرى هي تدمير أصول البلاد والمکانة العظیمة للولایة وإثارة عدم الرضا وعدم الثقة لدى الشعب وتقليل الأمل عن طريق نکأ الجروح».
بالطبع هناك العديد من الأمثلة والنماذج المشابهة، ولكن هذا العدد القليل من الأمثلة حري باستنتاج نقاط مهمة کالتالي:
أسباب خوف الملالي العاجزين
ترجع أولی مخاوف الملالي إلی دور مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية الفعال في إثارة الانتفاضات الناریة المستقبلیة، کما کان الحال في انتفاضة يناير 2018 وانتفاضة نوفمبر 2019.
يعرف النظام الإيراني جيداً أن بركان الانتفاضة یغلي في قلب المجتمع الإيراني، وسوف ينفجر عما قریب ویقذف حمماً برکانیة ویقضي علی الجهل والجريمة بشکل کامل.
أما خوفهم الثاني فیرجع إلی ما تقوم به مجاهدي خلق من أعمال التنوير، والذي من شأنه أن يؤثر علی جمیع أطیاف الشعب المضطهد، وخاصة الشباب الثوریین ویدفعهم إلی الحراك والعصیان.
انتفاضة أهالي بهبهان بشعار “الموت للديكتاتور” والموجة الهائلة من التغریدات علی تويتر والاحتجاجات الواسعة النطاق علی الإنترنت التي تمكنت في نهایة المطاف من إجبار جلادي النظام على التراجع عن حكم الإعدام الصادر بحق ثلاثة شبان من المنتفضین خیر شاهد علی ذلك.
الخوف من وجود البديل
وقد اشتدّ خوف الملالي بشکل هیستیري خلال سلسلة مؤتمرات المقاومة الإیرانیة لهذا العام، إذ كشفت هذه المؤتمرات العالمیة عبر الإنترنت عن قدرة تنفيذية وتنظيمية وإدارية وسياسية للمقاومة أبهرت العدو قبل الصديق.
في هذا الصدد، قال السیناتور الأمریکي جو ليبرمان، المرشح لمنصب نائب الرئیس في الولایات المتحدة، خلال کلمته في المؤتمر العالمي للمقاومة من أجل إیران حرة:
«هل هناك مجموعة معارضة أخرى؟ هل هناك مجموعة في العالم يمكنها تنظيم مثل هذا المؤتمر العالمي؟ لا أعتقد! هل هناك جماعة معارضة أخرى تکون من قبل الشعب وتقدم دعماً قريباً مما یقدمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؟ لا!»
یکمن رعب الملالي بالضبط في هذه النقطة الحاسمة؛ ففي حین يرى الجميع أن الأسس الهشة للنظام وأوضاع المجتمع الإيراني ترسلان رسالة صریحة تفید بانتهاء صلاحیة النظام وحلول موعد الإطاحة به، یوجد بديل مؤهل أثبت کفاءته وقوته علی جمیع الأصعدة وبأوضح شکل ممکن.
وقد قال مايكل كامينسكي، نائب رئيس مجلس الشيوخ البولندي، في حديثه أثناء المؤتمر العالمي للمقاومة الإيرانية، مشيراً إلى حملات الأكاذيب والتشهیر المتواصلة التي یشنها النظام ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية:
«تحتاج جميع الأنظمة الديكتاتورية إلى الأخبار الكاذبة، ويحتاج نظام الملالي في إيران بشدة إلى مثل هذه الأخبار وهو في مستنقع الیأس، لأن بديله تيار جاد يجذب إلیه عدداً كبيراً من الشباب الإيرانيين».
سمات البديل الحقيقي
توضع جهوزیة وقدرة البديل الحقیقي بشكل خاص علی المحك عندما یستطیع دفع جماهير الشعب وجميع الأطراف السياسیة إلى استنتاج أن قدرته –البدیل- لا تقف عند حد الإطاحة بالنظام، بل أنه قادر کذلك علی إدارة بلد دمره الملالي بالکامل، فضلاً عن أنه قادر علی مداواة الجروح العدیدة للمجتمع المضطهد والمدمّر وقيادته إلى التقدم والازدهار والسلام.
وهذه حقيقة مثبتة اعترف بها معارضو المقاومة ممن تحدثوا وکتبوا ضد مجاهدي خلق لسنوات مدیدة، کما اعترف بها العدو اللدود للمقاومة بتصریحات مقلوبة وفي بعض الأحیان صریحة، على الرغم من جميع محاولاته لتزویر الحقیقة وعکسها.
نذکر علی سبیل المثال لا الحصر، إلياس حضرتي، عضو سابق في مجلس شوری النظام، الذي قال: «مجاهدو خلق يتربصون بمبالغ طائلة لتحويل العلاقة بين الشعب والمسؤولين إلى علاقة معادية مليئة بسوء الفهم. لسوء الحظ، نجح المجاهدون في هذا المجال».
إن القدرة والسمات المتميزة التي یتمتع بها البدیل السياسي لنظام الملالي الآیل للسقوط، لا یعترف بها أصدقاء وأنصار مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية القدماء فحسب، بل یعترف بها المسؤولون وصناع السياسة الآخرون أیضاً.
ففي خطاب ألقاه مؤخراً في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، أكد السیناتور تيد كروز، على ضرورة الإطاحة بنظام الملالي الإرهابي وقال:
«في السنوات الأخيرة، وعقب صفقة أوباما مع النظام الإيراني، اعتبروا فكرة إسقاط هذا النظام فکرة متطرفة، لأن فكرة تغيير النظام تبدو مرادفة لاعتباطیة وغباء ومدی کارثة ما سعينا إليه في العراق، لكن هذه الفکرة ليست صحيحة».
لقد فهم رودي جولياني وجو ليبرمان وتيد كروز، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الأمريكية وأصدقاء ومؤيدي مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية في دول أخری من العالم، بوضوح تطور المجتمع الإيراني من الاستبداد الديني إلى الحرية والديمقراطية ويحاولون التماشي مع هذا الأمر.
يمكن رؤية هذا الفهم لوضع إيران، بوضوح في بیان 31 شخصية أمريكية بارزة، بما في ذلك أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس والمسؤولين الحكوميين وكبار المسؤولين العسكريين السابقين، حیث کتبوا:
«التنظیم الوحيد الذي عمل أكثر من أي كيان آخر، بما في ذلك الحكومات، لتحرير المواطنين الإيرانيين من نیر الاستبداد وتحریر العالم من الإرهاب الناتج عن التطرف، هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية».