إيران .. استراتيجية مجاهدي خلق و معاقل الانتفاضة ترعب نظام الملالي
کاتب: معصومة احتشام
معاقل الانتفاضة ورعب نظام الملالي
إيران .. استراتيجية مجاهدي خلق و معاقل الانتفاضة ترعب نظام الملالي -بينما يصارع نظام الملالي في مستنقع الأزمات المستعصية الحل، اعترف بلغته الخاصة بقدرة وتأثير معاقل الانتفاضة التابعة لأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل البلاد وبما يقومون به من عمليات.
ففي مقال بعنوان “مجاهدي خلق وصحوة الخلايا النائمة”، أشار موقع “ارجانيوز” الحكومي شيئا فشيئًا إلى مقومات قوة معاقل الانتفاضة، على النحو التالي:
1- الإعلان عن اعتقال صفوة الطلاب بتهمة التواصل مع مجاهدي خلق في 5 مايو 2020
2- فضح خبر اعتقال 116 فريق معني بتنفيذ العمليات تابع لمجاهدي خلق، خلال عام 2018، على لسان وزير الاستخبارات سيئ السمعة في 19 أبريل 2019.
3- الاعتراف بالعمليات اليومية التي تنفذها معاقل الانتفاضة في طهران وغيرها من المدن.
“في حين أن، تلفزة مجاهدي خلق المعروفة باسم “سيماي آزادي” وغيرها من وسائل إعلام هذه الجماعة الإرهابية قاموا خلال العامين الماضيين، على وجه التحديد، ببث صور للعمليات التي تنفذها فرق مجاهدي خلق المعنية بتنفيذ العمليات، وتدور معظمها حول تفجير مقرات قوات الباسيج والحوزات العلمية، وغير ذلك من المراكز الحيوية، مستخدمين القنابل أو زجاجات المولوتوف الحارقة”.
وتكمن أهمية هذا الاعتراف في أن وسائل الإعلام المقيدة الأسيرة للديكتاتورية تعمدت ألا تتطرق للحديث عن عمليات معاقل الانتفاضة.
وتصاعدت العمليات المكثفة، ولم تعد الدعاية الحكومية قادرة على التستر على هذه القضية أكثر من ذلك؛ لأن هذه السلسلة من العمليات كان لها دويها في المجتمع، ومع كل عملية كانت تدمر الهيمنة الزائفة لنظام الملالي.
ويرى الناس بأم أعينهم في عمليات معاقل الانتفاضة أن الديكتاتورية الدينية مثل خميني الكرتوني ليست أكثر من خيال مآتة وعمود مصبوب يمكن إحراقه بالقيام بأعمال جريئة وثورية وإزالته من الطريق.
دحض الادعاءات المتعلقة بالافتراء على مجاهدي خلق
يمكن إدراك رعب الديكتاتورية الدينية التافهة عندما نكتشف أن استثمارات الملالي الضخمة على مدى سنوات عديدة من أجل الافتراء على مجاهدي خلق قد ذهبت أدراج الرياح.
والجدير بالذكر أن جهاز دعاية الملالي الجستابو الضخم بذل قصارى جهده لکی يظهر أن أبطال مجاهدي خلق بسجلاتهم الرائعة في النضال الثوري ضد ديكتاتورية الشاه والديكتاتورية الدينية مجموعة من المسنين المنفيين خارج البلاد، وأن يسمي أشرف الثالث بدار المسنين.
وتقوم هذه الدعاية على التظاهر بأن مجاهدي خلق ليس لديهم قاعدة اجتماعية داخل إيران وبين جيل الشباب. ودائمًا ما يتركز الجانب الأكثر حدة من الدعاية البربرية للملالي على زعيم المقاومة الإيرانية، السيد مسعود رجوي. وسرعان ما تلاشت هذه المزاعم والسفاسف عند الاصطدام بالواقع في إيران.
فها هي وسيلة إعلام حكومية تتحدث برعب عن استراتيجية مجاهدي خلق وخارطة طريقهم للإطاحة بالفاشية الدينية، معترفة بإخفاق وعدم كفاءة جهاز استخبارات الملالي في مواجهتهم، حيث كتبت:
“على الرغم من أن جنود إمام الزمان، أي عناصر وزارة الاستخبارات كثفوا جهودهم خلال هذه الفترة لمواجهة ما يقوم به مجاهدي خلق من أعمال تخريبية- إرهابية، إلا أن السؤال المهم الذي يطرح نفسه في المجال الاستراتيجي هو: ماذا حدث خلال هذين العامين حتى نشهد هذه الأحداث؟ والسؤال الأهم من ذلك هو: ماهي خارطة الطريق التي رسمها مجاهدي خلق، ولاسيما زعيمهم مسعود رجوي الذين يكنون العداوة للنظام والثورة؟
دعونا ألا نكون سذجا، فالمجاهدين مستيقظين
ثم تطرق كاتب مقال “مجاهدي خلق وصحوة الخلايا النائمة” إلى أن موضوع فهم القضاء على مجاهدي خلق هو ليس أكثر من فكرة ساذجة على الأقل في نطاق العمليات، وأن المعارضة الرئيسة لنظام الملالي دائما يقظة ومترصدة في الكمين انتظارًا لأقل فرصة للانقضاض والإطاحة بعدو الشعب الإيراني، حيث قال:
” إن العديد من العناصر الساذجة يعتقدون أن عمل مجاهدي خلق يتوقف عند ممارسة العمليات التخريبية على الأقل. إلا أن خامنئي في هذه الأثناء، هو الذي حذر من تقوقع العدو في الكمين مترصدًا الفرصة للانقضاض، قائلًا: “ينبغي علينا أن نفهم خصائص العدو، فإذا نمتم في الخندق أمام العدو، فإن ذلك لا يعني أن العدو نائمًا هو الآخر، واعلموا أن العدو يقظ طول الوقت”. (الولي الفقيه – 23 فبراير 2020)
ماذا كان الهدف من هذه التحذيرات؟
” إن خامنئي يدرك بفطنته وبصيرته الخاصة، ولاسيما من منطلق معرفته العميقة بمجاهدي خلق ومسعود رجوي شخصيًا، أنهم لم يتركوا نظام الملالي وشأنه، وسوف يواصلون عملياتهم التخريبية – الإرهابية مرة أخرى ضد منظومة نظام الجمهورية الإسلامية المقدس، بمجرد أن تتاح لهم الفرصة”.
إن هذه الجملة تكرار بتعبير آخر لنفس تصريحات خميني حول إصرار وصمود مجاهدي خلق الذي لا مرونة فيه؛ حيث قال:
“إذا كان هناك احتمال واحد في الألف أن تكفوا عما تريدون فعله، فإنني مستعد للتفاهم معكم، وأن آتي إليكم، وليس من الضروري أن تأتوا أنتم إليّ”. (مجلد خميني. الجزء: 14 ص: 343)
الهجرة الكبرى ونضال مجاهدي خلق
يشير جزء آخر من المقال المذكور إلى استراتيجية الانتصار النموذجي لمعاقل الانتفاضة.
فالعدو بثقافته يعترف بأن الانتقال الناجح لكوادر مجاهدي خلق من العراق إلى ألبانيا يمثل بداية لمرحلة هجومية للمقاومة الإيرانية وجيش التحرير الوطني الإيراني.
وتجدر الإشارة إلى أن دعاية الملالي الافترائية كان لديها انطباع بأن مجاهدي خلق في ألبانيا قد توقفوا عن النضال وأن المناخ الأوروبي جعلهم غير مبالين بالقضايا الإيرانية، بيد أن كل هذه الافتراءات فشلت بهذا الاعتراف.
والجدير بالذكر أن مجاهدي خلق لم يأتوا بجوار البحر الأدرياتيكي هربًا من الموت والخطر في صحاري العراق، بل إنهم جاؤوا لتنظيم أنفسهم من أجل القيام بعملية الإطاحة الكبرى بنظام ولاية الفقيه برمته. يرجى إمعان النظر في الجمل التالية:
” وهذا ما حدث أيضًا. فبعد انسحاب مجاهدي خلق من العراق واستقرارهم الجماعي والإداري في قاعدة في ألبانيا، بمعنى أنه بعدما لم يعد لديهم مخاوف على سلامتهم، وما إلى ذلك في العراق، ركزوا كل طاقتهم ورؤوس أموالهم وقدراتهم مرة أخرى على تشكيل فرق معنية بتنفيذ العمليات التخريبية داخل إيران”.
خاصة وأن مجاهدي خلق شكلوا على مدى السنوات الماضية فرقهم المعنية بتنفيذ العمليات التخريبية في شكل خلايا نائمة، وبطبيعة الحال كان عددهم يزداد شيئا فشيئا باستقطاب المواطنين.
ألف أشرف واستراتيجية الانتصار النموذجي
ويعترف الجزء الأخير من مقال موقع “ارجانيوز” الحكومي بأن جوهر قضية الانتفاضة والإطاحة في إيران والعقل الموجه لها ليس سوى قوة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية. وتتلقى “استراتيجية معاقل الانتفاضة” الرد من العدو الآن.
” وها نحن نشهد منذ عامين قيام مجاهدي خلق بإيقاظ الآلاف من خلاياهم النائمة بشكل إداري منظم، وأطلقوا عليهم اسم معاقل الانتفاضة، وتكلفهم القيادة المركزية بالقيام بعمليات تخريبية.
وحتى بعد اضطرابات نوفمبر 2019 ، وجه زعيم مجاهدي خلق الشرير رسالة، جاء فيها: ” لقد تم اختبار استراتيجية جيش التحرير في معاقل الانتفاضة والأحياء والمدن الثائرة “. وبذلك يكون قد اعترف بأن ما لعب فيه مجاهدي خلق دورًا كبيرًا ليس مجرد اضطرابات ومؤامرة.
هذا أفضل دليل على شرعية استراتيجية الانتصار النموذجي والعمليات التي تنفذها آلاف معاقل الانتفاضة.
والجدير بالذكر أن أكثر اعترافات الملالي تعبيرًا هو أنه ليس في إيران أكثر من قضية واحدة مطروحة على الطاولة، ألا وهي الإطاحة وحرب في مجملها، طرفها الأول الشعب والمقاومة الإيرانية وطرفها الثاني هو الديكتاتورية الدينية، والباقي كله ادعاءات وخرافات.
وتجدر الإشارة إلى أن الطرفين دعا قواتهما منذ فترة طويلة إلى المواجهة النهائية في المدن الإيرانية. إذ يراهن خامنئي على قوات الباسيج وقوات حرس نظام الملالي، ويراهن مجاهدي خلق على معاقل الانتفاضة.
وكانت انتفاضة 2019 شرارة حامية الوطيس لهذه المواجهة. والحرب مستمرة، وسوف يثبت بمرور الوقت ودقات عقارب ساعة الصفر ما هي القوة التي سوف تنتصر.