
في وقت سدت المستوصفات الرسمية والمستشفيات في محافظة ديالى ابوابها بسبب انتشار عصابات الارهابيين وسيطرتهم على مدن وقرى المحافظة، وكانوا يباعون منتوجاتهم الزراعية والغذائية بسعر السوق السائد في حين كان الفلاحون والمزارعون يعجزون عن تسويقها بسبب قطع الطرق وانعدام المواصلات، وكانوا يجهزون الفلاحين من حولهم بما يحتاجون حتى المياه اجروها لهم من خلال تانكرات تنقلها مياها معقمة صالحة للشرب اذ يشرف على تنقيتها داخل مدينة اشرف فنيون متخصصون، ومحطات تصفية عالية القدرة تورد المياه من مضخات خاصة بالاشرفيين تجلب الماء من نهر دجلة وقد استهدفها عملاء النظام الايراني عدة مرات، في محاولة لقتل سكان اشرف عطشاً، وقتل الفلاحين العراقيين معهم الذين ما ثبتوا في اماكنهم ابان ازمة ديالى لولا معونة الاشرفيين، ولكان اكثر من خمسة وعشرين الف فلاح من سكان القرى المجاورة من العراقيين ضحايا الهجرة والجوع والخوف وقلة الحيلة، ولكن انظروا، مع انهم مضربون عن الطعام لليوم الحادي والعشرين، وهم خائري القوى بسبب ذلك، والحكومة العراقية ترفض الاستجابة لمطالبهم وفي مقدمتها دفن شهدائهم واطلاق سراح المختطفين من رفاقهم، مع كل ذلك وبدلاً من ان ينشغلوا بهمهم الموغل في الوجع ينظرون بعين الاخوة لضحايا انفجارات بغداد بكل ما فيهم من نزعة انسانية تنسيهم همومهم الذاتية وتجعلهم يتذكرون اخوتهم العراقيين ويقدمونهم على انفسهم وتلك هي الانسانية باعمق صورها واجلاها، ولن تصدر مثل هذه المشاعر الا عن الفرسان واخلاقهم المعروفة والعرب يعرفون معنى اخلاق الفارس الا اننا للاسف غير قادرين على رد الصنيع الجميل ونعترف اننا عاجزون لان امرنا ليس في ايدينا واللبيب من الاشارة يفهم