
ودعوة ملحّة إلى حكومة الكويت لإرسال بعثة لتقصّي الحقائق
لندن – باريس – »المحرر العربي«:لم تصمد الشائعات الكاذبة التي أطلقتها وسائل الإعلام الإيرانية في طهران وتلك المحسوبة على إيران في بغداد حول وجود مقبرة جماعية تضم رفات مفقودين كويتيين في »معسكر أشرف« في محافظة ديالى العراقية التابع لـ»مجاهدين خلق« المعارض لنظام آية الله علي خامنئي، إذ أكد وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي أن وزارته »تنفي العثور على أي مقبرة لرفات الكويتيين في المعسكر« بعد فرض القوات العراقية هذا الشهر سيطرتها الكاملة عليه،
ردّاً على الأحداث الدامية في إيران ضد فوز محمود أحمدي نجاد الخادع والمزوّر في الانتخابات الرئاسية، واتهام أجهزة الأمن الإيرانية »مجاهدين خلق« بقيادة تظاهراتها في محاولة للسيطرة على »النظام الديني المتعصب القائم على الإرهاب والقمع والاغتيالات والتهجير«.
وعلى الرغم من أن الحكومة الكويتية الأكثر حساسية بالنسبة لموضوع اختفاء العشرات من أبنائها في العراق بُعَيْد غزو صدام حسين بلدهم العام 1990 وتدمير بناه الاقتصادية والعسكرية والسياسية التحتية تدميراً شبه كامل ولجوء المسؤولين الكويتيين ومئات الآلاف من المواطنين إلى السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية وأجنبية أخرى – على الرغم من ذلك، فإن الحكومة الكويتية »تدرك جيداً« – بحسب ديبلوماسي خليجي في لندن – »أنه من السخف أن تدّعي إيران عبر عملائها داخل النظام العراقي الراهن ووسائل إعلامه المدفوعة، أن صدام حسين لم يجد مكاناً في كل أراضي العراق لدفن المختطفين الكويتيين إلا في مقابر جماعية داخل معسكر أشرف الإيراني، في الوقت الذي لم يترك زاوية من بلاده إلاّ وأقام فيها قبوراً جماعية اكتُشِف القليل منها حتى الآن، وبسرية تامة كانت محصورة بعدد لا يزيد على أصابع اليد الواحدة من المقربين منه أشرفوا على تلك المقابر، فكيف والحالة هذه أن ينشئ قبوراً في معسكر أشرف الذي كان يضم أكثر من 20 ألف مواطن إيراني لاجئ إلى العراق وبطريقة علنية؟«.
وقال الديبلوماسي لـ »المحرر العربي« إن »النظام الإيراني في طهران وجماعاته المنتشرة في معظم مفاصل الدولة العراقية وقواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية التي وجدت الفرصة سانحة بعد انسحاب الجيش الأميركي من المدن والمناطق وتسليمها إلى هذه القوات والأجهزة، للنيل من قادة وعناصر »مجاهدين خلق« الذين يشكلون الشوكة المدمية في خاصرة نظام خامنئي ورجال دينه المتطرفين، فلم تكتفِ بشن اجتياح إبادة لمعسكرهم (أشرف) والتنكيل بسكانه الثلاثة آلاف وخمسماية إنسان، بل سعت إلى تشويه صورته وعلاقاته الجيدة مع دول الخليج والعالم العربي والمجتمع الدولي، وخصوصاً الكويتيين الذين لهم علاقات متينة مع المقاومة الإيرانية، فاخترعت مسألة القبور الجماعية الكويتية في المعسكر، وروّجت شائعاته لضرب هذه العلاقات«.
حديث مسؤول من المجاهدين
وأكد رئيس »لجنة الشؤون القضائية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية« (مجاهدين خلق) في باريس الدكتور سنا برق زاهدي لـ »المحرر العربي« في اتصال به من لندن هذا الأسبوع أنه:
»في البداية نقلت فضائية »البغدادية« عن اللواء عبد الحسين الشُمري قائد شرطة محافظة ديالى والقائد الميداني لعمليات اقتحام معسكر أشرف أن »هناك معلومات عن وجود مقابر لكويتيين داخل المعسكر«.
ومن العجب أن هذا الخبر جاء بعد ستة أيام من دخول القوات المؤتمرة بأمر اللواء الشمري معسكر أشرف! لأن عملية الهجوم ودخول هذه القوات كانت يوم 28 تموز/ يوليو، لكن الخبر نقل في قناة البغدادية في يوم الثاني من آب/ أغسطس، أي في يوم ذكرى غزو الكويت من قبل القوات العراقية عام 1990.
وتزامناً مع هذا الخبر بدأت وسائل الأنباء الإيرانية المرئية والمسموعة والمقروءة بترداد هذا الخبر بكل نشراتها، ولأنه لم يحتمل سوى الكذب، فإن مختلف وسائل الأنباء العراقية نقلت عن الخارجية العراقية نفي العثور على رفات مفقودين كويتيين في معسكر أشرف«.
وبعد يومين من صدوره نقلت قناة »العراقية« الناطقة باسم الحكومة العراقية، هذا النفي، وأعلنت »أن وزارة الخارجية العراقية تنفي العثور على رفات مفقودين كويتيين في معسكر أشرف بعد فرض القوات العراقية سيطرتها على المعسكر«.
وبعد هذا وذلك كررت الحكومة العراقية في 11 من آب/ أغسطس تمسكها بالخبر الأول وأعلنت صحيفة »الصباح« العراقية نقلاً عن رئاسة الوزراء أن وزارة حقوق الإنسان تعتزم بالتنسيق مع وزارة الداخلية التحقيق من وجود مقابر لرفات تعود لمفقودين كويتيين في منطقة معسكر أشرف..«.
وقال زاهدي لـ»المحرر العربي« إن من الغريب أن السلطات العراقية ومنذ اليوم الأول لدخولها مدينة أشرف »لم تسمح لأحد من مراسلي الصحافة أن يدخل المعسكر حتى ينقل الحالة والوقائع كما هي للجميع. وأدى ذلك إلى صدور بيانين حتى الآن من منظمة »مراسلين بلا حدود« في 29 تموز/ يوليو والخامس من آب/ أغسطس واستنكارها وإدانتها لمنع دخول الصحافيين وتغطية الأحداث والوقائع. وقد جاء في بيان هذه المنظمة »في الأول من شهر آب/ أغسطس تمّ منع ثمانية من المراسلين العراقيين من دخول معسكر أشرف وهم يعملون بوسائل إعلام دولية ومحلية. وفي اليوم التالي تمّ اعتقال عدد من الصحافيين لمدة 4 ساعات، وتمّت مصادرة معداتهم موقتاً. ومنذ بدء العمليات العسكرية في المخيم لم يسمح في أي لحظة للمراسلين والصحافيين بدخول هذه المنطقة لتصوير عمليات الجيش وإجراء مقابلات مع العائلات والضحايا.. ومن الواضح أن السلطات العراقية تقوم بكل ما في وسعها لمنع تسرب أي معلومات عن المخيم إلى الخارج.. فبهذه الأعمال تثبت أن لديها أموراً لإخفائها.. وهذه الظروف غير مقبولة«.
ونقلت صحيفة »الشرق« القطرية يوم 13 آب/ أغسطس عن خالد الجارالله وكيل وزارة الخارجية الكويتي أن »الكويت تسعى لإعادة آخر رفات لمواطنيها المفقودين لإنهاء هذا الملف وإغلاقه خصوصاً أن أُسر المفقودين لا تطلب سوى رفات أبنائها حتى توارى في الثرى، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية تسعى جاهدة لطي هذا الملف«.
دعوة لزيارة أشرف
وقال الدكتور زاهدي: »لكن يبدو مما تقدم أن الحكومة العراقية، وبإيعاز من الملالي في إيران، تريد أن تجعل من المشاعر العاطفية للإخوان في الكويت، وسيلة للعبة سياسية ودعائية ضد سكان مدينة أشرف، الذين قامت هذه الحكومة بضربهم وجرحهم وقتلهم.
وحيث أنها لم تستطع التستر على هذه الجرائم ضد أناس عزل منزوعي السلاح، ولأن الرأي العام العالمي استنكر وأدان الهجوم على أشرف، فتبحث عن ذريعة للجوء إليها«.
وقال: »هنا جاء موقف المقاومة الإيرانية ليرد السحر على الساحر حيث أعلن أن سكان أشرف يرحّبون بزيارة المسؤولين الكويتيين والعرب، وجاء في البيان الصادر في هذا المجال: »تدعو المقاومة الإيرانية المسؤولين والبرلمانيين الكويتيين ووسائل الإعلام الكويتية والمسؤولين في جامعة الدول العربية إلى زيارة أشرف للقيام بالتحقيقات والتحريات، ثم نشر نتائج تحرياتهم لإطلاع الرأي العام«.
وختم زاهدي في حديثه لـ »المحرر العربي« بالقول: »إنه بعد هذه التفاصيل لا حاجة للذكر بأن مقبرة »سر المريد« في أشرف لم تكن موجودة إبان احتلال الكويت وحتى نهاية الاحتلال (شباط/ فبراير 1991)، وهذه المقبرة أنشأت في شهر أيار/ مايو عام 1991 بعد تغير الظروف في العراق وبسبب تعذر الذهاب إلى كربلاء لدفن شهداء »مجاهدين خلق«، وقبل هذا التاريخ كان المجاهدون يدفنون شهداءهم في »وادي السلام« بكربلاء«.
وفي بيان صادر عن المقاومة الإيرانية أرسلت نسخ منه إلى الأمم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين والسفير الأميركي وقائد القوات متعددة الجنسية في العراق، قال المتحدث باسم »مجاهدين خلق« في أوسلو: »إن ما يوجد في أشرف هو رفات خامنئي ونظام »ولاية الفقيه« المنبوذ فقط. إن النظام الإيراني وعملاءه العراقيين الذين لم يكونوا يتوقعون ولو في أحلامهم هكذا وقوف وصمود في أشرف، أصبحوا يرتجفون الآن خوفاً ويلجأون إلى اختلاق أكاذيب بلا رادع أو وازع، ولو كانوا صادقين في مزاعمهم لفتحوا الطريق أمام الصحفيين والصحافة، ولكنهم قاموا بتوقيفهم ومصادرة كاميراتهم ومعداتهم بالرغم من تصريحات وبيانات عدة أصدرتها منظمة »مراسلون بلا حدود««.
وقال البيان: »إن المقاومة الإيرانية تدعو المسؤولين والبرلمانيين الكويتيين ووسائل الإعلام الكويتية والمسؤولين في جامعة الدول العربية بأي عدد كانوا إلى زيارة أشرف لمزيد من الاطلاع على تخرصات الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وصنيعتها في العراق، والقيام بالتحقيقات والتحريات من دون أي تقييد، ونشر نتائج تحرياتهم لإطلاع الرأي العام عليها، مع أن الدول العربية والمسؤولين الكويتيين وجامعة الدول العربية يعرفون جيداً خلال العقود الثلاثة الماضية ما يمارسه نظام حكم الملالي القائم في إيران من الابتزاز والدجل واختلاق الأكاذيب تحت يافطة الإسلام، وأنهم سخروا من ادعاءات هذا النظام بما فيها إحراق بيت الله الحرام في عام 1987 على أيدي »مجاهدين خلق« وإخفاء أسلحة نووية وكيميائية للحكومة العراقية السابقة في مقرات »مجاهدين خلق«، ولذلك لا يرون حاجة لهذه الزيارة، ولكن المقاومة الإيرانية خصوصاً في الظروف الحالية تؤكد دعوتها هذه وتصرّ عليها«.
وعلى الرغم من أن الحكومة الكويتية الأكثر حساسية بالنسبة لموضوع اختفاء العشرات من أبنائها في العراق بُعَيْد غزو صدام حسين بلدهم العام 1990 وتدمير بناه الاقتصادية والعسكرية والسياسية التحتية تدميراً شبه كامل ولجوء المسؤولين الكويتيين ومئات الآلاف من المواطنين إلى السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية وأجنبية أخرى – على الرغم من ذلك، فإن الحكومة الكويتية »تدرك جيداً« – بحسب ديبلوماسي خليجي في لندن – »أنه من السخف أن تدّعي إيران عبر عملائها داخل النظام العراقي الراهن ووسائل إعلامه المدفوعة، أن صدام حسين لم يجد مكاناً في كل أراضي العراق لدفن المختطفين الكويتيين إلا في مقابر جماعية داخل معسكر أشرف الإيراني، في الوقت الذي لم يترك زاوية من بلاده إلاّ وأقام فيها قبوراً جماعية اكتُشِف القليل منها حتى الآن، وبسرية تامة كانت محصورة بعدد لا يزيد على أصابع اليد الواحدة من المقربين منه أشرفوا على تلك المقابر، فكيف والحالة هذه أن ينشئ قبوراً في معسكر أشرف الذي كان يضم أكثر من 20 ألف مواطن إيراني لاجئ إلى العراق وبطريقة علنية؟«.
وقال الديبلوماسي لـ »المحرر العربي« إن »النظام الإيراني في طهران وجماعاته المنتشرة في معظم مفاصل الدولة العراقية وقواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية التي وجدت الفرصة سانحة بعد انسحاب الجيش الأميركي من المدن والمناطق وتسليمها إلى هذه القوات والأجهزة، للنيل من قادة وعناصر »مجاهدين خلق« الذين يشكلون الشوكة المدمية في خاصرة نظام خامنئي ورجال دينه المتطرفين، فلم تكتفِ بشن اجتياح إبادة لمعسكرهم (أشرف) والتنكيل بسكانه الثلاثة آلاف وخمسماية إنسان، بل سعت إلى تشويه صورته وعلاقاته الجيدة مع دول الخليج والعالم العربي والمجتمع الدولي، وخصوصاً الكويتيين الذين لهم علاقات متينة مع المقاومة الإيرانية، فاخترعت مسألة القبور الجماعية الكويتية في المعسكر، وروّجت شائعاته لضرب هذه العلاقات«.
حديث مسؤول من المجاهدين
وأكد رئيس »لجنة الشؤون القضائية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية« (مجاهدين خلق) في باريس الدكتور سنا برق زاهدي لـ »المحرر العربي« في اتصال به من لندن هذا الأسبوع أنه:
»في البداية نقلت فضائية »البغدادية« عن اللواء عبد الحسين الشُمري قائد شرطة محافظة ديالى والقائد الميداني لعمليات اقتحام معسكر أشرف أن »هناك معلومات عن وجود مقابر لكويتيين داخل المعسكر«.
ومن العجب أن هذا الخبر جاء بعد ستة أيام من دخول القوات المؤتمرة بأمر اللواء الشمري معسكر أشرف! لأن عملية الهجوم ودخول هذه القوات كانت يوم 28 تموز/ يوليو، لكن الخبر نقل في قناة البغدادية في يوم الثاني من آب/ أغسطس، أي في يوم ذكرى غزو الكويت من قبل القوات العراقية عام 1990.
وتزامناً مع هذا الخبر بدأت وسائل الأنباء الإيرانية المرئية والمسموعة والمقروءة بترداد هذا الخبر بكل نشراتها، ولأنه لم يحتمل سوى الكذب، فإن مختلف وسائل الأنباء العراقية نقلت عن الخارجية العراقية نفي العثور على رفات مفقودين كويتيين في معسكر أشرف«.
وبعد يومين من صدوره نقلت قناة »العراقية« الناطقة باسم الحكومة العراقية، هذا النفي، وأعلنت »أن وزارة الخارجية العراقية تنفي العثور على رفات مفقودين كويتيين في معسكر أشرف بعد فرض القوات العراقية سيطرتها على المعسكر«.
وبعد هذا وذلك كررت الحكومة العراقية في 11 من آب/ أغسطس تمسكها بالخبر الأول وأعلنت صحيفة »الصباح« العراقية نقلاً عن رئاسة الوزراء أن وزارة حقوق الإنسان تعتزم بالتنسيق مع وزارة الداخلية التحقيق من وجود مقابر لرفات تعود لمفقودين كويتيين في منطقة معسكر أشرف..«.
وقال زاهدي لـ»المحرر العربي« إن من الغريب أن السلطات العراقية ومنذ اليوم الأول لدخولها مدينة أشرف »لم تسمح لأحد من مراسلي الصحافة أن يدخل المعسكر حتى ينقل الحالة والوقائع كما هي للجميع. وأدى ذلك إلى صدور بيانين حتى الآن من منظمة »مراسلين بلا حدود« في 29 تموز/ يوليو والخامس من آب/ أغسطس واستنكارها وإدانتها لمنع دخول الصحافيين وتغطية الأحداث والوقائع. وقد جاء في بيان هذه المنظمة »في الأول من شهر آب/ أغسطس تمّ منع ثمانية من المراسلين العراقيين من دخول معسكر أشرف وهم يعملون بوسائل إعلام دولية ومحلية. وفي اليوم التالي تمّ اعتقال عدد من الصحافيين لمدة 4 ساعات، وتمّت مصادرة معداتهم موقتاً. ومنذ بدء العمليات العسكرية في المخيم لم يسمح في أي لحظة للمراسلين والصحافيين بدخول هذه المنطقة لتصوير عمليات الجيش وإجراء مقابلات مع العائلات والضحايا.. ومن الواضح أن السلطات العراقية تقوم بكل ما في وسعها لمنع تسرب أي معلومات عن المخيم إلى الخارج.. فبهذه الأعمال تثبت أن لديها أموراً لإخفائها.. وهذه الظروف غير مقبولة«.
ونقلت صحيفة »الشرق« القطرية يوم 13 آب/ أغسطس عن خالد الجارالله وكيل وزارة الخارجية الكويتي أن »الكويت تسعى لإعادة آخر رفات لمواطنيها المفقودين لإنهاء هذا الملف وإغلاقه خصوصاً أن أُسر المفقودين لا تطلب سوى رفات أبنائها حتى توارى في الثرى، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية تسعى جاهدة لطي هذا الملف«.
دعوة لزيارة أشرف
وقال الدكتور زاهدي: »لكن يبدو مما تقدم أن الحكومة العراقية، وبإيعاز من الملالي في إيران، تريد أن تجعل من المشاعر العاطفية للإخوان في الكويت، وسيلة للعبة سياسية ودعائية ضد سكان مدينة أشرف، الذين قامت هذه الحكومة بضربهم وجرحهم وقتلهم.
وحيث أنها لم تستطع التستر على هذه الجرائم ضد أناس عزل منزوعي السلاح، ولأن الرأي العام العالمي استنكر وأدان الهجوم على أشرف، فتبحث عن ذريعة للجوء إليها«.
وقال: »هنا جاء موقف المقاومة الإيرانية ليرد السحر على الساحر حيث أعلن أن سكان أشرف يرحّبون بزيارة المسؤولين الكويتيين والعرب، وجاء في البيان الصادر في هذا المجال: »تدعو المقاومة الإيرانية المسؤولين والبرلمانيين الكويتيين ووسائل الإعلام الكويتية والمسؤولين في جامعة الدول العربية إلى زيارة أشرف للقيام بالتحقيقات والتحريات، ثم نشر نتائج تحرياتهم لإطلاع الرأي العام«.
وختم زاهدي في حديثه لـ »المحرر العربي« بالقول: »إنه بعد هذه التفاصيل لا حاجة للذكر بأن مقبرة »سر المريد« في أشرف لم تكن موجودة إبان احتلال الكويت وحتى نهاية الاحتلال (شباط/ فبراير 1991)، وهذه المقبرة أنشأت في شهر أيار/ مايو عام 1991 بعد تغير الظروف في العراق وبسبب تعذر الذهاب إلى كربلاء لدفن شهداء »مجاهدين خلق«، وقبل هذا التاريخ كان المجاهدون يدفنون شهداءهم في »وادي السلام« بكربلاء«.
وفي بيان صادر عن المقاومة الإيرانية أرسلت نسخ منه إلى الأمم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين والسفير الأميركي وقائد القوات متعددة الجنسية في العراق، قال المتحدث باسم »مجاهدين خلق« في أوسلو: »إن ما يوجد في أشرف هو رفات خامنئي ونظام »ولاية الفقيه« المنبوذ فقط. إن النظام الإيراني وعملاءه العراقيين الذين لم يكونوا يتوقعون ولو في أحلامهم هكذا وقوف وصمود في أشرف، أصبحوا يرتجفون الآن خوفاً ويلجأون إلى اختلاق أكاذيب بلا رادع أو وازع، ولو كانوا صادقين في مزاعمهم لفتحوا الطريق أمام الصحفيين والصحافة، ولكنهم قاموا بتوقيفهم ومصادرة كاميراتهم ومعداتهم بالرغم من تصريحات وبيانات عدة أصدرتها منظمة »مراسلون بلا حدود««.
وقال البيان: »إن المقاومة الإيرانية تدعو المسؤولين والبرلمانيين الكويتيين ووسائل الإعلام الكويتية والمسؤولين في جامعة الدول العربية بأي عدد كانوا إلى زيارة أشرف لمزيد من الاطلاع على تخرصات الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وصنيعتها في العراق، والقيام بالتحقيقات والتحريات من دون أي تقييد، ونشر نتائج تحرياتهم لإطلاع الرأي العام عليها، مع أن الدول العربية والمسؤولين الكويتيين وجامعة الدول العربية يعرفون جيداً خلال العقود الثلاثة الماضية ما يمارسه نظام حكم الملالي القائم في إيران من الابتزاز والدجل واختلاق الأكاذيب تحت يافطة الإسلام، وأنهم سخروا من ادعاءات هذا النظام بما فيها إحراق بيت الله الحرام في عام 1987 على أيدي »مجاهدين خلق« وإخفاء أسلحة نووية وكيميائية للحكومة العراقية السابقة في مقرات »مجاهدين خلق«، ولذلك لا يرون حاجة لهذه الزيارة، ولكن المقاومة الإيرانية خصوصاً في الظروف الحالية تؤكد دعوتها هذه وتصرّ عليها«.