دنيا الوطن — ليلى محمود رضا: ليس المهم أن تملأ الدنيا صراخا و صخبا بل المهم أن تخطو ولو خطوة واحدة في الواقع، تماما کالمثل الصيني الذي يقول:”أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام ألف مرة”، وبنفس المنوال، فإن الحديث عن دعوة إيران و حثها الى إنهاء تدخلاتها في دول المنطقة لن يکون مهما و ذو جدوى مالم يتم إقتران تلك الدعوات بخطوات عملية تجبر إيران على الشروع في إنهاء نهجها غير المقبول بالتدخل في دول المنطقة.
الولايات المتحدة الامريکية و دول الاتحاد الاوربي و دول المنطقة تدعو جميعها الى إنهاء إيران لتدخلاتها في المنطقة و الکف عنها، لکن الاخيرة لازالت ماضية على قدم و ساق في تدخلاتها وکأن تلك الدعوات أمر لايعنيها البتة، لکن، وفي نفس الوقت يجب الانتباه جيدا الى أن النظام في إيران قد تم تشييده و تأسيسه على أساس مرتکزين هما: قمع الشعب الايراني في الداخل و تصدير التطرف و الارهاب للخارج من خلال التدخلات في شٶون الدول الداخلية، وإن هذا النظام إذا تخلى عن أي مرتکز من هذين المرتکزين فإن وجوده يصبح في خطر.
التدخلات الايرانية في المنطقة و التي ستکون مادة البحث الاساسية المطروحة على طاولة إجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية يوم الاحد المقبل، مثلما إن قادة الدول الاوربية وخصوصا فرنسا و ألمانيا يشددون على ضرورة إنهاء إيران لتدخلاتها في المنطقة، لکن إن لم يکن هناك جهد ملموس في ضوء قرارات سياسية ذات بعد عملي مٶثر على إيران، فإن الکلام و الحديث عن إنهاء التدخلات هو مجرد کلام للإستهلاك ولاشئ غير ذلك، ولهذا فمن الضروري جدا على وزراء الخارجية العرب بشکل خاص أن يضعوا برنامج عمل واضح يتيح لهم إيجاد آلية لإنهاء هذه التدخلات، وإن تصنيف الحرس الثوري الايراني الذي هو اساس و مصدر التدخلات و العبث بأمن و إستقرار المنطقة، ضمن قائمة الارهاب لابد أن يکون من ضمن أولويات إجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة.
إيران التي تسخر و تستهزأ دائما بالقرارات الدولية غير الملزمة و تعتبرها مجرد زوبعة في فنجان، لايجب التعامل معها بإصدار قرارات الشجب و الادانة و التضرع و التوسل لها بترك دول المنطقة، ذلك إنها تنظر الى هکذا لغة بأنها لغة ضعف ولذلك فإنها تتعامل بغطرسة و تعجرف مع مخاطبيها، ولکن فيما لو کان هناك اسلوب تعامل معها مبني على الحزم و الصرامة و على آلية تستمد قوتها من أرض الواقع نظير تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب أو الاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية وماشابه، فإن الامر سيکون مختلفا و ستجد طهران نفسها مضطرة لتغيير نهجها و اسلوبها.