دنيا الوطن – غيداء العالم: التحرکات الاحتجاجية التي تزداد سخونة مع مرور الزمان والتي لم تتمکن الاجهزة الامنية الايرانية من إخمادها منذ أن إندلاعتها الکبرى في 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، تعتبر واحدة من أکبر العقد التي يخاف منها النظام ويحسب لها ألف حساب خصوصا وإن الانتفاضة وکما إعترف المرشد الاعلى الايراني هي بقيادة منظمة مجاهدي خلق، الخصم والبديل السياسي المعروف للنظام، وأکثر شئ صار النظام يتخوف منه هو تأسيس معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق والتي صارت تلعب دورا محوريا يتوزع بين التعبئة والتوعية من جانب، وبين النشاط الثوري في ضرب أجهزة ومراکز النظام من جانب آخر.
الوضع الداخلي المتوتر هذا والذي يتزامن معه أوضاعا خارجية صعبة جدا للنظام بسبب من العقوبات الامريکية کل هذا يدفع معظم القادة والمسٶولون الايرانيون لکي يشعرون بحالة من الاحباط واليأس ويغلب عليهم التوتر والانفعال بعد أن وجدوا أنفسهم ونظامهم في داخل إطار مأزق عويص لايستطيعون الخروج منه على الرغم من محاولاتهم المستميتة، والذي يزيد من حدة توترهم وإنفعالهم هو إن هناك ضغط خارجي غير عادي متزامن مع ضغط داخلي إستثنائي غير مسبوق، مع إنهيار وتداعي ملفت للنظر في الاوضاع.
الاوضاع الحالية التي يواجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، تشبه من العديد من النواحي الاوضاع التي کانت سائد قبل سقوط النظام السابق، ومثلما کان النظام السابق قد تمادى في حملته الدموية ضد منظمة مجاهدي خلق وبالغ في مطاردتها والتضييق عليها، فإن النظام الحالي قد سار على خطى سلفه مع التأکيد إنه بالغ أکثر منه عندما أضفى الطابع الديني على قتلهم والبطش بهم، الى جانب التضييق غير العادي على الشعب والتدهور المريع في أوضاعه المعيشية وکما إن النظام السابق کان مهووسا بالتسليح وتقوية الاجهزة الامنية، فإن النظام الحالي قد سار على نفس النهج مع ملاحظة إنه تفوق على سلفه في هوسه وولعه بالاسلحة وتطوير وتقوية الاجهزة الامنية والبطش بالشعب الايراني.
المفترق الصادم الذي إنتهت إليه الاوضاع المختلفة في إيران، يٶدي الى مجموعة طرق تقود جميعها بطرق مختلفة الى الهاوية، خصوصا بعد أن بدد هذا النظام 800 مليار دولار في مغامرات ومجازفات سياسية ومخططات تدخل وتصدير تطرف وإرهاب، هذا الى جانب إن النظام صار يواجه موقفا صعبا من جانب من کان النظام يعتبرهم حلفاء له کروسيا إذ يبدو إن الاخيرة قد إستفادت کثيرا من هذا التحالف ووظفت لصالحها وبإمکانها في أية لحظة بأن تترك هذا النظام في العراء ليواجه مصيره ومن هنا، ولم يعد أمام النظام الايراني سوى خيارين لاثالث لهما؛ أولهما الاعتراف بأخطائه وهو المستحيل بعينه لأنه يعلم بأن في ذلك نهاية له. وثانيهما هو إستسلامه للأمر الواقع وإعلانه فشله الذريع وتحمل کافة النتائج المترتبة على ذلك، وفي الحالتين فإنه من المستحيل للنظام الى أن يبادر الى إتخاذهما، ولذلك فإن المخرج الوحيد للأزمة الايرانية الحالية يکمن في إسقاط النظام وتغييره کما يطالب الشعب الايراني وتطالب المقاومة الايرانية.