
الرئيس البشير لم يكتف بالذهاب الى الاتجاه الخطأ، والتصرف على طريقة «داوها بالتي كانت هي الداء»، وتصعيد حال الظلم الذي بسببه صدر قرار المحكمة، والتضحية بالأبرياء الذين يدعي انه أنصفهم، وزاد على هذا باستقبال وفد من ايران وسورية وحركة «حماس» للتضامن معه، وكأنه يتبنى مشاكل هؤلاء مع المجتمع الدولي، رغم علم البشير ان هذه الاسماء ممنوعة من الصرف في عرف الديبلوماسية الدولية، وهي غير قادرة على فعل شيء له قيمة لإنقاذ السودان من تبعات قرار المحكمة، فالتضامن مع هذه الاسماء في هذا الظرف لا يقل خطأ عن منع منظمات الاغاثة من العمل في دارفور.
يمكن ان نتفهم موقف كل من سورية وحركة «حماس» للتضامن مع البشير وحكومته، لكن غير المفهوم هو تضامن ايران. اذ ان تبني طهران لسياسة التصعيد التي ينتهجها السودان تخالف تماماً تصرفات ايران في المواقف المشابهة، وكلنا يتذكر قضية اعتقال البحارة البريطانيين في المياه الاقليمية الايرانية العام الماضي، وكيف حاولت ايران ان تفرد عضلاتها، وتدعي البطولة وتلوح بتأديب البريطانيين. لكنها حين ادركت جدية بريطانيا في اتخاذ موقف حازم لحماية جنودها، سارعت الى اخراج البحارة البريطانيين، وعقدت لهم مؤتمراً صحافياً، واحسنت التعامل معهم، وتراجعت بطريقة مذلة.
ان تضامن طهران مع السودان في هذه الازمة، لا يختلف عن تضامنها مع حركة «حماس»، مجرد تظاهرة لتكريس التصعيد والفوضى في المنطقة. فإشعال الحرائق هنا وهناك اصبح جزءاً من استراتيجية السياسة الايرانية. ودخول نظام الرئيس عمر البشير في ازمة تربك السودان وتهدد وحدته، وربما تمتد آثارها الى مصر، فرصة لم تأمر بها طهران وترحب بها، ولهذا فإن تضامن النظام الايراني مع السودان كلمة حق يراد بها باطل.
ان تضامن طهران مع السودان في هذه الازمة، لا يختلف عن تضامنها مع حركة «حماس»، مجرد تظاهرة لتكريس التصعيد والفوضى في المنطقة. فإشعال الحرائق هنا وهناك اصبح جزءاً من استراتيجية السياسة الايرانية. ودخول نظام الرئيس عمر البشير في ازمة تربك السودان وتهدد وحدته، وربما تمتد آثارها الى مصر، فرصة لم تأمر بها طهران وترحب بها، ولهذا فإن تضامن النظام الايراني مع السودان كلمة حق يراد بها باطل.