جولة نظام الملالي ودولة المقاومة الايرانية
کاتب:عاتقة خورسند
موتمر المقاومة الإيرانية في ألبانيا
طوال أربعة عقود من الصراع الدموي المرير الذي تخوضه المقاومة الايرانية ضد أکبر معقل للإستبداد والطغيان والجهل والظلم في العالم کله والمتمثل في نظام الفاشية الدينية الحاکمة في إيران، والذي کان صراعا مختلفا بالمرة عن کل أنواع الصراعات الاخرى التي خاضتها الحرکات التحررية المناضلة من أجل حرية شعوبها.
ذلك إن هذا النظام قد قام بتوظيف العامل الديني وإستغله أيما إستغلال ليس من أجل إخضاع الشعب الايراني وخداعه والسيطرة عليه فقط بل ومن أجل إسباغ صفة من القدسية على صراعه ومواجهته ضد المقاومة الايرانية، هذا الى جانب الامکانيات المادية الهائلة المتاحة للنظام بالاضافة للقوات الامنية والعسکرية وجهازي الحرس و الباسيج والعلاقات السياسية والاقتصادية والتي قام بإستخدامها کلها في صراعه ضد المقاومة الايرانية.
وإن ترکيز النظام على المقاومة الايرانية ومن قبلها على منظمة مجاهدي خلق العمود الفقري للمقاومة الايرانية ويدها الضاربة، کان لأنها تمثل وتعبر عن الشعب الايراني بجميع أطيافه ومکوناته وتقف کند وکبديل سياسي أمثل لهذا النظام المستبد.
نظام الملالي والذي إستغل فترة الفوران الحماسي والعاطفي التي أعقبت إسقاط نظام الشاه ليس للشعب الايراني فقط بل ولعموم الشعوب الاسلامية والعربية وسعى عبر طرق ملتوية مشبعة بالخداع والتمويه والکذب وقلب الحقائق، الى إظهار نفسه کنظام سياسي يعبر عن إرادة المسلمين في کل أنحاء العالم وإنه يعمل من أجل نصرة الشعوب”المستضعفة” ضد الانظمة”الطاغوتية”کما کان يٶکد في أدبياته وفي وسائل أعلامه، والإيحاء کذبا ودجلا على إن المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق تعاديان الاسلام المتمثل بالنظام .
وهذه الکذبة الکبيرة التي إنطلت على قطاع عريض من الشارعين العربي والاسلامي، وقامت العديد من الاوساط السياسية والاعلامية بإجتراره وترديده من دون التدقيق والتمعن فيه ملية، غير إن المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، وعلى النقيض من هذه المزاعم الباطلة والواهية.
وعلى مر العقود الاربعة المنصرمة أکدت وشددت مرارا وتکرارا وبطرق واساليب مختلفة من إن النظام لايعبر إطلاقا عن الاسلام المحمدي الديمقراطي المنفتح على الآخر بل إنه يعبر عن تيار متطرف يستخدم الارهاب والجريمة المنظمة من أجل تحقيق أهدافه وغاياته وإنه کما کان شرا ومصيبة وکارثة على الشعب الايراني فإنه لن يکون بأفضل من ذلك للشعوب الاسلامية والعربية إن لم يکن أسوأ وعلى الرغم من الامکانيات المحدودة والمتواضعة جدا للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق لکن عمق وقوة الايمان بحقانية ماتدعو إليه جعلها في النتيجة أن يکون لها الدور والفضل الاکبر في فضح وکشف الماهية العدوانية الشريرة الاجرامية لهذا النظام وأن تفرض کلمتها وإرادتها والتي هي في الحقيقة کلمة وإرادة الشعب الايراني.
القاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق لم تقم بفرض کلمتها وإرادتها بسهولة وبکل بساطة کما قد يتبادر الى الاذهان بل إنها کانت ثمرة سقتها دماء 120 ألف شهيد، وإن عدم التراخي وعدم التراجع وعدم الاهتزاز والاحساس بالضعف من جانب هٶلاء المناضلين من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، جسد حقيقة عدالة قضيتهم من جهة وإيمانهم الاستثنائي بمبادئهم وهذان الامران کانا السر وراء إقبال الاجيال الايرانية الشابة على الانضمام لصفوفهم وإستمرار النضال والمواجهة بکل قوة وحيوية ضد النظام .
بل وإن خامنئي وفي ذروة شعوره بالاحباط واليأس في عملية الصراع والمواجهة ضد المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق يعترف بشعبيتم وبأن الشباب ينضم الى صفوفهم، وإن هذا الاعتراف لو قمنا بتحليله وفك رموزه فإننا نجد بأنه إعلان غير مباشر لهزيمة النظام أمام الخط الاصيل والمعاصر للنضال للشعب الايراني والمتمثل في المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق .
وإن هذا النظام الذي طبل وزمر على مر ال41 عاما الماضية بأنواع الترهات والخزعبلات من أجل ضمان بقائه وإستمراره، فقد بان وظهر على حقيقته وقامت المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق بتجريده وتعريته من کل أنواع الاغطية المخادعة التي کان يتخفى خلفها وأثبتت بأن النظام قد وصل الى خط النهاية والى نهاية جولته التي دامت ل41 عاما وإنه قد آن الاوان من أجل إقامة دولة الحق والعدالة والتعايش السلمي للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق في إيران وأن تشرق شمس الحرية لتبدد وتمحي ظلمات النظام القرووسطائي والى الابد.