صوت کوردستان – سعاد عزيز: عندما يکون الواقع وخيما ومزريا وعندما تکون کافة الطرق مسدودة أمامك وليس لديك من أي خيار أو سبيل للخروج من محنتك، فليس أمامك سوى أن تلجأ للکذب والخداع وتجعله ملاذك الوحيد من أجل الخلاص والنجاة من محنتك. هذا هو لسان حال القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما خلال الفترة الحالية حيث تعصف بالنظام أزمة خانقة من جراء تفشي وإنتشار فايروس کورونا الذي زاد الطين بلة ذلك إن النظام الايراني کان في الاساس يعاني من جملة مشاکل وأزمات عويصة لايتمکن من مواجهتها وإيجاد حلول لها، فإن وباء کورونا قد أصبح بمثابة رصاصة الرحمة للنظام!
المرشد الاعلى للنظام الايراني والذي فقد هيبته تماما وإنکسرت شوکته ولم يعد له من أية سطوة تذکر بعد أن هتف الشعب الايراني خلال 4 إنتفاضات عارمة بالموت له وبالسقوط والزوال لنظامه الاستبدادي، يعلم جيدا بأن نظامه الذي فشل على مختلف الاصعدة ولاسيما على الصعيد الاقتصادي الذي جعل من الاوضاع المعيشية بالغة الصعوبة، فإنه ومع إنتشار فايروس کورونا الذي تسبب بإنتشاره بهذه الصورة تستر وتعتيم النظام على تفشي الفايروس، يريد من خلال کذبة جديدة يطلقها وهي إن عام 2020 سيکون عام الطفرة في الانتاج، أن يمني الشعب الايراني بإنفراج أحواله المعيشية وتحسنها، وهو وعد دأب هذا النظام على إطلاقه عبثا ومن دون طائل ويجب أن لاننسى بأن روحاني بنفسه کان قد وعد قبل إختياره کرئيس للنظام بتحسين الاوضاع المعيشية وتحقيق الرفاهية، لکن الاوضاع إزدادت سوءا أکثر من أي وقت آخر، وقد تعود الشعب الايراني کما يبدو إنه وبعد کل وعودو معسولة يطلقها قادة النظام بخصوص تحسين الاوضاع الاقتصادية، فإنها تزداد سوءا وتتفاقم أکثر، وإن الطفرة المزعومة لخامنئي في الانتاج ليست سوى کذبة جديدة من أجل تطييب خاطر الشعب وتهدئته، إذ أن الخبراء الاقتصاديون للنظام أنفسهم وخلال الايام الاخيرة من العام 2019، کانوا ومن خلال سلسلة من الاعترافات قد کشفوا عن وخامة الاوضاع الاقتصادية وإن الاقتصاد الايراني على وشك الانهيار وإعلان الافلاس، فمن أين يتمکن هکذا إقتصاد مغلوب على أمره تحقيق طفرة في الانتاج؟!
الملفت للنظر إن خامنئي وبعد تصريحاته الاخيرة التي تضمنت”طفرته الانتاجية” هذه، لم يحقق أية نتيجة سوى السخرية والاستهزاء منه ذلك إن کلامه أشبه بمن يعد بتحقيق معجزة في عصر لم تعد هناك فيه من أية معجزات، ولذلك فإن سخرية السيد مسعود رجوي، قائد المقاومة الايرانية من تصريحات الاخيرة يمکن وصفها بأنها أفضل رد شاف وواف ضده عندما علق على تلك التصريحات قائلا:
يبدو الأمر كما لو لم يكن هناك أكثر من 8000 شخص
قد قضوا في كارثة كورونا حتى الآن.
ولنظام ولاية الفقيه دور أساسي في خلق هذا الوضع
بسبب تستره على الحقائق وعدم الأهلية.
وصادر خامنئي تضحيات الشباب والطاقم الطبي لصالح نفسه.
ودون أدنى إشارة إلى المتوفين جراء كارثة كورونا،
وحتى دون ذكر إحصائيات عن الضحايا أو الإشارة عن أعداد المتوفين،
وبدون الإعلان عن أي خطط وبرنامج وتخصيصات لمكافحة كورونا ،
لقد أحال في غاية الدجل كل شيء إلى إمام العصر والزمان!
وهذا يمثل المأزق المميت الذي يعاني منه نظام ولاية الفقيه في المرحلة النهائية وفترة السقوط.