
السوسنه – سعاد عزیز: لاجدال على إن نظام الجمھوریة الاسلامیة الایرانیة یواجھ حالیا واحدة من أسوأ المراحل التي تواجھھ منذ تأسیسھ مع ملاحظة أن أوضاعه تشھد تراجعا على مختلف الاصعدة، لكن الذي یجب أن نلاحظھ أیضا ونأخذه بنظر الاعتبار، ھو إن طھران وخلال ھذه المرحلة تتوالى التقاریر الصادرة ضدھا كالمدرار، والذي یمكن أن یسبب أ?ثر من إحراج لطھران إن ھذه التقاریر وفي خطھا العام تركز على قضایا وملفات حساسة وذات خطورة على النظام.
منظمة العفو الدولي وفي أحدث تقریر موثق لھا بعنوان: “أسرار ملطخة بالدماء.. لماذا لا تزال مجازر السجون الإیرانیة في 1988 جرائم مستمرة ضد الإنسانیة”، حیث أزاحت الستار مرة أخرى عن المجزرة التي تعرض لھا 30 ألف سجین سیاسي أغلبھم من أعضاء منظمة مجاھدي خلق، وطالبت الأمم المتحدة بإجراء تحقیق مستقل. فقد كشف ھذا التقریر النقاب عن الإنكار والتشویھ المستمر من قبل السلطات الإیرانیة على مدار 30 عاما، سواء في الداخل أو على المستوى الدولي، لطمس حقیقة أنھا أخفت قسریا وقتلت الآلاف من المعارضین السیاسیین بشكل ممنھج في غضون أسابیع، بین أواخر یولیو وأوائل سبتمبر 1988 .ولاریب إن الذي یجعل طھران تشعر بالقلق ھو إن ھناك ال?ثیر من الادلة الرسمیة بید المعارضة الایرانیة والمنظمات الحقوقیة ضدھا ومن أھمھا وأخطرھا التسجیل الصوتي لنائب الخمیني، آیة الله منتظري والذي یعترف فیھ بببشاعة الجریمة وإنعدامھا للأبعاد القانونیة والشرعیة على حد سواء.
تزامنا مع تقریر منظمة العفو الدولیة أعلاه، فقد نشر المنتدى الاستراتیجي العربي في دبي، تقریرا عن إجمالي التكالیف المباشرة وغیر المباشرة للبرنامج النووي الإیراني، مؤكدا أنھا تجاوزت 517 ملیار دولار منذ 2006 ،وقارن التقریر بین حجم ھذا الإنفاق وبین التردي الكبیر في الاقتصاد الإیراني. وأكد التقریر أن حجم ھذا الإنفاق یأتي في الوقت الذي تصاعدت فیه وتیرة الاحتجاجات الشعبیة في إیران، مع تدھور الأوضاع الاقتصادیة بعد انسحاب الولایات المتحدة من الاتفاق النووي العالمي في مایو الماضي، وإعلانھا فرض عقوبات جدیدة على طھران.
وقال التقریر:” یھدد ھذا التطور الحرج، أي الانسحاب الأمریكي من الاتفاق النووي، بتجدد خسائر الاقتصاد الإیراني في 2018 وارتفاع معدلات البطالة“، وأضاف ”أدى تردي الأوضاع الاقتصادیة في إیران إلى اندلاع الاحتجاجات الشعبیة في المدن الإیرانیة بصورة متكررة في الأعوام الماضیة تندیدا بالارتفاع الحاد في التضخم، وزیادة البطالة، والفقر، والفساد”، وإثارة موضوع ھذین الملفین الخطیرین في وقت یزداد في الشارع الایراني إشتعالا بغضب غیر عادي على سوء الاوضاع المعیشیة وعلى فشل السلطات الایرانیة في معالجة ھذه الاوضاع مع ملاحظة إن الاحتجاجات وخلال ھذه الایام تركز على شعارات من قبیل”اتركوا سوریا وفكروا في حالنا” الى جانب شعارات أخرى تدین الفساد والانفاق على أمور لاتفید الشعب الایراني بشئ، ومھما یكن فإن الشجرة الایرانیة لایبدو إنھا ستصمد كثیرا بوجه ھذه الریاح التي تھب علیھا من كل جانب خصوصا وإن جذورھا تقبع في أرض رخوة!