نظام الهدم والفقر والحرمان
وکاله سولا برس – أحمد غفار أحمد
إيران.. نظام الهدم و الفقر والحرمان -أکثر مايدعو للتشاٶم ويبعث على توليد مشاعر اليأس، هو أن تکون الاحداث والتطورات الجارية في بلد ما سلبية ومع مرور الاعوام تتفاقم سلبية ولايوجد هناك مايبعث على الامل والتفاٶل، وهذا هو حال الشعب الايراني في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث إنه قد تصل الأجور المحددة للعمال في إیران لعام 1399 هـ.ش من قبل الحكومة الايرانية، إلی خط الفقر إذا تمت زیادتها بنسبة خمسة أضعاف! و هذه الحقیقة المرة ستزداد مرارة عندما نعلم أن العدید من العمال في إیران لا يتقاضون تلك الرواتب الضئیلة لعدة أشهر!
وعندما نجد بأنه وفي ظل أزمة کورونا يتم فصل 600 ألف عامل في غضون ثلاثة أسابيع من دون أي ضمانات لهم، فإننا نجد أن الاوضاع تسير في إيران نحو الاسوأ بکثير ولاسيما عندما تکتب صحيفة “شرق” الحکومیة في 14 أبریل 2020 ما یلي: “تظهر إحصائية خبير في مجال العمل والتأمين أنه منذ 15 مارس 2020 إلى منتصف أبريل، فقد 600 ألف عامل رسمي وظائفهم في تلك الفترة الزمنية القصيرة وهم الآن في طابور الحصول على تأمين ضد البطالة (تم الإبلاغ عن حوالي 87 ألف شخص في محافظة طهران وحدها، وفي المحافظات الأخرى بلغ متوسط التسجيلات أكثر من 10 آلاف شخص)، ولیس من المعلوم کم شخص سیشمل هذا التخصیص نظرا إلی عجز صنادیق التأمين”، وهذا مايرسم خطا بيانيا واضحا للمسار المظلم الذي تسير في ضوئه الاوضاع في إيران، ولاسيما عندما يبلغ عدد عمال البناء العاطلین عن العمل أو المفصولین أكثر من 1.5 مليون معظمهم غير رسميين وليس لديهم تأمين ضد البطالة حسب رئيس منظمة إدارة الأزمات. حيث کتب علي ربيعي، الناطق بإسم حکومة روحاني في مذكرة لوکالة “إيسنا” في 11 أبريل 2020 «تم إغلاق أكثر من 1.5 مليون ورشة رسمية وغير رسمية»، في إشارة إلى إغلاق منشآت وورش الإنتاج، مضيفا”لا يمكن خلق وظائف جديدة في الصناعات الصغیرة والمصانع منخفضة الحجم لمدة عامين على الأقل بعد إغلاقها” وإن حقیقة فصل 600 ألف عامل، تعني أن حوالي 2.5 مليون شخص سیعانون جراء تأمین لقمة عیش یسدون بها رمقهم مع افتراض أن أسرة کل عامل تتکون من أربعة أشخاص، وأن 600000 رب أسرة سیعجزون عن النظر في عیون أطفالهم المتسائلة. علما بأن معظم العاملين في إيران البالغ عددهم 14 مليون عامل، و40 ملیون نسمة مع أسرهم حسب التقدیرات، یتعرّضون إلی أضرار ومخاطر بالغة في مکان عملهم فضلا عن خطر الفصل.
في ظل ماقد أسلفنا مع ملاحظة إنه تأتي حملة تسریح العمال في إیران في وقت یعیش فیه أكثر من 90 في المائة من أولئك العمال تحت خط الفقر، وأكثر من 70 في المائة منهم تحت خط الفقر المطلق، فإن إعلان النظام وبکل وقاحة عن إطلاق قمر صناعي عسکري الى الفضاء والذي إن کان يعني شيئا فإنما يوضح وفي ظل هذه الظروف والاوضاع الصعبة جدا الى أين تذهب أموال الشعب الايراني وفي أية مجالات يتم صرفها علما بأن هذا الامر سيکلف النظام الايراني المزيد من العزلة وسيعرض البلاد مرة أخرى الى أخطار وتهديدات کبيرة هي في غنى عنها تماما.