دنيا الوطن – أحمد غفار أحمد: عندما يتم التأمل في عملية الصراع الجارية بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين منظمة مجاهدي خلق والتعرف على جوانبها وأبعادها المختلفة، فإن الذي يجب ملاحظته جيدا هو إن ماتقوم به منظمة مجاهدي خلق في عملية الصراع هذه، شأن تضطلع وتقوم به دولة وليس مجرد تنظيم سياسي معارض، وهو مايرفع من رصيد وشأن ومکانة وإعتبار المنظمة ويمنحها صفة أخرى يمنحها الحق کاملا بالتأکيد على إنها بديل وند النظام.
واحد من الاساليب المشبوهة التي يتبعها النظام الايراني في صراعه ضد منظمة مجاهدي خلق يتجسد في نشر وبث الاشاعات والاکاذيب المغرضة من أجل النيل منها وإخفاء الحقائق أو التمويه عليها ولاسيما وإن المنظمة تمکنت من کشف وفضح الکثير من مخططات النظام ومن مساوئه وإنتهاکاته ونشاطاته المشبوهة على مختلف الاصعدة، ولذلك فإن النظام لجأ الى اسلوب الدس والافتراء عن طريق وسائل إعلام دولية بطرق ملتوية من أجل إدافة السم بالعسل وهذا تماما ماقد لجأت إليه في نشر وفبرکة أکاذيب وترهات مثيرة للسخرية في مجلة”دير شبيغل”الالمانية والزعم بأن منظمة مجاهدي خلق متورطة في ممارسة «التعذيب» و «الإرهاب النفسي»، وهو أمر دفع المنظمة الى مقاضاة تلك المجلة وقد کسبت القضية بعد أن دحضت أکاذيب النظام ومزاعمه الواهية فصدر قرار لمحکمة أمرت هذه المجلة بشطب فقر من مقال يقول إن المعارضة الإيرانية في المنفى هي متورطة في ممارسة «التعذيب» و «الإرهاب النفسي» وقد تم إبلاغ المجلة بهذا القرار وإذا رفضت شطب تلك الفقرات بشأن مخيم مجاهدي خلق في آلبانيا سيتم تغريمها حتى 250،000 يورو.
هذا القرار الذي أثلج صدور أنصار المنظمة التي رحبت به، يعتبر بنظر المراقبين السياسيين والمتابعين لقضية الصراع الدائر بين النظام والمنظمة منذ 4 عقود، إنتصارا سياسيا مهما للمنظمة لأنه أثبت قدرة وإمکانية المنظمة على إدارة الصراع ضد النظام من هذه الناحية بصورة خاصة ومن النواحي المختلفة الاخرى بصورة عامة، والذي يثير قلق وتوجس النظام إن شعبية منظمة مجاهدي خلق الآخذة بالاتساع بصورة صارت تتعدى کل الحدود والمستويات التي کان النظام يتصورها.
الجهد الکبير الذي بذله النظام الايراني من أجل نشر ذلك المقال المفبرك والذي کان يهدف في خطه العام الى التشکيك بالمنظمة وإنها لاتختلف عن النظام وتقوم بما يقوم به النظام، هو أمر طالما سعى النظام الى نشره وإشاعته بين مختلف الاوساط من أجل التأثير على شعبية المنظمة والحد منها ولکن لايبدو إن هذا الجهد قد بات ينفع فحبل الکذب قصير وتوضحت الحقيقة للعالم کله.