أزمة النظام الايراني لاحل لها إلا بسقوط النظام
لايستطيع نظام الملالي أن ينکر أو يتجاهل أزمته الخانقة التي يواجهها والتي وصلت الى ذروتها في ظل جائحة کورونا والدور المشبوه الذي لعبه من حيث التستر عليها وجعل خطورتها أکبر وأکثر فتکا ليس بالشعب الايراني فقط بل بشعوب المنطقة والعالم أيضا، وهو وإن يلجأ الى الکثير من الطرق والاساليب المختلفة من أجل مواجهة هذه الازمة والتخفيف من حدة تأثيرها وتهديدها للنظام، لکن لايبدو إن هذه الازمة العميقة والمستشرية في سائر مفاصله کالسرطان يمکن معالجتها بإجراءات وخطوات سطحية، خصوصا وإن الازمة ليست وليدة أزمة کورونا أو العقوبات الدولية أو العزلة التي يعاني منها النظام بل إنها مرتبطة ومتعلقة وبشکل جذري وجدلي بالنظام نفسه لکونه مستنقع تلك الازمة ومهدها ولايمکن إجراء أية معالجة دونما ردم المستنقع!
إطلاق النظام لقمر صناعي عسکري الى الفضاء والتي طبل وزمر لها النظام وکأنه أوجد حلا لکافة مشاکله أو حسم أوضاعه الوخيمة، ليست لم تحل من أزمة النظام شيئا بل وحتى إنها قد زادته تعقيدا وأعطت للمجتمع الدولي حجة قوية لکي لايأمن جانب هذا النظام أبدا، والاهم من ذلك إن هذه الخطوة لم تلق أي ترحيب من جانب الشعب الايراني ولاسيما وإنه”أي الشعب”، رأى کيف إن خامنئي رفض تغطية نفقات وباء کورونا من الاصول المالية له وللنظام لکنه يغدق على جهاز الحرس الارهابي بلا حساب وحتى يأمر بزيادة ميزانيته في ظل أزمة کورونا نفسها.
وکما إن إطلاق هذا القمر الصناعي لم يغير من واقع الازمة شيئا ولايمکن أن يٶثر عليها إيجابيا بل على العکس من ذلك، فإن تصويت مجلس الشورى لنظام الملالي على مشروع قانون لتغيير العملة الرسمية من الريال إلى التومان وإزالة 4 أصفار من العملة. ووفقا لهذا القانون، ستكون العملة الرسمية تومان واحدا، وسيعادل كل تومان جديد ألف تومان القديم أو عشر الآلاف من الريالات. هو الآخر إجراء لايمکن أن يعالج واقع الازمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها النظام بل وحتى إن خبراء النظام من جناحيه قد وصفوا خطة إزالة أربعة أصفار من العملة الرسمية على أنها خطوة نحو “إزالة الحساسية تجاه الاختلاس” و “إزالة قضية عوامل التضخم والركود وكتبوا:” إن سياسة إزالة الأصفار من الريال في إيران لن تكون مفيدة بدون إطلاق سياسات هيكلية لإقامة اقتصاد موجه نحو السوق”و”الإصلاح النقدي لا يمكن أن يحدث إلا أن يكون هناك استقرار اقتصادي وفي اقتصاد متقلب حيث قيمة العملة الوطنية ليست مستقرة لا ينبغي القيام بهذا العمل”، وهذا الکلام لوحده يکفي بأن هذه الخطوة أو الاجراء المتخذ من جانب النظام من أجل معالجة أزمته ستکون کخطوة إطلاق القمر العسکري أيضا ولن تساهم بأية حلحلة أو معالجة ذات أهمية للأزمة الخانقة مع الاخذ بنظر الاعتبار الوصف الدقيق والمعبر الذي عبرت عنه السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية من أن اضطرار النظام إلى تحويل العملة الإيرانية، عقب تهاوي سعر الريال، بأنه أهم مؤشر واعتراف رسمي بإفلاس اقتصاد نظام ولاية الفقيه وتحطمه.
الازمة الخانقة للنظام وکما أکدت المقاومة الايرانية مرارا وتکرارا بأنها مرتبطة ووليدة سياسية ونهج النظام نفسه، خصوصا وإنه قد جعل من کل شئ في إيران في خدمة مشروعه المشبوه بإقامة إمبراطورية دينية يتربع الولي الفقيه على قمتها، وإن إعتراف قادة من النظام وبعظمة ألسنهم من أن الازمات الحادة التي يعاني منها النظام ليست نتيجة الحصار والعقوبات الدولية المفروضة عليه وإنها کانت موجودة قبل ذلك! وهذا يفسر لماذا إن الازمة تتعمق وتتوسع أکثر فأکثر مع الزمن حتى وصلت الى حالة لم يعد ينفع معها أي إجراء، وإن رفع المقاومة الايرانية لشعار إسقاط النظام يأتي إدراکا منها لهذه الحقيقة.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.