دنيا الوطن – أسراء الزاملي: التحذير الذي أطلقه سعيد حجاريان، منظر جناح الرئيس روحاني من أن يکون الاخير مستعدا لمواجهة انتفاضة أخرى في الطريق، وتأکيده على أن تتابع أولا وضع السجناء ثم الإهتمام بأسرالقتلى بعد اجتياز الأحداث الأخيرة، وفي المرحلة الثانية،
وبالنظر إلى الحالة الراهنة للبلاد، ينبغي أن يعد نفسه لموجة أخرى من الاحتجاجات حتى لا تكون حين وقوعها مجبورا على رد فعل سريع ولا تكون مكلفة عليه. هذا التحذير هو في الحقيقة إيحاء و تلميح لمسألتين هما:
ـ إن الانتفاضة لم تنته وإنها أشبه بالنار التي تحت الرماد.
ـ إن الاوضاع قد صارت طبيعية و النظام صار يمتلك زمام الامور کسابق عهده.
هکذا تلميحات ضبابية يمکن حملها على أکثر من تأويل، تدل فيما تدل على حالة الخوف و الهلع التي مازالت تسيطر على الاوساط الحاکمة في إيران وهو إعتراف ضمني واضح من إن الاوضاع في إيران ليست قلقة فقط وانما على کف عفريت وليس هناك من بإمکانه أن يضمن مستقبل النظام فيما لو سارت نحو مرحلتها الاخيرة وهو أمر وارد خصوصا وإن الشعار الرئيسي الذي طغى على هذه الانتفاضة هو الشعار المرکزي لمنظمة مجاهدي خلق و الذي ينادي بإسقاط النظام.
الاوضاع التي تمر بها إيران حاليا، تظهر التأثيرات القوية لإنتفاضة أواخر شهر ديسمبر المنصرم أکثر من واضحة عليها وهو مايدل على إن الانتفاضة لم تنته کما يلمح النظام بل إنها مستمرة لأنه لم يتم حسمها کما تم الامر مع إنتفاضة عام 2009 خصوصا وإن أوضاع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لو تمت مقارنتها بين إنتفاضة حزيران 2009 و بين إنتفاضة أواخر عام 2017، لوجدنا أن الاکثر وخامة وبؤسا أبان الاخيرة، ولاسيما وإن الاوضاع الاقتصادية و أوضاع حقوق الانسان واللتين کانتا المحرکان الاساسيان للإنتفاضة، قد وصلتا الى أسوء مايکونا، الى جانب أن الرفض الشعبي للنظام قد تعاظم کثيرا و إن دور و نشاط منظمة مجاهدي خلق”المعارضة الاقوى و الانشط في إيران”، قد وصل الى ذروته ضد النظام وإن الشعب الايراني بات يثق بها أکثر من أي وقت مضى.
سياق تدهور الاوضاع في إيران، لايمکن أبدا أن تغيرها التحذيرات حتى وإن إستمرت بصورة سرمدية، فالشعب أعلن موقفه بصراحة متناهية عندما طالب ب”الخبز و العمل و الحرية”، ومن دون أدنى شك فإن النظام لايمکنه أبدا أن يوفر هذه المطالب الثلاثة ولاسيما الاخيرة لأنه و ببساطة ستؤدي الى سقوطه لامحالة!