العراق للجيمع- بلال الحارس:كثر الحديث في هذه الأيام الأخيرة عن وجود منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة وحول طبيعة دورها في العراق وشرعيّة وجودها فيه، وتناول العديد من الزملاء هذا الموضوع من جميع جوانبه تحليلا وتفصيلا ولكنّ ما أثار انتباهي ودهشتي هو عدم قراءتي طرحا واحدا من الكمّ الذي نشر كان قد بني على أساس محايد ومجرّد من سيل العواطف الجيّاشة التي رافقت اغلب أطروحات الكتّاب بين مؤيّد اشدّ التأييد وآخر رافض اشدّ الرفض لهذا الوجود، وهنا أود أن أوضح بعض الحقائق المجرّدة لا أكثر علّها تنفع القارئ الكريم وتعطيه صورة أفضل لوضع هذه المنظمة.
1) لهذه المنظمة وجود قوي وكثيف في أوربا وخصوصا في فرنسا حيث يقيم اغلب قياداتها وينظمّون بشكل دوري الفعاليات والمهرجانات ويعرفوّن بنشاطاتهم وأكاد اجزم أن اغلب كوادرهم الثقافية والإعلامية موجودة في الساحة الفرنسية ولهم حضور ودعم قوي من قبل الجالية الإيرانية الموجودة في فرنسا ومن قبل نشطي الأحزاب اليسارية الفرنسية وخصوصا الحزب الشيوعي الفرن
2) تمّ مؤخراً رفع اسم هذه المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية بقرار من محكمة بريطانيّة واعتبر هذا القرار نصرًا كبيرًا لهم وتتويجا لنضالهم ضدّ (الديكتاتورية الدينيّة الحاكمة في إيران) حسب ما جاء في منشوراته
3) كان هناك تعاون مخابراتي وثيق بينها وبين المخابرات العراقيّة السابقة وتمّ تطوير وإبقاء هذا التعاون مع المخابرات الحالية حيث تعتبر المنظمة مصدرًا مهمًا للمعلومات بالنسبة إلى جهاز المخابرات الحالي برئاسة السيّد الشهواني.
4) للمنظمة تاريخ عريق في النضال ضدّ حكم شاه إيران السابق وقدمت الآلاف من الأفراد الذين قضوا في الدفاع عن مبادئ وأفكار هذه المنظمة طيلة سنين من القتال وحتى الآن.
5) للمنظمة قواعد شعبية و مصادر معلومات مهمة من داخل المؤسسة الإيرانية و يتجلى ذلك بوضوح من خلال كم المعلومات المهم الذي سربته عبر وسائلها إلى الغرب وخصوصا حول البرنامج النووي الإيراني حيث كان لها سبق الكشف عن عدد من المواقع المهمة والرئيسية في هذا البرنامج.
6) تقوم المنظمة بدور ايجابي للأمريكان من خلال توفير قاعدة البيانات حول الأنشطة الإيرانية العملياتية في الخارج وتحديداً في الساحة العراقية وخصوصًا بعد قيامها بكشف أسماء اغلب قيادات فيلق القدس العاملة في هذا البلد مع العراقيين المتعاونين معهم والبالغ عددهم بالآلاف.
6) جرّد الأمريكان هذه المنظمة من السلاح ووضعوهم في مخيّم اشرف تحت حمايتهم وليس لديهم أي وسيلة إعلامية أو جريدة ناطقة باسمهم أو حتى محطة إذاعية عاملة في العراق.
رأي شخصي جدا
إن مسألة قرار وجود أو عدم وجود هذه المنظمّة على الأراضي العراقية يعود بالدرجة الأساس إلى الطرف الآخر في المعادلة واقصد فيه الجانب الأمريكي، حيث لو أراد الأمريكان إخراج هذه المنظمة من العراق لفعلوا ذلك منذ سنين.
إن الدور الوطني والأخلاقي يحتّم على العراقيين احترام وجود هذه المنظمة وعدم زجهّا في مهاترات إعلامية لا جدوى من ورائها سوى توسيع دائرة النعرة الطائفية في البلد وعلى سياسييّ العراق استخدام هذه المنظمة كورقة ضاغطة في مفاوضات مع الجانب الإيراني كما استخدم هو من قبل في عام 1975 ورقة التمرد الكردي في شمال العراق وكسب من وراءها نصف شط العرب في اتفاقية الجزائر التي رعاها الرئيس الراحل هواري بومدين.
على السياسيين العراقيين وأعضاء البرلمان وضع مصلحة البلد العليا نصب أعينهم وإعادة العراق إلى الصف العربي فهو السبيل الوحيد للخروج من أزمته الحالية وهذا لا يمنع من الاحتفاظ بعلاقة حسن جوار متكافئة مع الجانب الإيراني على أساس احترام السيادة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية بعد تصفية المشاكل العالقة من حقول نفط مشتركة وحدود ودعم منظماتي ومنها منظمة مجاهدي خلق.
