الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهلماذا خصت إيران البريطانيين بالاتهام؟

لماذا خصت إيران البريطانيين بالاتهام؟

alrashedالشرق الاوسط- عبدالرحمن الراشد:في عدد من دول آسيا وأفريقيا يميلون إلى إرجاع كل أزمة تلم بهم إلى الإصبع البريطانية، وهذا ما فعله وزير الخارجية الإيراني متكي مبررا أزمة بلاده الخطيرة. خصص معظم حديثه لاتهام الإنجليز، مدعيا أنهم خلف كل ما يحدث من مواجهات وانفجارات وتحريض، مقدما أدلة واهية من أن كثيرين طاروا من لندن إلى طهران قبيل الانتخابات، كما لو كانت من عادات حكومته فتح أبوابها لكل طارق بلا تمحيص أو تحفظ.
طبعا لا يلام متكي وحكومته على تعليق أزمة إيران على المشجب البريطاني، لأنه يدرك أنه لا يستطيع أن يحاجج في تفاصيل التطورات التي رافقت الانتخابات. فالأزمة الحالية قادها مير موسوي ومهدي كروبي وهاشمي رافسنجاني وآخرون، وهؤلاء زعماء في نظام الجمهورية الإسلامية وليسوا أسماء مجهولة جاءوا على الطائرة من لندن،

فهل يعقل أن هؤلاء القادة يأتمرون بأمر الخارجية البريطانية أو مخابرات لندن؟ وهل يصدق أحد أن كل هذه المئات من آلاف الإيرانيين الذين هبوا إلى الشوارع مجرد دمى في أيدي الإعلام البريطاني.
كل المعترضين والمتظاهرين يعتقدون أن أصواتهم سرقت، وأن السلطة زورت النتائج، ويؤمنون أن من حقهم المطالبة بإعادة فرز الأصوات، وهو مطلب هين لو كان النظام واثقا من سلامة ممارساته. فالأمر لا يتطلب سوى يومين لإعادة حساب الأصوات وإنهاء المشكلة. مطلب لا يستحق شق الأمة، ولا تعريض السلطات العليا نفسها للإهانة، إضافة إلى أن إعادة الفرز أرخص بالتأكيد من كل هذا القتل. السلطة لا تريد إعادة الفرز، ولا إعادة الانتخاب، لأنها تدرك أن الفضيحة أكبر، وسينتهي الفاعلون إلى الطرد أو الحبس، لهذا اختارت إسكات المحتجين بالرصاص الحي على عد الأصوات. ثم اختارت حكومة نجاد، المستفيدة من التزوير، البحث عن كبش تفدي نفسها به، فأمسكت بقرون بريطانيا مشيرة إلى أنها السبب، تريد لوم الأجنبي على سوء أفعالها، نفس العذر القديم الذي تتمسك به الحكومات التي تزعم الوطنية في أيام ضائقاتها، فتروج لفكرة المؤامرة الخارجية ضدها.
الوزير متكي، ورفاقه في الحكومة، خصوا بريطانيا بالاتهام لأنها الشيطان الأصغر والشيطان الأسهل. أما الولايات المتحدة، الشيطان الأكبر، فإن قرونه طويلة وحادة. وكانت جماعات موالية للنظام في إيران قد قتلت اثنين من رهائن بريطانيين في العراق تحتجزهم منذ عامين. تزامن قتلهم مع التهديدات الإيرانية الموجهة ضد لندن. السلطات الإيرانية تتحاشى الاصطدام بالعم سام لأنها تدرك أن عظامها قد تدق في أول مواجهة، وعوضا عن مواجهة الفيل الأميركي اختاروا العبث مع قط التاج البريطاني. ورغم كل محاولات تلبيس الإنجليز التهمة فإن المواطن الإيراني يرى بأم عينيه أن المشكلة داخل العباءة. هذه المرة، وبفضل التقنية الأكثر حداثة، شاهد الإيرانيون الحقائق على هواتفهم وحواسيبهم ولم تعد تنفع لغة العهد القديم التي تحتكر الحقيقة ووسائل إرسالها.