وکاله سولا برس – سعد راضي العوادي: عندما تنقل وکالة رويترز تحديدا عن مصادر طبية وأمنية مقتل 13 على الأقل وإصابة 865 أثناء الليل بعدما فتحت الشرطة العراقية النار على المحتجين في مدينة کربلاء المقدسة، في حين أفادت مصادر طبية بسقوط ما لا يقل عن 18 قتيلا. فإننا يجب أن نتوقف عند هذا الخبر توقفا خاصا کالذي توقفناه عندما إندلعت شرارة إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017 في إيران من مدينة مشهد المقدسة أيضا، ذلك إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد دأب على التستر بغطاء ديني ذو بعد طائفي، ولکن أن تشهد مدينة کربلاء تظاهرات عارمة غاضبة جدا إحتجاجا على الفساد وتدخلات النظام الايراني ويتم التصدي لها بهذه الوحشية من جانب عملاء النظام الايراني فإن الصورة قد أصبحت واضحة وتم وضع النقاط على الاحرف.
قوات سوات التابعة لوزارة الداخلية المخترقة أصلا من جانب النظام الايراني والمسيرة والموجهة من قبله هي من قامت بإرتکاب أکثر هذه المجازر التي إستنکرتها اللجان المنظمة للتظاهرات، والتي قالت بأن القوات الحكومية أقدمت بطريقة بشعة ووحشية فجر اليوم على إعدام العشرات من المتظاهرين السلميين في كربلاء, معتبرة هذه المجزرة بأنها تكشف النهج الحكومي في الانتقام المباشر من أهالي المحافظة إرضاءا لأسيادهم في إيران على حساب الدم العراقي بعد أن رفع المتظاهرون العلم العراقي فوق القنصلية الإيرانية في كربلاء. وهذا مايدل بأن أهالي کربلاء المقدسة هم أکثر الناس في العراق تحاملا على دور وتدخلات النظام الايراني الضار والمضر وإنهم يرفضونه رفضا قاطعا.
ماقد حدث وجرى في مدينة کربلاء المقدسة من تصدي إجرامي دموي للمتظاهرين العزل وماقد سبقه في بغداد والحلة والبصرة وغيرها، تثبت حقيقة التدخل السافر للنظام الايراني من خلال عملائه ضد الشعب العراقي المنتفض بوجه الفساد وتدخلات النظام الايراني والذي سبق وأن کشفت عنه المقاومة الايرانية من خلال معلومات دقيقة حصلت عليها من داخل النظام وتثبت تورط النظام الايراني وبأدلة دامغة في عمليات قتل وإغتيال المتظاهرين العراقيين، ومن دون شك فإن النظام الايراني وعندما يبادر لهکذا عمليات إجرامية فإنها دليل على مدى تخوفه على فقدانه لعمقه الاستراتيجي في العراق ومن بعده لبنان.
مايجب الاشارة له هنا، هو إن مدينة کربلاء کانت قد شهدت مساء الجمعة الماضي قيام محتجين غاضبين بتمزيق احدى اللافتات المرفوعة في شوارع المدينة وكانت تحمل صورة المرشد الإيراني علي خامنئي، وسط ترديد هتافات مناهضة للنظام الإيراني ولقائد قوة القدس الإرهابي قاسم سليماني. وقبل يومين قام متظاهرون عراقيون في كربلاء بمحاصرة القنصلية الإيرانية في كربلاء و رفعوا علم العراق فوقها. وإن هذا الامر قد أرعب النظام الايراني وجعله يفقد صوابه ودفعه بالتالي لهکذا رد عنيف من خلال عملائه وهو الامر الذي أسقط عنه ورقة التوت وکشفه على حقيقته البشعة.