
وتقف روسيا وإسرائيل وإيران والصين على رأس تلك الدول التي لم تعد تولي أي من الاهتمامات الإستراتيجية لإدارة اوباما ، ونتيجة لذلك يشهد المسرح العالمي اليوم نوع من التمرد والانفلات الدراماتيكي وضعف أداء الهيئات الدولية الضاغطة في فرض الأحكام والمبادئ القانونية الملزمة للدول الأعضاء في ميثاق الأمم المتحدة . فإسرائيل ترفض بإصرار الانصياع الى الضغوط الامريكية حول عملية السلام مع الفلسطينيين من خلال وقف الاستيطان وكذلك إخضاع منشأتها النووية الى رقابة هيئة الطاقة الذرية، وإيران التي وصلت الى مراحل خطيرة في برنامجها النووي المخصص لإنتاج السلاح الذري كما أنها أنتجت صواريخ بالستية بعيدة المدى وهي ماضية باتجاه الهيمنة على مقدرات الشعوب المجاورة دون رادع أممي بعد أن تجاوزت مراحل التغلغل وتوسيع نفوذها وأصبحت تهيمن على مصدر القرار في أكثر من دولة عربية باسم الطائفية ظاهريا تحقيقا لأحلامها بإعادة الإمبراطورية الفارسية المقبورة باطنيا والعالم وإدارة اوباما ومعه الغرب والأمة العربية يقفون متفرجين وبالتالي بعثوا برسالة خاطئة للنظام الإيراني في التمادي بتوجهاته الهستيرية بصناعة السلاح النووي وما تشهده فلسطين ولبنان والعراق واليمن دليلا قاطعا على الاستقواء الإيراني على مجمل السياسات الضعيفة للإدارة الامريكية التي مكنت الصين وروسيا من إحياء الحرب الباردة بأسلوب جديد في المواجهة مع الغرب وأمريكا بطريقة الإنابة. حيث أن الصين بالتحالف مع روسيا يساندان كوريا الشمالية بكل طاقاتهما التي تمردت هي الأخرى عن الإجماع العالمي وأنتجت فعلا السلاح النووي إضافة الى الصواريخ الإستراتيجية الحاملة للرؤوس النووية. كما يحصل مع إيران أيضا حيث أن روسيا أنشأت اغلب المفاعل النووية الإيرانية وتم تزويدها باليورانيوم وكل المستلزمات الفنية المخصصة لهذا الغرض. ولهذا نرى أن الدولتان تقفان بوجه أي قرار تتخذه مجموعة 5 + 1 المكلفة بحل معضلة الملف النووي الإيراني العسكري. هذه الملامح في سياسة إدارة اوباما تنم عن الضعف والرؤية العشوائية لمصالح أمريكا وشعوب الأرض وان الضجة المفتعلة حاليا ضد إيران تدخل ضمن إطار الشك والريبة تستوجب تسليط الأضواء عليها لكي يفوقوا العرب والدول المجاورة الأخرى من غفوتهم؟ إن ما يحصل في الدول العربية الأنفة يضع إدارة اوباما الضعيفة تحت المجهر. صحيح إن عوامل العنصرية تؤثر بشكل مباشر على شخصية الرئيس اوباما وتجعل منه مترددا كثيرا وربما مهزوزا في داخله بشأن تنفيذ القرارات الإستراتيجية المصنعة من قبل النخب التنظيرية للسياسة الامريكية ولكن وبكل الأحوال أعطا هذا الرئيس المرتبك والضعيف صورة الهوان والتخاذل غير المعهودة في سياسة بلده على الساحة الدولية وان الانكماش الداخلي لن يجد نفعا ولا يحقق مصلحة للشعب الأمريكي الذي يعيش اليوم أسوء لحظاته التاريخية وانهيار اغلب المؤسسات الاقتصادية الفاعلة في النمو المجتمعي والاقتصادي ولن يخرج من عنق الزجاجة بعد حين؟ هذا الطيش والتخبط اضعف أمريكا ومنح الاستقواء للدول الخارجة عن القانون الدولي. والله من وراء القصد؟