السوسنة – سعاد عزيز : الاجتماع المغلق الذي عقده البرلمان الايراني صباح يوم الاحد الماضي، لمناقشة الانتفاضة الشعبية العارمة في البلاد والذي إستمع خلاله النواب الى وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضل و وزير الاستخبارات محمود علوي و علي شمخاني،
أمين المجلس الاعلى للأمن القومي بشأن كيفية قمعهم للإنتفاضة، ويبدو واضحا بأن هدا الاجتماع مخصص من أجل إمتصاص نقمة و سخط الشعب الايراني و السعي من أجل إيجاد ثمة حلول و مخارج للأوضاع المزرية التي يعاني منها الشعب.
الشعب الايراني عندما بادر للإنتفاضة فإن واحدة من العوامل الاساسية التي دفعته لدلك، هو كونه قد وصل الى حد التخمة من الكلام و الوعود و العهود المطروحة من جانب قادة و مسٶولي النظام من دون أن يتم الوفاء بأي وعد أو عهد، وإن الشعب ينتظر الفعل و ليس التنظير عبثا و من دون طائل كما دأب النظام عليه طوال 38 عاما، لكن السٶال الذي يجب طرحه هنا هو، ماذا بإمكان مثل هذا الاجتماع أن يحققه للشعب الايراني؟ قطعا ليس هناك من بإماكنه أن يتفاءل بهذا السياق ذلك إن الشئ الوحيد الذي يجيده هذا النظام هو السير بالاتجاه المعاكس لما يريده و يرغب به الشعب.
الموت للديكتاتور و الموت لروحاني، أو بالاحرى الموت لجناحي النظام، يعني أن الشعب الايراني لم يعد يراهن على هذا النظام برمته ولم يعد ينخدع بمزاعم الاعتدال و الاصلاح، فقد وصل الى حد صار على ثقة من أن جناحي النظام و كافة قادته و مسٶوليه يسيرون بنفس الاتجاه المعارض و المضاد لمصلحة الشعب و أهدافه، وبطبيعة الحال لايمكن أبدا له?ذا إجتماع أن يقدم أي شئ بل إنه سيضاف الى قائمة الاجتماعات الاخرى غير المجدية، ذلك إن القرار الاهم و الحقيقي هو بيد المرشد الاعلى وإنه الان في محنة و موقف عويص ذلك إنه أمام خەارات مختلفة أحلاها مر.
هذه الانتفاضة التي جاءت لتٶكد و تثبت مصداقية و واقعية كل ماقد دعت و تدعو إليه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، ولاسيما من حيث إن النظام لم يبق لديه أي شئ لكي يقدمه للشعب سوى الموت و القتل و ان و الدمار، وإن مزاعم الاصلاح لەست سوى مجرد مسرحية من أجل إنقاذ سفينة النظام من الغرق، ولذلك فإن الصورة قد توضحت الان تماما و صار الشعب على بينة من الامور كلها و حسم موقفه من النظام، وفي كل الاحوال فإنه وطالما ليس بإمكان النظام أن يلبي مطالب الشعب التي طالب بها وهي”الخبز و الحرية و العمل”، فإن الاوضاع ستسير نحو المزيد من التأزم.