
تعويضا لسنوات الحرمان وانتقاما من قيم المواطنة التي تجاهلتهم عقودا نتيجة انعدام الروابط معها لأسباب تتعلق بالهوية المفقودة في البناء الروحي لمعانيها الوطنية المعهودة لكل وطني وثاب . ولهذا أباحوا السيادة والعرض والأرض والمقدسات والثروات النفطية والمائية أبشع إباحة للنظام الإيراني السافر . وقد ابتكروا الافانين البلاغية في الدستور من اجل تهميش المحيط العربي المتمثل بجامعته وعزل العراق وشعبه العربي الأصيل نهائيا . ومن المضحك المبكي أن يظهر البعض من أولئك أصحاب الأجندات الخارجية عبر وسائل الإعلام وفضائياتها يطالب بعدم السماح للجوار بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق ويتحدث دون وازع أخلاقي عن الوطنية والشعب المظلوم وضرورة إنقاذ البلاد من هول الكارثة والابتعاد عن الطائفية والمحاصصة رافعا شعارات بائسة لإغراض انتخابية بحتة والبعض الأخر يهاجم دور الجامعة العربية لأنها طالبت مرات عديدة بعدم السماح لإيران من اختراق البيت العراقي بهذه الطريقة السافرة والفجة حيث أعلن الرئيس الإيراني احمدي نجاد مؤخرا بأن روابطه بالعراق عقائدية . نعم أنها عقائدية طائفية عنصرية طامعة مدمرة لاماني وطموحات الشعب وتدخل صراحة ضمن الأطماع الفارسية ذات الأحلام التوسعية التي تجعل من هذه العقيدة مجرد وسيلة للوصل إلى أهدافها الكبرى وما يحدث في العالم العربي وتحديدا دول الخليج ولبنان والعراق واليمن والمغرب العربي خير دليل على إستراتيجية الرئيس الإيراني . يحكى عن رواية احد الفلاسفة القدامى عنوانها ( الصعاليك الحالمين ) (ومفادها إن مجموعة طائشة تنتمي إلى عرق سكسوني نصبت نفسها مكانة ريادية بقوة السيف وتمكنت فعلا من إخضاع الأقوام المجاورة وراحت تسيطر على طول البلاد وعرضها تحت الترهيب والترغيب بأفكارها وعقائدها إلى أن علا شأنها وصارت تمتلك عرافا مهلهلا يحكي عجائب وغرائب عن العقيدة والفكر الى أن اكتشف العباد بأن الخواء الوهمي يسيطر على منهجها واصل أطروحاتها وغدت تسبح بالفضاءات الخيالية وفي نهائية المطاف سقطت تتدحرج على رأسها في الوادي السحيق ومات عرافها وانكفأت سمومها الى الأبد ) . إن الهوس السلطوي كثيرا ما يأخذ صاحبه الى ابعد من كل خيال ولكن العبرة في نهاية المطاف لمن يكون الفوز ، هل إرادته الصعلوكية أم إرادة الشعب الذي لا يقهر ؟ . فالشعب المالك لنفسه وقراره وعمقه التاريخي الواصل الى النشأة الأولى للبشرية ورفد الإنسانية بمقومات النار والنور لابد له وان يتمسك بمحيطه العربي وجامعته التي تمتلك السند القانوني الوارد في ميثاقها للحفاظ على هذا الإرث الحضاري والإنسان العراقي النوعي المتميز عن خيره من الأنام بكرمه وشجاعته وصبره عند الملمات وافقه الأوسع من الجهالة وجهلها المتفشي بين الروابع والعقول وثنايا أهل الطائفية وأصحاب التجزئة والتقسيم . وتبقى الجامعة العربية صاحبة اليد الأطول من كل قصير وأخيرا لا مكان للأقزام بين صفوف العراقيين ؟ والله وراء القصد ؟؟