
كما هو حاله مع العراق, ثم انصرف النظام الايراني بعد اسقاط حركة طالبان الى العودة لمساندة ودعم نشاطاتها ونشاطات تنظيم القاعدة وعموم النشاطات الهدامة على حد تعبير وزير خارجية افغانستان. أن النظام الايراني لا يقف من اي طرف الا بمقدار خضوع ذلك الطرف لمشاريعه واندفاعه في التيار الذي يوجهه النظام, وهو دائماً تيار تدميري الحاقي كما هو الحال في العراق ودول الخليج والشام وافريقيا وبقية دول العالم التي مد اصابعه بهذه الوسيلة او تلك اليها.
ولكن المستغرب بعد ذلك التصريح, التشخيصي الصائب والحقيقي, ان يعود وزير خارجية افغانستان نفسه فيدعو الى قبول النظام الحاكم في طهران (كلاعب اقليمي دولي)!! ومع وضوح التناقض والازدواجية في القولين فاننا على يقين من ان الدافع للقول الاخير, هو ممالاة النظام الايراني في محاولة لاسترضائه وتملقه, ليوقف او يخفف من نشاطاته الهدامة في افغانستان, ووزير الخارجية الافغاني هنا, كما نرى يرتكب نفس الغلطة التي ارتكبتها اوربا واميركا ودول اخرى في محاولاتها استرضاء النظام لايراني او السعي لاحتوائه وتغييره من الداخل طيلة العقود الثلاثة الماضية دون جدوى, فالنظام الايراني يستأسد ويندفع كلما راى الطرف الاخر الذي يواجهه ليناً, متراجعاً متسامحًا مجاملاً متردداً, ويعده ضعيفاً متخاذلاٍ, ليفرض المزيد من الهيمنة عليه, ويمارس المزيد من نشاطات التخريب والتدمير, كلما غض الطرف عن سلوكه, ولنا نحن العراقيين تجربتنا المعروفة مع هذا النظام, اذ لم يكف يده عن التدخل في الشان العراقي الا بعد قتال دام حصد ثمان سنوات من عمر البلدين والشعبين وآلاف الضحايا وملايين الدولارات المهدورة, وحين اجبر على وقف القتال, اعلن انه يتجرع السم بقبوله هذا الوقف! ولم يصدق النظام الايراني حصوله على كل الفرص الذهبية التي وفرها له احتلال العراق, ليتدخل من جديد في شؤونه الداخلية ويفرض هيمنته ونفوذه على كل الصعد, ولكن التصدي الشعبي العراقي, وتحكيم العقل والضمير الوطني والارادة العامة العراقية الوطنية, هو ما يقف اليوم في وجه النظام الايراني بينما تدفعه المواقف المتخاذلة الى المزيد من التدخل والعبث بمقدرات العراق. وهذا ما تحتاجه افغانستان ايضاً, بدلاً من ان تسقط في فخ المجاملة والازدواجية ومحاولات الاسترضاء, كما هو حال دول الخليج التي لم تحصد من محاولاتها المجاملة المسترضية لايران, سوى تمادي هذا النظام في تهديدها والعبث بامنها والاستهانة بها واشهار اطماعه باراضيها وبكياناتها, كما فعل مع البحرين مؤخراً, وعلى هذا فان على افغانستان بل على جميع دول الجوار الايراني, ان تفتح اعينها اوسع وان تنظر بعمق, وتتعامل باسلوب احترام الذات وفرض استقلاليتها وارادتها الحرة مع النظام الايراني, والا فانها سوف لن تحصد سوى الريح والمزيد من الاستهانة والتخريب والهدم.
ولكن المستغرب بعد ذلك التصريح, التشخيصي الصائب والحقيقي, ان يعود وزير خارجية افغانستان نفسه فيدعو الى قبول النظام الحاكم في طهران (كلاعب اقليمي دولي)!! ومع وضوح التناقض والازدواجية في القولين فاننا على يقين من ان الدافع للقول الاخير, هو ممالاة النظام الايراني في محاولة لاسترضائه وتملقه, ليوقف او يخفف من نشاطاته الهدامة في افغانستان, ووزير الخارجية الافغاني هنا, كما نرى يرتكب نفس الغلطة التي ارتكبتها اوربا واميركا ودول اخرى في محاولاتها استرضاء النظام لايراني او السعي لاحتوائه وتغييره من الداخل طيلة العقود الثلاثة الماضية دون جدوى, فالنظام الايراني يستأسد ويندفع كلما راى الطرف الاخر الذي يواجهه ليناً, متراجعاً متسامحًا مجاملاً متردداً, ويعده ضعيفاً متخاذلاٍ, ليفرض المزيد من الهيمنة عليه, ويمارس المزيد من نشاطات التخريب والتدمير, كلما غض الطرف عن سلوكه, ولنا نحن العراقيين تجربتنا المعروفة مع هذا النظام, اذ لم يكف يده عن التدخل في الشان العراقي الا بعد قتال دام حصد ثمان سنوات من عمر البلدين والشعبين وآلاف الضحايا وملايين الدولارات المهدورة, وحين اجبر على وقف القتال, اعلن انه يتجرع السم بقبوله هذا الوقف! ولم يصدق النظام الايراني حصوله على كل الفرص الذهبية التي وفرها له احتلال العراق, ليتدخل من جديد في شؤونه الداخلية ويفرض هيمنته ونفوذه على كل الصعد, ولكن التصدي الشعبي العراقي, وتحكيم العقل والضمير الوطني والارادة العامة العراقية الوطنية, هو ما يقف اليوم في وجه النظام الايراني بينما تدفعه المواقف المتخاذلة الى المزيد من التدخل والعبث بمقدرات العراق. وهذا ما تحتاجه افغانستان ايضاً, بدلاً من ان تسقط في فخ المجاملة والازدواجية ومحاولات الاسترضاء, كما هو حال دول الخليج التي لم تحصد من محاولاتها المجاملة المسترضية لايران, سوى تمادي هذا النظام في تهديدها والعبث بامنها والاستهانة بها واشهار اطماعه باراضيها وبكياناتها, كما فعل مع البحرين مؤخراً, وعلى هذا فان على افغانستان بل على جميع دول الجوار الايراني, ان تفتح اعينها اوسع وان تنظر بعمق, وتتعامل باسلوب احترام الذات وفرض استقلاليتها وارادتها الحرة مع النظام الايراني, والا فانها سوف لن تحصد سوى الريح والمزيد من الاستهانة والتخريب والهدم.