دنيا الوطن – سهى مازن القيسي: لکل عهد لأي نظام سياسي ثمة معالم و مميزات خاصة به، خصوصا عندما ينطوي هذا العهد و يصبح في ذمة التأريخ، وقطعا فسوف يتم ذکد سلبياته و إيجابياته على حد سواء،
لکن التأريخ کما عودنا لايذکر مثيري الحروب و مسبب الکوارث و المصائب و الويلات لشعوبهم و شعوب العالم، بالخير إطلاقا، فالتأريخ يمنح الاولوية لمن يخدم الانسانية في الجوانب الحضارية و يعمل على إستتباب الامن و الاستقرار و السلام.
عندما يعلن أکثر من مسؤول في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بأن نصف الشعب الايراني يعيش تحت خط الفقر وإن هناك أوضاع سلبية بالخة الوخامة، فإن سبب ذلك سيتوضح کثيرا عندما نقرأ ماقد قاله فرهاد احتشام زاده، رئيس مجلس إدارة اتحاد الاستيراد والتصدير الإيراني، من إن 800 مليار دولار خرج من إيران خلال العقود الأربعة الماضية. خصوصا عندما نعلم و بأن ديکتاتور سوريا، أعلن أن المبلغ الضروري لإعادة إعمار سوريا 400 مليار دولار، فذلك يعني بأن إيران فقدت مايمکن أن يعيد إعمار بلدين دمرهما الحرب.
الصراع المتصاعد بين جناحي النظام الايراني و بشکل ملفت للنظر، يترکز على ملف الفساد والذي يسلط الاضواء على عمليات سلب و نهب ثروات الشعب الايراني و تبديدها في أمور و قضايا لا ولم تخدم مصالح الشعب الايراني، وإن إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول الماضي، التي قام الشعب الايراني خلالها بترديد شعارات رافضة للجناحين على حد سواء، أي إنه رفض النظام ککل لأنه رأى إن الطرفين کجانبي المقص يقومان بدورهما ضده.
اليوم، وفي غمرة المعلومات المذهلة التي يکشف عنها أقطاب النظامين عن عمليات الفساد و نهب ثروات و إمکانيات الشعب الايراني، فإنه من المناسب جدا أن نذکر بأن منظمة مجاهدي خلق کانت قد أعلنت منذ أعوام طويلة ولازالت تعلن عن الفساد المستشري في البلاد و کيف إن قادة و مسؤولي النظام يؤثرون مصالحهم الضيقة من جانب و مصلحة نظامهم من جانب آخر، على المصالح العليا للشعب الايراني، خصوصا إذا ماعلمنا بأن جهاز الحرس الثوري(الذي هو جهاز مخصص لحماية النظام و الدفاع عنه وقت الخطر)، يکاد أن يهيمن على الاقتصاد الايراني و يسخره لصالحه ومن المفيد جدا هنا أن نذکر التأثيرات الضارة جدا لمشاريع الري التي أنجزها هذا الجهاز في البلاد و التي ساهمت في تجفيف الانهار و تهديد رصيد المياه الجوفية الايرانية کما قد کشفت عنها منظمة مجاهدي خلق في بيانات سابقة لها وأکدتها مصادر رسمية إيرانية لاحقا.
من الواضح إن هذا النظام الذي يرفضه شعبه بشدة و هو مهدد بالانهيار و السقوط في أية لحظة، فمن الواضح بأن التأريخ لن يذکره إلا بصفة أکثر نظام نهبا و غدرا و إفقارا لشعبه.