وكالة سولابرس – يحيى حميد صابر : الخوف والترقب والحذر يخيم على الاوساط الحاکمة في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبصوررة خاصة على الاجهزة الامنية بعد أن وصلت الاوضاع الاقتصادية الى أسوأ مايکون وصار القادة والمسٶولون وأجهزة الاعلام التابعة للنظام تٶکد على تفاقم أوضاع الشعب الايراني ووصولها الى حد تجاوز الادنى بکثير، وإن هناك خوف من إحتمال إندلاع إنتفاضة غير مسبوقة للفقراء والجياع والتي ستدمر النظام وتقضي عليه قضاءا مبرما.
النظام الايراني الذي لايمانع أبدا من إستمرار دعمه للأجهزة القمعية وتدخلاته في بلدان المنطقة ونشاطاته الارهابية ولکنه يتخذ موقفا آخر تجاه الشعب الذي صار أغلبه يشد الاحزمة على البطون من جراء السياسة غير العادلة وغير القويمة لهذا النظام وإن صحيفة”إبتکار”الحکومية عندما تحذر يوم 26 ماەو/أيار قادة النظام من انتفاضة الفقراء والجياع في إيران، فإن ذلك يأتي بعد أن تجاوزت الاوضاع الحدود المسموحة وصارت على شفى الانفجار.
هذه الصحيفة وفي مقالتها الافتتاحية بعنوان”وباء الفقر” أشارت إلى الانتشار الرهيب والاستثنائي للفقر بين الناس وكتبت: “في العقود الماضية كان أحد المراكز لانتشار تنين الفقر، عشوائيات العاصمة طهران ومراكز المحافظات مثل مشهد وتبريز وأصفهان والأهواز وشيراز. ولكن الآن انتشرت العدوى والوباء إلى جميع مراكز المحافظات والمدن، وجعلت معظم أحزمة المدن خارج سيطرة الإدارة الحضرية، حيث لا توجد ليس فقط المرافق الأصغر، والمرافق التعليمية والصحية، بل آثار سوء التغذية، السكن غير الملائم، وشدة البطالة …. بادية في وجه السكان بشكل واضح تماما.”، وهذا الکلام يعني إعتراف صريح بما قد جناه النظام بحق الشعب الايراني ولم يقدم له سوى الفقر والجوع والحرمان وکل أسباب التمزق والضياع والمعاناة، لکن الملفت للنظر هنا هو إن هذه الصحيفة تعلم جيدا بأن ماقد فعله النظام بحق الشعب قد وصل الى ذروته ولم يعد بوسعه تحمل المزيد وإنه سينفجر عن قريب بوجه النظام وبطبيعة الحال فإن الصحيفة تسعى من أجل تحذير النظام من ذلك وجعله يستعد لمواجهة الانتفاضة من الان والحيلولة دون تحقيقها لأهدافها بإسقاط النظام.
الفقر والجوع والحرمان والتي صارت بمثابة ظواهر ملموسة في إيران، ناجمة کلها عن عدم وجود العدالة الاجتماعية وإن النظام غارق في الفساد وقادته منهمکون بنهب وسرقة أموال وثروات الشعب الايراني، وإن منظمة مجاهدي خلق عندما أکدت ومنذ بداية تأسيس هذا النظام بأنه معادي للشعب وقائم على أساس من الظلم وإنه لايمکن أن يکون نظاما سياسيا ـ فکريا عادلا ومجسدا لآمال وتطلعات الشعب، ولذلك فإن الدعوة لإسقاطه والتي صار الشعب يٶمن بها قد صارت مطلبا ملحا وضروريا.