الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارأحدث الاخبار: الارهاب والتطرف الدينيالواقع الإيراني في مواجهة سياسة ضبط النفس

الواقع الإيراني في مواجهة سياسة ضبط النفس

العربيه نت – بسام البنمحمدعضو مجلس الشورى البحريني والرئيس التنفيذي لمركز دان للدراسات والابحاث الاستراتيجية
لماذا ترمب يهدد إيران ولا يضربها؟

هل هو نسخة جديدة من أوباما؟ هل ما يحدث هو لعبة نحن “دول الخليج العربي” ضحاياها؟

ها هي إيران تضرب ناقلات النفط في الخليج وتحرك عملاءها ليهاجموا ويضربوا السعودية وأيضا تسقط طائرة مراقبة أميركية في الأجواء الدولية. فلماذا يتراجع ترمب عن قرار ضرب إيران في اللحظات الأخيرة.

دعونا نرى الصورة بشكلها الصحيح لكي تظهر لنا الإجابة بشكل واضح ومن غير لبس.

إيران كانت تصدر حوالي مليونين ونصف المليون برميل في اليوم بعد دعم أوباما غير المسبوق لها واستلمت مبالغ كبيرة جلها ذهب لنشر مزيد من الفوضى والدمار في المنطقة وتمديد نفوذها بالإرهاب. أما بعد قرار ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي السيئ كما يسميه وكما نراه، وتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران، انخفض تصدير النفط الإيراني لأقل من مليون برميل في اليوم وبعد انتهاء مهلة الاستثناء المعطاة لبعض الدول التي لديها ارتباط اقتصادي وثيق مع إيران مثل العراق والصين وكوريا الشمالية وتركيا، متوقع أن ينخفض لأقل من نص مليون برميل في اليوم إلى أن يصل للصفر.

وهذا يعني أن النظام الإجرامي الإيراني لن يتمكن من تمويل احتياجاته المحلية ولا الإقليمية كدعم وتمويل أنشطة الإرهاب والفوضى. ولهذا السبب التزمت أميركا ومعها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سياسة ضبط النفس، فالهدف أكبر والنتائج إيجابية ولا داعي للانزلاق لحرب مدمرة ندفع جميعا ثمنها.

كتب عدد من الخبراء الاستراتيجيين عن أن إيران تهدف وتستجدي أميركا أن توجه لها ضربة لكي تثير رعب المجتمع الدولي من أن تهور ترمب قد يؤثر على مصالحهم وسيهرعون للضغط على أميركا لكي توقف العقوبات من أجل الدخول في مفاوضات جماعية غير مشروطة مع إيران، يأمل النظام الإيراني أن يلتقط أنفاسه فيها ولو مؤقتاً، وهذا صحيح.

ولكن هناك جزءا آخر لم يتم التطرق له بشكل كافٍ هو هلع النظام الإيراني من انهياره “محلياً” وأن بوادر هذا الانهيار باتت واضحة، فلم تعد هناك جبهة موحدة داخليا وإمكانيات النظام المادية بدأت تنفذ وأن الخلافات أصبحت علنية والأهم أن الشعب الإيراني لن يقبل أن يستمر هذا النظام في تجويعه وتدمير مستقبله من أجل أوهام توسعية مريضة على حسابه وحساب أبنائه.

ومن أجل توحيد الجبهة الداخلية يسعى هذا النظام لتمرير رسائل محلية هدفها تصوير إيران كدولة عظيمة لكنها ضحية الإمبريالية المستبدة والتي لا ترغب أن يكون لإيران قوة نووية ولا اقتصاد قوي ولا استقرار محلي، ولهذا فهي مستهدفة ويجب على الشعب أن يقف مع قيادته لمواجهة هذا الظلم والاستهداف لتحقيق أهدافهم القومية “النبيلة والمشروعة”. وهذا ما دفعها لاتخاذ قرار زيادة تخصيب اليورانيوم فوق الحد الذي تسمح فيه الاتفاقية النووية مما دفع الدول الأوروبية الداعمة لها للتصادم معها ولكن هذا النظام يسعى لإنقاذ نفسه محلياً الآن وليس بحاجة لعلاقات دولية إن كان لا يستطيع أن يحكم الداخل.

حدث ذلك عندما كان هذا النظام في بداياته بعد نجاح الثورة وانقلاب الملالي على بقية تيارات الثورة ثم فشلهم في إدارة البلاد وكانوا قاب قوسين أو أدنى من مواجهة ثورة مضادة ولكن أنقذهم تهور صدام حسين وسوء تقديره للعقلية الإيرانية ومحركاتها، فدخل في حرب معهم وحدت الداخل وأعطت هذا النظام ما كان يحتاجه للاستمرار في الحكم ودفعت المنطقة ثمن ذلك.

أما اليوم فالوضع مختلف مع أن النظام الإيراني يستعمل ذات الاستراتيجيات، ولكن لا يدرك أنه يتعامل مع دول وأشخاص مختلفين عن صدام حسين وبحسابات مختلفة. وأن هناك ثمناً لتوسعهم وسياساتهم المدمرة لا يمكنهم دفعه سواء في سوريا ولا في اليمن ولا حتى العراق، وأن هذا التوسع الذي كان ممكنا أن يكون أقصر لولا دعم أوباما لهم، وصل لنهايته. فهو يتعامل إقليميا مع قيادات سعودية إماراتية بحرينية على درجة عالية من الوعي والحكمة والعزم ولديهم نفس طويل للتعامل مع مهددات المنطقة. وهناك إدارة أميركية عازمة على التعامل مع كل مهددات بقائها كقوة عالمية مهيمنة، سواء كانت إيران وتهديدها لمصالح أميركا في المنطقة أو الصين ونموها الاقتصادي والتكنولوجي السريع أو روسيا وتوسع نفوذها العسكري في أوروبا والشرق الأوسط أو فنزويلا القريبة وأنظمة حكم معادية لها.

فيجب علينا أن ننظر للصورة من الجهتين، زاوية النظام الإيراني الذي يخاطب الداخل ويحاول إنقاذ حكمه محلياً وكل سياساتهم موجهة لهذا الغرض ولا تخرج عنه وهي في سباق مع الزمن لكي لا تخسر أدوات التعامل مع الداخل. وهناك الزاوية الأميركية التي أخذت زمام المبادرة للتعامل مع إيران وغير إيران لكي تزيل كل مهددات زعامتها للعالم، سواء كانت تحت شعار “أميركا أولاً” أو “نحن سنستمر في قيادة العالم لأننا نقدر ولا مستحيل لدينا” كما صرح ترمب في خطابه الأخير بمناسبة احتفالات بلاده بالاستقلال.

لكل ذلك أرجو أن لا نستعجل النتائج، فإنها تطبخ على نار هادئة، وأرجو من الذين يطالبون بتأديب إيران عبر توجيه ضربة عسكرية لها أن يدركوا أن هذا التصرف سندفع جميعا ثمنه لا قدر الله، فيجب أن تكون أعيننا على الهدف وهو تغيير النظام الإيراني أو سياساته المدمرة وهذا ممكن من غير ضربات عسكرية كارثية على المنطقة.