صوت كورستان – سعاد عزيز: ماهو وجه الشبه بين المرحلة الحالية التي يمر بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين تلك المرحلة التي مر بها قبل التوقيع على الاتفاق النووي؟ من الواضح إن وجه الشبه الاکبر بينهما هو ضعف النظام رغم إننا يجب أن نشير الى أن الضعف الذي يعانيه النظام الايراني حاليا هو أضعاف ماکان يعانيه قبل الاتفاق النووي. الضعف الحالي هو ضعف غير مسبوق لأنه کأعراض الامراض الخطيرة التي لامجال لإخفائها والتکتم عليها، بل وإن الذي يلفت النظر هو إن القادة والمسٶولون الايرانيون لم يکونوا قبل الاتفاق النووي يتحدثون عن إحساس بالضعف والاقرار في مواجهة الامور والاوضاع في حين إننا نجد هناك تصريحات کثيرة ومختلفة تٶکد على الاعترااف بالضعف والعجز المفرط في مواجهة الامور والاوضاع والتصدي لها کما يستوجب.
قلة الخيارات البديلة وندرتها في معالجة المشاکل والازمات المختلفة من جراء العقوبات الامريکية، هي أکبر تهديد يواجهه النظام الايراني خصوصا وإن حبل العقوبات الامريکية يزداد إستحکاما من حيث تضييقه على رقبة النظام الايراني، وإن ماتنقله وکالات الانباء عن وجود کميات کبيرة جدا من النفط الايراني في ناقلات تتواجد في بحار ومحيطات العالم من دون مشتري، کما إن أغلب دول العالم صارت تسعى للإبتعاد عن النظام الايراني وعدم توثيق العلاقات السياسية والاقتصادية معه.
وخامة الاوضاع في إيران وتأثيراتها السلبية البالغة على النظام جعلته يفقد الکثير من الامتيازات التي کان يحافظ عليها قبل التوقيع على الاتفاق النووي ويستفاد منها کثيرا في مناوراته وخدعه و‌ألاعيبه السياسية ضد الآخرين، ولعل عد تمکنه من أن يدعم أذرعه کسابق عهده وفشله المطبق في السيطرة على الاوضاع الاقتصادية وتصاعد دور وتأثير المقاومة الايرانية أکثر من أي وقت آخر الى حد بات معه يطرح إسم المقاومة الايرانية کبديل للنظام خصوصا وإن دورها وحضورها يشمل داخل إيران وخارجها، کما إن هناك ملاحظة مهمة أخرى يجب الإشارة إليها في خضم ضعف النظام وتزايد دور المقاومة الايرانية وهي إن الشعب الايراني يغلي غضبا من الاوضاع الوخيمة الحالية حيث سأم من تحمل تبعات مغامرات ونزاقات النظام ولذلك فإن قادة النظام بأنفسهم يحذرون من إحتمال أن تتفجر الاوضاع وتندلع الانتفاضة بصورة أقوى بکثير من السابق، ولذلك فإنها فرصة ثمينة لبلدان المنطقة والعالم کي يمدوا يد العون والتإييد للنضال الذي يخوضه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير خصوصا وإن المقاومة الايرانية لها برنامج سياسي شامل يٶکد على التعايش السلمي بين دول المنطقة وعدم التدخل في الشٶون الداخلية وضمان إيران خالية من الاسلحة النووية الى جانب نقاط إيجابية أخرى تصب جميعها في صالح إستتباب السلام والامن والاستقرار في المنطقة.
