بغداد نيوز -مثنى الجادرجي : في آخر ثلاثاء من کل سنة إيرانية، يجري الشعب الايراني إحتفالات کبيرة حيث يوقد فيها النيران کدليل على إنتصار النور على الظلام و الخير على الشر و دحر قوى الظلام و الاستبداد،
هذه المناسبة التي تسمى عند الايرانيين ب\’جهار شنبە سوري\’، هي من المناسبات الوطنية ذات العمق التأريخي، وقد کان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يحاذر منها طوال الاعوام ال39، المنصرمة خصوصا لأنها ترکز على إنتصار قوى الخير و الحرية على قوى الشر و الاستبداد.
الاحتياطات غير العادية التي بادرت بها السلطات الامنية في سائر أرجاء إيران تحسبا من هذه المناسبة التي ستصادف في الثلاثاء 13 آذار، الى جانب التحذيرات المختلفة من جانب المسؤولين الايرانيين من تبعات المشارکة فيها خلافا للسياق و الاسلوب الخاص بالنظام، تدل على إن القضية غير عادية و إن القادة و المسؤولين الايرانيين يتخوفون کثيرا مما قد تسببه هذه المناسبة من آثار و تداعيات على الامن و الاستقرار الخاص بالنظام خصوصا وإن النظام لايزال يعاني من الاثار العميقة لإنتفاضة 28 کانون الاول الماضي.
أکثر شئ أرعب النظام الايراني و جعله يطلق التحذيرات المملوءة بالتهديد و الوعيد، يکمن في إن الهيئة الاجتماعية لمنظمة مجاهدي خلق في داخل إيران، قد وجهت دعوة للشعب الايراني من أجل إندلاع مجدد للإنتفاضة في هذا اليوم، والذي يلفت النظر کثيرا أن تلك التحذيرات تهدد بإعتقال و سجن و محاسبة کل من يشارك بهذه المناسبة بطريقة غير طريقة النظام و التي هي مکروهة لدى الشعب الايراني کله ذلك إنها تتم بصورة تزمن أمن و إستقرار و سلامة النظام، ولاريب من إن النظام يتذکر جيدا بأن الانتفاضة الاخيرة کانت بقيادة المنظمة وإن عودتها و إطلاقها لهکذا دعوة من الواضح أنها ستلقى آذان صاغية لها، يعتبر بمثابة تحد صريح للنظام والاخير يعلم جيدا بأن الامور إذا جرت بالشکل و الصورة التي تدعو لها المنظمة فإن الامور ستفلت من يد النظام و ستجري الاوضاع بإتجاه آخر.
الشعب الايراني الذي عاش واحدا من أسوء المراحل التأريخية في ظل حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وخلالها عانى الکثير حيث إن النظام تدخل في کل الامور التي تهمه ومن ضمنها المناسبات الوطنية و بشکل خاص هذه المناسبة التي تحث على الانتفاض و الثورة، يعلم جيدا بأن الشعب الايراني قد حزم أمره ولم يعد يرضى ببقاء و إستمرار هذا النظام بل إنه هتف خلال الانتفاضة الاخيرة بشکل صريح جدا لإسقاطه و تغييره و رفض الطابع الديني للدولة، ويبدو واضحا بأن يوم الثلاثاء سيکون يوما إستثنائيا قد تحدث في تطورات إستثنائية تغير الاوضاع بشکل جذري.