
دنيا الوطن – أمل علاوي: عندما شرع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في حملته واسعة النطاق ضد منظمة مجاهدي خلق، فإن ظنونه قد أخذته بعيدا وإعتقد من إنه سوف يقضي عليها کما قضى على غيرها وأزاحها من أمامه، لکنه سرعان ماوجد إن حساباته النظرية قد تناقضت وإختلفت تماما مع الحسابات الجارية على أرض الواقع خصوصا عندما نجحت المنظمة في تشکيل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لتثبت وتدل ومنذ بدايات المواجهة ضد هذا النظام من إنها تختلف عن النظام الديکتاتوري الاقصائي إذ إنها تٶمن بالآخر وبالتعددية وبالتعايش السلمي، وهذا ماأعطى إنطباعا للنظام بإستحالة القضاء على هذه المنظمة.
صحى النظام الايراني من غفلته وحلمه الفارغ بالقضاء على منظمة مجاهدي خلق عندما وجد إن مجزرة صيف عام 1988، التي أعدم خلالها 30 ألف سجينا سياسيا من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق، ليس لم تٶثر سلبا على المنظمة على الرغم من جسامتها ودمويتها ووحشيتها البالغة بل إنها زادته عزما وإيمانا بقضيته وبمبادئه، ولذلك فإنه إضطر أن يسلك طرقا وأساليب جديدة في حملته وکانت قضايا التشهير والتحريف وتشويه سمعة وتأريخ المنظمة في مقدمتها وذلك لکي تجعل الشعب الايراني والعالم يشککون بالمنظمة وبالتالي يتم عزلها وضمورها، ولکن ولأن الشعب الايراني يعرف جيدا هذه المنظمة وأعضائها المضحين، فإن هذه المساعي لم تحصد سوى الخيبة والفشل على الرغم من إن النظام صرف عليها أموال طائلة وجند لها جيوشا من المرتزقة.
النظام الايراني الذي صعق يوم 28 ديسمبر/کانون الاول2017، حينما إندلعت إنتفاضة الشعب الايراني بقيادة مجاهدي خلق، وإستيقن النظام بأنه قد مشى في الطريق الخاطئ تماما وإن الامور تجري عکس مايريد، بل وإنه وفي خضم الازمة الطاحنة الحالية التي يواجهها على أثر العقوبات الامريکية والاحتجاجات ونشاطات معاقل الانتفاضة لمجاهدي خلق في الداخل، والتي کما تصفها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في خطابها الاخير بأن النظام الايراني قد وصل الى نهاية الطريق وهو يتشبث لإنقاذ نفسه في خضم أزمة السقوط.
السيدة رجوي، قدمت وبإيجاز مفيد جدا صورة عن الاوضاع الحالية للنظام في خطابها أمام التجمع الدولي الاخير في أشرف 3 عندما قالت:” اقتصاد منهار، إغلاق أكثر من 70٪ من الصناعة، ونظام مصرفي مفلس، وهروب حوالي 3 مليارات دولار من رأس المال الإيراني كل شهر، والسقوط المستمر لقيمة العملة، وكل ذلك غير قابل للاحتواء.” وأضافت وهي توضح الاوضاع أکثر قائلة:” نظام الملالي لايستطيع التقدم إلى الأمام ولا العودة إلى الوراء! لا يستوعب القدرة على التفاوض والتخلي عن الإرهاب ووقف التدخلات الإقليمية. ولا متسع من المجال للحركة على غرار اتساع نطاق المهادنة.”، نعم إنه حقا نهاية الطريق وإن ماقد إنتهى إليه النظام الايراني لايجسد أي شئ سوى التمهيد للسقوط الحتمي.