
دنيا الوطن – محمد حسين المياحي: بعد مرور قرابة 15 عاما، على العراق في ظل العملية السياسية التي تقودها الاحزاب والشخصيات السياسية أو بالاحرى”المفروضة”على السياسة وماتشظى عنها من ميليشيات وزمر وجماعات مسلحة، نطرح سٶال واحد ليسعى القارئ الکريم للإجابة عليه؛ مالذي قدمته هذه العملية السياسية للشعب العراقي وهل صارت الاوضاع الحالية أفضل من التي کانت في ظل النظام السابق؟
طوال العهدين الملکي والجمهوري حتى عام 2003، لم يکن العراق يعتبر ضمن قائمة الدول الفاشلة،
کما إنه لم يکن بلدا غير آمنا وغير مستقرا ولئن عانى بعض الشئ من قضية الاکراد ولکنها لم تکن مٶثرة عليه الى الحد الذي يٶثر على الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية، لکن وبعد دخول العراق العهد الذي أطلق البعض من الشخصيات المتنفذة فيه بعهد”العراق الجديد”، فإن الکثير من الامور ليس إختلفت بعض الشئ بل وإنقلبت رأسا على عقب بحيث صارت الاوضاع خليطا عجيبا بل وحتى إن الوضع السياسي صار أشبه بمسخ لايوجد له نظير في أي بلد في العالم.
أحزاب وشخصيات کانت الى حد عام 2003، تتحدث عن الظلم الکبير الذي يرتکبه النظام السابق بحق الشعب ومعارضيه وإنه نظام فاسد يسرق وينهب ثروات وأموال الشعب وهو”عميل”لأمريکا واسرائيل، وکان الشعب العراقي وفي ظل هذا الحديث تنتظر عهدا جديدا مفعما بالامل والخير والتفاٶل حيث سيتنفس فيه الصعداء وينسى عهد صدام حسين الذي أدخله في حروب طاحنة کلفت البلاد الکثير من الارواح والاموال، ولکن، فوجئت الاوساط السياسية والاعلامية في المنطقة والعالم بأن الشعب العراقي صار يحن الى النظام السابق ويترحم عليه!
العملية السياسية العراقية التي صارت مضربا للأمثال من حيث غرابتها وماترشح ويترشح عنها من أمور وقضايا غريبة وعجيبة ليس لها مثيل، إذ أن تشکيل أية حکومة أو البت في أي قرار سياسي”نوعي”، فإن القرار”الفصل”و”الحاسم”يأتي من خلف الحدود، إذ أن کل تلال الاحزاب والشخصيات والميليشيات ووو، ليس بإمکانها أبدا أن تکون صاحبة الشأن والقرار بل إنها تلبس مايصممون ويخيطون لها من خلف الحدود.
أسوأ شئ إنتهى العراق إليه بسبب من هذه العملية السياسية المسخ، هو إنها جعلت العراق تحت وصاية أکثر نظام مرفوض ومکروه من جانب العالم عموما ومن جانب شعبه خصوصا، ونعني به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هذا النظام الذي أوصل الشعب الايراني الى حد أن يعيش أکثر من نصفه تحت خط الفقر وأن يکون هناك 5 ملايين يعانون من المجاعة والملايين من العاطلين عن العمل والملايين من المدمنين على المواد المخدرة وإضطرار الشعب لبيع أعضاء جسده وحتى أطفاله حديثي الولادة من أجل ضمان المعيشة، ونتساءل؛ مالذي سيحصل العراق عليه من وصاية هکذا نظام يمکن لمس فشل بمنتهى السهولة والاهم من ذلك إن شعبه منتفض ضده وإن إنتفاضة 28 کانون الاول2017، التي تطالب بإسقاط النظام وتغييره جذريا وتقودها منظمة مجاهدي خلق التي هي معارضة قوية وعنيدة وهي من رفعت في الاساس شعار إسقاطه، أفضل دليل على إنه نظام غير صالح من أساسه، فمالذي يقدمه نظام فاشل غير الفشل لمن يعتمد ويتکأ عليه؟!