الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهما بعد اقتحام معسكر أشرف

ما بعد اقتحام معسكر أشرف

alarabalyomمن عادة الإدارات الامريكية التعاون مع قوى سرية تتناقض مع مبادئها, ومن ذلك القاعدة وصحوات العراق.
العرب اليوم-د.حسن طوالبة بعد سلسلة من التهديدات اطلقها موفق الربيعي مسؤول الامن القومي في الحكومة العراقية بطرد عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من العراق, استجابة لمطالب السلطة الايرانية وفي المقدمة آية الله علي خامينئي بضرورة طرد المجاهدين من العراق وتسليمهم الى ايران,

بعد كل هذه التهديدات اقتحمت القوات العراقية قرية أشرف التي يسكنها قرابة (3500) فرد, وهم يشكلون عائلة من المجاهدين رجالا ونساء, تجمعوا في هذا المعسكر منذ حوالي ثلاثين سنة من الآن ليخوضوا حركة مقاومة مسلحة ضد نظام الملالي في ايران, وكانوا يملكون الاسلحة المتنوعة ولديهم القدرة على خوض معارك ميدان فوق الارض, وقد شاهد العالم تدريبات قوات المجاهدين وخوضهم معارك دبابات ومدفعية ثقيلة ضد القوات الايرانية في عقد ثمانينيات القرن الماضي.
وبعد الغزو الامريكي للعراق عام ,2003 خضع معسكر أشرف الى سلطة قوات الاحتلال الامريكي بعد مصادرة اسلحة المجاهدين, وباتوا عزلا من السلاح منذ ذلك العام وحتى الآن.
وعندما انسحبت القوات الامريكية من بعض المحافظات وتسليم الملف الأمني فيها الى القوات العراقية, فقد اصبح معسكر أشرف تحت السيطرة العراقية, وبعدها بدأت التهديدات بطرد سكان أشرف من العراق, وجاءت التهديدات العراقية في وقت شطب الاتحاد الاوروبي منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب ودعت المفوضية الاوروبية الادارة الامريكية لكي تحذو حذوها بشطب المنظمة من قائمة الارهاب.
اقتحمت القوات العراقية قرية أشرف بالعصي والهروات والكيبلات والبنادق الرشاشة, وانهالت هذه القوات بالضرب على سكان أشرف الذين تجمعوا خلف بوابة القرية, وسالت الدماء من الجرحى والقتلى فوق الارض, حيث جرح المئات وقتل سبعة من سكان أشرف, وما زالت القرية محاصرة من قبل القوات العراقية, تمنع من في داخلها من الخروج, وتمنع الدخول اليها, من الخدمات الطبية والغذاء ومستلزمات الحياة اليومية.
أصفة إمامي شقيقة الشهيد حميد إمامي, أصيبت في وجهها والدماء تنزف من جرحها ويغطي قسمات وجهها, لم تكترث للدماء النازفة منها, لانها كانت تبكي بحرقة على أخيها الذي قتل برصاص القوات العراقية المهاجمة.
حميد إمامي شاب يبلغ من العمر (29) عاما كان يدرس الفنون في اوروبا, لم يعمل في مجال اختصاصه في بلدان العالم, بل قدم الى معسكر أشرف ليشارك اخوانه الجهاد ضد النظام في ايران.
تقول أصفة: لقد شاهدت أخي قبل استشهاده بدقائق وهو يرفع شارة النصر, من هو قادر على ان يُعيد لي أخي حميد, لقد اقتطعوا قطعة من نفسي, لقد استشهد برصاصة في قلبه, لقد استشهد اخي وسأحمل الراية بعده لاواصل الجهاد السلمي ضد الظلمة الذين حرمونا من العيش في بيتنا بين اهلنا, اننا نعيش في الغربة نعاني مصاعب الحياة ونحمل قضيتنا العادلة التي رعتها القوانين الدولية, لنصل الى اليوم الذي يتحقق النصر فيه«.
أصفة إمامي واحدة من ألوف الايرانيات اللواتي تشردن في العالم وعشن صعوبات الغربة ومطاردة اجهزة الشرطة في الدول التي لم تعترف بمنظمة مجاهدي خلق.
الملفت ان القوات العراقية هاجمت قرية أشرف وقتلت وجرحت أعدادا من سكانها تحت نظر وسمع القوات الامريكية التي تتواجد في محافظة ديالى بالقرب من القرية, ولم تحرك ساكنا, بل تصرفت بمنطق الصمت الذي يُعبّر عن الرضا, وهذا الموقف يؤشر الى ازدواجية المعايير لدى الادارات الامريكية المتعاقبة, فانها تقف مع جهة ضد اخرى رغم ان الجهتين تستخدمان الاسلوب المقاوم نفسه, فعلى سبيل المثال فالادارة الامريكية تقف مع اكراد العراق وسورية ضد الانظمة السياسية فيها, في حين تقف ضد اكراد تركيا وتدعم الحكومة التركية ضد حزب العمال الكردي التركي وهو يناضل من اجل نيل حقوقه المشروعة.
وقد يتغير موقف الادارة الامريكية فيما بعد من منظمة مجاهدي خلق في الوقت الذي تعقد الامل في تسوية سلمية للملف النووي الايراني, ولا نستبعد ان تشجع المنظمة على خوض مقاومة مسلحة في داخل ايران بهدف اسقاط نظام رجال الدين او اضعافهم, ولنا في احداث الانتخابات الرئاسية في ايران عبرة, حيث وقفت الادارة الامريكية مع الاصلاحيين ضد سلطة (خامينئي- نجاد) ودافعت عن حق الاصلاحيين في الاحتجاج والتعبير عن رأيهم بكل الوسائل المتاحة. فالموقف الامريكي دائما موقف »براغماتي« يغلب المصالح الامريكية على المبادئ والقيم, فالادارات الامريكية من عادتها ان تلعب ادوارا من خلال قوى سرية, تتناقض مع مبادئها, ومعتقداتها. فهي التي انشأت تنظيم القاعدة في افغانستان لمقاومة الوجود العسكري السوفييتي فيها انذاك, وعندما انتهت مهمتها صارت القاعدة من الد اعداء الولايات المتحدة, وتخوض حربا شرسة ضدها في جبال افغانستان وباكستان. وكذلك في تجربة الصحوات في العراق حيث عملت قوات الاحتلال على انشاء قوات الصحوات لمقاتلة تنظيم القاعدة في المحافظات الغربية العراقية وبالذات في محافظة الانبار, وعندما انجزت الصحوات مهمتها تخلت القوات الامريكية عنها, وسلمت ملفها الى حكومة المالكي التي امعنت في التنكيل ببعض عناصرها, تحت ذرائع مختلفة لا مجال لذكرها.
وبعد ان اقتحمت القوات العراقية قرية أشرف وقتلت وجرحت أعدادا من سكانها واعتقلت آخرين, ماذا بعد? من الواضح ان حكومة المالكي لم تكترث للقوانين الدولية التي نصت على حماية اللاجئين السياسيين الذين اضطروا للخروج من بلدانهم بسبب الظلم والاضطهاد الذي تمارسه سلطة الدولة ضدهم, ولنا في اعلانات الثورة الفرنسية خير دليل, اذ جاء في دستور 1793 في المادة (36) »ان من يضطهد امة واحدة, يُعلن نفسه عدوا للجميع« والمادة (37) تقرر »ان الذين يحاربون شعبا من الشعوب لكي يوقفوا تقدم الحرية ويطمسوا حقوق الانسان يجب ان تلاحقهم جميع الشعوب لا كأعداء عاديين, وانما كمجرمين قتلة ولصوص«.
ورحب الدستور الفرنسي بكل اللاجئين الذين يأتون اليه من البلدان الاجنبية مشردين ومنفيين من اوطانهم من اجل قضية الحرية, لكنه يرفض ان يلجأ اليه طاغية من الطغاة«.
وقد اهتمت الامم المتحدة, ومنظمات حقوق الانسان بموضوع اللاجئين السياسيين الذين طردوا من ديارهم او أُجبروا على الخروج من اوطانهم بسبب الظلم والطغيان الذي يمارسه نظام الحكم في هذا البلد او ذاك. ومنظمة مجاهدي خلق التي شاركت في اسقاط نظام الشاه, وكان موقفها معارضا لسياسة رجال الدين فوقع عليها الظلم والاضطهاد فأضطر عناصرها للخروج من ايران والعيش في المنافي ومنهم من سكن في قرية أشرف في العراق قريبا من الحدود الايرانية في محافظة ديالى.
إن سلوك الحكومة العراقية ازاء سكان قرية أشرف يخالف القانون الدولي, الخاص بحماية اللاجئين ومخالف للشريعة الاسلامية التي امرت باغاثة المظلوم وحماية عابر السبيل ورعاية من يستجير بالحاكم الاسلامي من ظلم وقع عليه. واي تصرف مماثل تقوم به القوات العراقية مستقبلا سوف ينعكس على قدرة الحكومة على الاستمرار في الحكم مضافا لها كل المصاعب التي تواجهها يوميا.0