وكالة سولا پرس -بشرى صادق رمضان: في صيف عام 1988، قام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وخلال فترة لم تزد على ثلاثة أشهر، بجريمة القرن بحق أکثر من ثلاثين ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق،
وقد قام بتنفيذ هذه المجزرة في ظل تعتيم إعلامي و تشدد في التکتم على کل الامور المتعلقة بتلك المجزرة الدامية، وکان الذي يأمله النظام أن تبقى تلك المجزرة طي الکتمان الى الابد، ولکن تجري الرياح بما لاتشته السفن، إذ لم تقف منظمة مجاهدي خلق مکتوفة الايدي أمام تلك المجزرة وعقدت العزم على الثأر لأعضاءها و أنصارها بکشف و فضح هذه المجزرة و محاسبة مرتکبيها.
هذه المجزرة بعد أن کانت خلف الابواب المغلقة و الدواليب و الادراج المنسية، لکن عزم و همة مناضلي منظمة مجاهدي خلق الذين ظلوا يثابرون في البحث و التقصي عن کل مايتعلق بها، حتى جمعوا أدلة و مستندات دامغة تکفي لإدانة النظام و محاسبته على تلك الجريمة، وإن حملة المقاضاة التي قادتها لأکثر من سنة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، قد توفقت في جعل المجتمع الدولي على إطلاع بتفاصيل تلك الجريمة الرعناء التي تفضح دموية و وحشية النظام الحاکم في إيران.
بعد فترة قصيرة على إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، عادت الجهود المخلصة المثابرة من أجل تسليط المزيد من الاضواء على تفصيلات أکثر بشأن مجزرة صيف 1988، حيث عقد نادي الصحافة في جنيف في 1 فبراير/شباط الجاري، جلسة دولية للاستماع لشهود العيان والناجين من المجزرة التي ارتكبتها إيران بحق السجناء عام 1988، كما استمعت الجلسة، التي تعد الأولى من نوعها، إلى آراء الخبراء الدوليين البارزين في مجال حقوق الإنسان بشأن مجازر النظام الإيراني بحق معارضيه. وهذا يعني إن الضحايا قد قاموا بفضح الجلاد المتمثل في النظام الايراني، والاهم من ذلك إن هذه الجلسة الهامة قد تم عقدها في الوقت المناسب حيث لقي ما لا يقل عن 10 أشخاص حفتهم في إيران تحت التعذيب أثناء الاحتجاز خلال شهر يناير/كانون الأول 2018. وهو مايعتبر تأکيد للعالم وبالادلة الملوسة أن هذا النظام مستمر في جرائمه و مجازره وهو لن يتوقف عن ها مالم تتم محاسبته و ردعه.
الاقتصاص من هذا النڤام و محاسبته على الجريمة التي إرتکبها بحق السجناء السياسيين من منظمة مجاهدي خلق، سوف تکون بمثابة نقطة تحول جذرية في تأريخ هذا النظام ذلك إن ذلك سيفتح الباب على مصراعيه لمحاسبته على کافة الجرائم الاخرى التي تلت ذلك، وهو ماسيعيد ثقة الشعب الايراني بالمجتمع الدولي و يزيل کل أنواع الشکوك و التوجسات بهذا الصدد.