
إن المبادئ القانونية الخاصة بالحكومات المتعاقبة تحكمها قواعد التوريث الملزم من حيث الامتثال المطلق للقرارات التي اتخذتها الحكومات السابقة بما فيها الحقوق الدولية الخاصة باللاجئين السياسيين. فالحكومة العراقية الحالية يبدو تتجاهل تلك المثل القانونية وناصبت العداء للمعارضة السياسية الإيرانية المقيمة في معسكر اشرف للاعتبارات المعروفة والمكشوفة، ولكنها وبكل الأحوال لن تستطع المضي بانتهاك حقوقهم كونهم يخضعون ألان إلى القوانين الدولية التي توفر الحماية القانونية الكاملة لهم ، وان اتهامهم بالإرهاب حسب رؤية النظام الديني الحاكم في طهران أصبحت تهمة عقيمة وورقة محروقة ومستهلكة ويتضح ذلك من خلال التصريحات المسؤولة الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة معالي بان كي مون بهذا الشأن والزيارات الميدانية لمكتبه في بغداد إلى معسكر اشرف ورعاية منظمة الصليب الأحمر والبيان التاريخي الذي أصدره إلفين عضو من أعضاء الاتحاد الأوربي الذين طالبوا الحكومة العراقية باحترام تعهداتها تجاه سكان اشرف وتوفير الحماية الكاملة لهم وفق الأحكام الواردة في اتفاقية جنيف الرابعة ربما لم يطلع عليها المستشارين القانونيين للحكومة العراقية أو أنهم يتجاهلونها نتيجة ضغوط حكام إيران للإغراض الانتخابية القادمة. إن الصمود الرائع لهؤلاء المناضلين قد أذهل العالم حكومات وشعوب ورأي عام وخاص وان جلدهم وإيمانهم بحرية شعبهم المظلوم يستحق الثناء لا العداء والاقتداء بمبادئهم لا التفريط بها مهما حاولت الطغمة الفاشية من تضليل آثارها داخل البيت الإيراني ، لقد أنتجت أثرها بالعصيان المدني المشروع عقب الانتخابات الرئاسية التي أشابها التزوير من كل جوانبها الإجرائية رغم إن ثورة الشعب الإيراني الأخيرة لا تتعلق بالتزوير الانتخابي فحسب بل الظلم والحرمان من ابسط الحقوق وانتهاكات حقوق الإنسان والإعدامات المخيفة للمعارضين وانعدام قطاع الخدمات والفقر المطبق في أغنى دولة نفطية كل هذه المأساة والمعاناة قد دغدغت الحس الوطني للمواطن الإيراني الذي انتفض دون خوف ووقف إلى جانب قواه الوطنية المعارضة داخل وخارج إيران. إن هذه النقطة الجوهرية في وحدة موضوعنا هذا دفعت بالحكومة العراقية وعلى الفور بمداهمة معسكر اشرف رغم الحصانة الدولية التي يتمتعون بها كونهم لاجئون والطلب منهم بمغادرة المعسكر قسراً وتضييق الخناق على الأبرياء داخل المعسكر وتحويله إلى سجن. اعتقد عزيزي القارئ الكريم نذهب معنا هذه المرة للاحتكام بصورة موضوعية عن الحكمة التي ينبغي التحلي بها من قبل النخب الحاكمة ونفتش او نقلب معا صفحات التاريخ عسى أن نجد أصول الهمجية ومنابعها وعن القيم والمثل والمفاهيم الأخلاقية الموجبة للنخب الحاكمة والله من وراء القصد؟؟