إذعان بالفجوة الطبقية الكبيرة في إيران والإسقاط الحتمي لنظام الملالي
کاتب:نظام مير محمدي
الفجوة الطبقية الكبيرة في إيران
يعد وقوع انتفاضة عارمة حتمية في مستوى أعلى مما وقع حتى الآن، حقيقة يذعن بها العناصر والتابعون للنظام في المرحلة النهائية لنظام الملالي أكثر من أي شخص آخر وقبله، بحيث أنهم مضطرون إلى إماطة اللثام عن الانتهاكات والمفاسد في النظام خلال تصريحاتهم.
ومن الواضح أن الهدف الرئيسي من حالات الكشف هذه، ليس إلا البحث عن الحلول للحيلولة دون تورط سفينة النظام في قاع مستنقع الإسقاط، كما أن عناصر النظام يحاول ومن خلال الكشف عن مزيد من التفاصيل وانتقادات أشد بخصوص الفساد في النظام، تبييض وجوههم والتقليل من ذنب التعامل والترافق والتورط في الانتهاكات التي يرتكبها نظام الملالي.
ومن النماذج الأخيرة لحالات الكشف هذه، يمكن الإشارة إلى مقابلة أجراها موقع اعتمادآنلاين في برنامج “وجهًا لوجه” مع محمدرضا مرتضوي رئيس رابطة صانعي الطحين الإيرانية ورئيس مركز رابطات الصناعة الغذائية ونشرها هذا الموقع الحكومي في 26 مايو/ أيار 2020.
إنذار، الثورة على الأبواب!
وأذعن مرتضوي يقول:
“نحن بصفتنا أصحاب العمل، نرفع أجور العمال بنسبة 30% سنويًا، لكن الاضطراب المالي والأوليغارشية المالية الموجودتين، فترفع 50% من جيوب العمال. ونحن نضع النقود في جيوبهم، وهم [الحکومة] يأخذونها”. وأردف يقول: “هناك أثرياء ظهروا في إيران … لم أر حتى الآن”.
وإذ أشار إلى حقيقة أن “تكدس الثروة والرأسمال بيد عدد [قليل]” و”رأيت أماكن يعادل سعر مصعده ثروة 40عاملا، وليس ذلك إلا التمييز والأموال المسلوبة”، لا يخفي ذعره القاضي بأنه “نقمة لا يقبلها العمال ويؤدي إلى الثورات العمالية“.
وبإشارته إلى أن “هذه النقمة تؤدي إلى كراهية اجتماعية” يوضح مرتضوي قصده بالمزيد من التفاصيل ويقول:
“أتذكر عندما وقعت الثورة، كان البعض يهاجمون المنازل ويصادرونها ويسكنون في المنازل والشقق و يقولون من قال أنها تتعلق بهؤلاء؟ وأنا أرى مثل هذا اليوم بوضوح كوضوح الشمس، بأنهم يهاجمون باستي هيلز [حي الأثرياء] ويصادرونها، أقصد أنني بصفتي من يعرف المجتمع وأشاهد وألاحظ أن هذه النقمة تتراكم”.
خامنئي، هو المسبب الأول والأخير لكافة المحن والويلات
وفي جانب آخر من مقابلته يشير مرتضوي إلى الارتشاء المنظم في النظام ويقول:
“بينما لم نستخدم من الخدمات المدنية، فتطلب البلدية مبالغ من الأموال، فوق الطاولة وتحتها وكلاهما!… أکل ربّه زمن المجاعة!”.
ورغم أن هذا العنصر الداخلي في النظام يحاول بالاحتيال عدم ذكر اسم شخص، ولكن من خلال إمعان بسيط للنظر يمكن معرفة السلابين والمجرمين.
على سبيل المثال عندما يذعن قائلًا: “من لا يعمل ويستغل كدح الآخرين لا يدفع الضريبة، ومن يسلب لا يدفع الضريبة” و”كلما يسلبون وينهبون، كلما لا تنتهي ثروات هذه البلاد بهذه الثروات العظيمة”. ومن الواضح أن المقصود ليس طرفًا سوى قوات الحرس والعناصر التي تدير المؤسسات الخاضعة لسيطرة مكتب القائد. لأنهم الوحيدون الذين لا يحاسبهم أحد ولا يدفعون ضريبة.
كما يذعن مرتضوي بلسانه بأن المسبب الأول والأخير لكافة الويلات هو الولي الفقيه في النظام ورأس الفساد ليس طرفًا سوى خامنئي.
وتكفي إذعانات مرتضوي بشأن الارتشاء داخل مجلس شورى نظام الملالي عدم دفع الضرائب من قبل المؤسسات المالية التابعة للولي الفقيه لتثبت أن الفساد في نظام ولاية الفقيه يبدأ من أعلى نقطة ويترسخ في هيكل النظام.
يوم، يحرق فيه الفقراء القصور
ويعد جلد العمال بالسوط بسبب المطالبة بحقوقهم عملًا وقحًا وجريمة يضطر مرتضوي إلى الإشارة إليه:
“ينفذون الجلد بالسوط بحق المعلم الفقير والعامل من أتى ليقول لا يدفعون أجوري، ومن لا يدفع أجور العمال هو صاحب القصر!… ولا يعتبر قصر الشاه شيئًا أمام ما يبنونه هؤلاء”.
وفي نهاية المقابلة قال:
“أيها السيدات والسادة، كونوا شهداء بأنني قلت في هذه المقابلة، يأتي يوم يحرق فيه العمال هذه البيوت”.
وكما تمت الإشارة إليه، كلما تتفاقم ظروف النظام ويتراكم الوضع المتفجر في المجتمع الضائق ذرعًا بالملالي المجرمين، كلما سوف نشاهد المزيد من الإذعانات وحالات الكشف.
ولكن السؤال الرئيسي هو أنه هل وقع تنفيذ الجلد بالسوط بحق العامل أو المعلم للمرة الأولى في حكم الملالي؟ وألا نشاهد منذ 40عامًا قصورًا فاخرة بنيت على عظام الكادحين وارتفعت بكدح المواطنين المساكين وحرمانهم؟ هل ساد الفقر والعوز والجوع وطننا يوم أمس؟
بحيث أن العناصر الداخلية في النظام يحذرون منها بعدما ينسبون أنفسهم إلى صفوف المواطنين؟ وليس السبب سوى الخوف من الانتفاضة العارمة للمواطنين المساكين الذين سوف يدمرون قصر الرجعية أكثر عزمًا وصرامة هذه المرة سيضيعون الخيط والعصفور.
ذعر تجاه الانتفاضة وتبييض الوجوه الكالحة
ولا يخفى على أحد أن مجاهدي خلق و المقاومة الإيرانية الشريفة يدفع أعضاؤهما منذ 4عقود ثمنًا باهظًا ويضحون بأنفسهم وأموالهم وقيادتهم وأنصارهم من اجل الكشف عن نظام الملالي الفاسد واللاإنساني، كشفتا النقاب عن المسبب الرئيسي للجرائم والمفاسد وهو ليس إلا خامنئي، الولي الفقيه المجرم.
ومن هذا المنطلق يعلم الكل لماذا يظهر عناصر النظام والتابعون له إلى الساحة متسارعين وقلقين ويميطون اللثام عن أسرار النظام؟ وليس ببعيد أنه يأتي يوم يهاجم فيه الفقراء والمساكين بمعونة أبنائهم من مجاهدي خلق على قصور المستبدين ويضرمون النار فيها.