وكالة سولا پرس – مها أمين: هناك البعض ممن يغالطون أنفسهم و يصرون على مواقف خاطئة و غير صحيحة و التعامي عن الحقيقة أو تجاهلها عن قصد، تماما کما حدث مع إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول المنصرم للشعب الايراني،
إذ سعوا لتبرير الانتفاضة بنظرية المؤامرة أو کلمة حق يراد بها باطل، وهذا البعض ممن ينظرون للأوضاع في إيران من خلال منظار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث يصور الاوضاع وکأنها مثالية وإن الشعب يعيش في رفاهية و أمن و ليست لدي مشاکل و أزمات مستعصية يعاني منها.
هذا البعض، يعلم جيدا بأن جدران المدن الکبيرة في سائر أرجاء العالم يتم تجميلها بإعلانات لأمور ثقافية و فنية و تجارية و علمية و غيرها، أما جدران المدن الايرانية المختلفة فهي زخرت و تزخر بإعلانات لو علقت أية واحدة منها في أي بلد من بلدان العالم فإنه سيثير ضجة تنشغل بها وسائل الاعلام و البرلمان لأيام و لتتسبب بإسقاط حکومة أو نظام ذلك البلد، حيث إن إعلان من قبيل:” أبيع أبني ذو ال5 أعوام”، أو إعلان من قبيل:”أبيع کليتي بأي ثمن تطلبونه”، أو:”أبيع قرنية عيني لإنني لاأمتلك ثمن رغيف واحد من الخبز”، بل إن الامر قد وصل الى حد بيع الاجنة وهي في بطون أمهاتها!! هذه الاعلانات أو ماشابهتها تملأ جدران المدن الايرانية وهي وکما قلنا توضح ماقد قلناه بأن الاوضاع في إيران قد تجاوزت المرحلة الحرجة وهو مايعني بإن إيران صارت أمام مفترق بالغ الخطورة خصوصا فيما لو إستمر الحال على بعضه کما يقول المثل.
هذا البعض يتغاضى الى أبعد حد عن حقيقة أن مشاريع و مخططات النظام الايرانية المشبوهة في المنطقة و العالم نجم عنه في النتيجة عن شعب يعيش أکثر من نصفه تحت خط الفقر فيما يعاني 15 مليونا آخرين من المجاعة و تقبع زهاء 11 مليون عائلة إيرانية تحت وطأة الادمان على المواد المخدرة، الى جانب أکثر 36% من البطالة و مشاکل و أزمات حادة أخرى، والاسوء من ذلك ليس هنالك من أي أمل بتحسن الاوضاع وانما يعلم الجميع بأن الامور ستسوء أکثر بحيث يمکن القول بأن الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها النظام أشبه ماتکون بمرض الموت، ولذلك فإن بقاء هذا النظام يعني بالضرورة توقع کل ماهو أسوء، ولذلك فإن الشعب الايراني يتطلع للتغيير الذي طرحته و تطرحه المقاومة الايرانية کحل وحيد لکافة مشاکل و أزمات إيران، فجاءت الانتفاضة الاخيرة التي کانت شهادة إثبات لدور و مکانة المقاومة الايرانية لدى الشعب الايراني.