فلاح هادي الجنابي -الحوار المتمدن: النظام القمعي الاستبدادي القائم في إيران، الى التدخل في کل شئ، خصوصا وإنه يأخذ و يستمد سلطته من متاجرته بالعامل الديني و توظيفه له في تعامله ليس مع الشعب الايراني فقط وانما مع شعوب المنطقة و العالم أيضا،
وکما هو معروف عن هذا النظام القمعي، فإن عدوه الاساسي و الاکبر کان و سيبقى الحرية، ولذلك فإنه يرى في کل ميل و إهتمام و شغف بأي شئ خارج المربعات السوداء التي يحددها للشعب، أمورا محظورة أو غير مستحبة و من الافضل جدا ترکها و التخلي عنها.
نظام الملالي في إيران ولکونه نظام يمتلك طبيعة إنعزالية إنطوائية منقطعة و منفصلة و معادية للثقافة و الحضارة و الفنون و الاداب وکل أنواع الترفيه الانساني، فإنه يجد في جهاز الستلايت عدوا، وفي الموابيل عدوا، وفي الانترنت عدوا بل وحتى في الرياضة نفسها عدوة له! فهذا النظام الفاشي المولع بإراقة الدماء و إضطهاد الشعب، لايود أن يرى الشعب الايراني ضاحکا و فرحا و منتشيا بل يريده حزينا کئيبا مهموما و حتى باکيا، إذ هو يرى في الفرحة و الضحك مصدرا و دافعا للتفاؤل وهو مايرعب الملالي لأن التفاؤل يعني التفکير بغدا و واقع أفضل و أحسن من الذي يعيشونه، ولذلك فإن هذا النظام المعادي للمشاعر و الاحاسيس الانسانية، يحفز الشباب علانية على کراهية کل أسباب الفرحة و التفاؤل!
کبير الدجالين و کذابهم الاکبر، الملا خامنئي، وهو يطلق کذبة کبرى في کلمته الکئيبة بمناسبة عيد رأس السنة الايرانية عندما قال بأن “إيران تتمتع بحرية التعبير وأن المعارضة في إيران شيء مباح”، وهو يطلق هذه الکذبة المکشوفة فإن الالاف من المعتقلين على أثر إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، لايزالوا في غياهب السجون بل وإن العديد منهم قد قضوا نحبهم تحت التعذيب الهمجي البربري لجلادي النظام، السجون کلها مکتضة بأضعاف طاقاتها و المشانق لاتتوقف ليوم واحد فقط عن إعدام أبناء الشعب الايراني، کما إن الاجهزة القمعية منهمکة بمطاردة و ملاحقة و إضطهاد و إعتقال ليس الشباب وانما حتى الاطفال، فأية حرية مزعومة هذه و التي يتکلم عنها کبير الدجالين الملا خامنئي؟
کبير الدجالين لاەقف عند کذبته الکريهة هذه وانما يسترسل ليؤکد الماهية القمعية لنظامه برفض و کراهية کل أنواع الترفيه عن النفس و الهوايات، عندما يعلق على حب و تعلق الشباب الايراني”کشباب العالم کله”، برياضة کرة القدم، فهو يريد من الشباب الايراني أن ينعزل عن الشباب في العالم کله و ينزوي في رکن کئيب ليسبح بفضل و حمد هذا النظام الذي دمر إيران و شعبها، الملا خامنئي قال أيضا بمناسبة عيد رأس السنة الايرانية:” إن الشباب لديهم تعصب لفرقة كرة القدم ففئة تشجع الازرق وفئة اخرى تشجع الاحمر (وهي اشارة لناديي استقلال و بيروزي الإيرانية) ، وفئة لديها التعصب للاندية الخارجية كريال ومدريد وبرشلونة ، مضيفا نتمنى لو كان لدينا مثل هذا التعصب على الانتاج واقتصاد البلد”، ونسأل الملا الدجال، عن أي إنتاج و إقتصاد تتحدث و أغلبية الشعب الايراني يقبع تحت خط الفقر؟ أين ذلك الانتاج و ذلك الاقتصاد الذي يهيمن عليه الحرس الثوري و يستخمه من أجل مصالحه و أهدافه؟ إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، التي فضحت نظامك المتداعي و بينت مقدار کراهية و رفض الشعب له، کافية لتلقمك حجرا و تدفعك لکي تخجل على نفسك من إطلاق هکذا تصريحات خرقاء سخيفة، ولکن وکما يقول المثل المصري”اللذين إستحوا ماتوا”!!