
والنظر الى ايران (المسلمة) مع ابتعاد ايران الكلي عن حقيقة الاسلام وجوهره, وابعاد فكرة الصدام مع كل استعدادات النظام الايراني القائمة على قدم وساق للصدام في كل لحظة!! وتهدئة الاجواء مع كل السعي الايراني الى اثارة العواصف الترابية التي تمنع الرؤية وتعكر الاجواء وتوترها, وعدم تشغيل الرياح العاصفة في بحيرة الخليج, وكل ذلك يجعل ايران تشد تلك الشعرة الى جهتها وباستمرار وتجبر العرب على ارضائها والتنازل لها, وهي لاتختلف موقفاً في ذلك عن الكولونيالية الاميركية, التي استبدت بالعالم عندما استخدمت سياسة (حافة الهاوية) مستغلة تفوق امكاناتها العسكرية والاقتصادية ونفوذها السياسي في العالم, لاجباره على الانحناء امام رغباتها وارادتها ورياحها الهوج, واذا كانت ايران خميني ما زالت تصف الولايات المتحدة الاميركية, بانها الشيطان الاكبر, فانه لمن الحري بالنظام الايراني, الابتعاد عن التشبه بهذا الشيطان واستعارة سياسته وتمثلها في المنطقة, بدلاً من ردم هوة (الثقة المفقودة) بين عموم دول المنطقة العربية وايران التي بات عمرها قرونا, وعندما استبشر العرب بسقوط نظام الشاه, توقعوا نهاية الاطماع الايرانية مع قيام النظام الجديد ونهوض جمهورية اسلامية كما ادعي, تشترك معهم في العقيدة والتطلعات وتبارك سعيهم الى الحرية والانعتاق والكرامة الوطنية, ولكنهم اصيبوا بخيبة الامل عندما وجدوا نظام خميني وقد افرز شاهاً معمماً اكثر طمعاً وقسوة واندفاعًا لتحطيم آمالهم وطموحاتهم القومية وتزوير ارادتهم والتمترس بالسلاح والذخيرة لارهابهم والركض المنهك لامتلاك القنبلة الذرية لضمان كفة راجحة بلا حدود مع العرب لقهرهم وفرض الوصاية الابدية عليهم واجبارهم على الارخاء الدائم لشعرة معاوية, فهل سيكف العرب عن سياسة الارخاء هذه؟؟ ويشدون ولو مرة, فاننا على يقين ان النظام الايراني لو واجه شدًا عربيًا مرة واحدة فلسوف يرخي ولابد له من ذلك لانها طبيعته التي لايمكنه التغلب عليها وذلك هو سر تكوينه واستمراره, وان اول الشد الجدي, هو قلب صفحة استرضاء النظام الدائمه, والتحرك الفعلي على خطوط تغييره كما يفعل المجتمع الدولي اليوم, شعبياً ورسمياً, واول قلب الصفحة هو الاعتراف بالمعارضة الايرانية وهي اشد ما يخشاه النظام الايراني ويخافه, والاعتراف بحقها الشرعي في المقاومة, وعلناً, كبديل ديمقراطي وحليف استراتيجي للشعب العربي كله, في سعيه للحرية والانعتاق والامن, وعندها سوف لن تكون هناك حاجة الى شعرة معاوية, بل الى وضع اليد في اليد بامان والتقدم الى امام انسانياً