سفيان عباس:من المعروف عن النظم الفاشية عدم إيمانها بالديمقراطية أو الانتقال السلمي للسلطة كونها بالأساس هاضمة لكل الحقوق الدستورية للشعب ولهذا تلجأ إلى الأساليب المضللة عن طريق الانتخابات الصورية كما يجري ألان على الساحة الإيرانية من قبل النظام الحاكم الذي لا يؤمن الا بالمؤسسة الدينية القمعية فحسب ؟ مما يجعل الوسائل المعبرة عن الممارسة الديمقراطية كوسيلة حمقاء لخداع الشعب الإيراني ولهذا نرى نسبة 95 % من الناخبين قاطعوا هذه الصوريات في النهج الديمقراطي النبيل . فالمعايير الدولية لأية انتخابات حقيقة هي التي تضفي الشرعية عليها ولا يمكن للنظام الفاشي أن يتبجح بالنجاحات المزورة لان العالم كله وجه الانتقادات الحادة إلى تلك الانتخابات من حيث المقاطعة الشعبية العارمة لها ما جعل النظام يتخبط حتى في إعلان النتائج .
من كل هذا نستنتج أن الشعب الإيراني المغلوب على أمره اخذ يدرك حجم الكارثة المتحققة من سياسات الملالي داخليا وخارجيا وان العزلة الدولية قد أنتجت أثرها بين الجماهير التي باتت تعبر عن رفضها بكل الطرق بالاحتجاجات والتجمهر لا بسبب الانتخابات المهزلة بل لان الفقر والجوع والظلم قد تعدت المعدلات وفاقت التصور والتوقع وان إصرار النظام على امتلاك أسلحة الدمار الشامل وإنفاق البلايين من الدولارات لأجل ذلك إضافة الى سياسته المتهورة بدعم المنظمات والجماعات والمليشيات الإرهابية هنا وهناك وضع الايرانين ضمن الدائرة المتقعة بالحرمان والدمار كما هو ديدنه وهلوسته بالدمار ذاته . إن المعاناة المأساوية للشعوب تؤدي حتما الى الانفجار الكبير الذي يزيل كل السدود والحواجز القمعية التي تضعها النظم الفاشية مهما تمسكت بالشعارات المذهبية الموحية للخرافة والشعوذة واستخدام النواميس الدينية لدرء المخاطر القادمة من المحرومين الغاضبين . وإذا ما وضعنا الانتخابات التشريعية الإيرانية بمرحلتها الثانية سوف نحصل على النتائج الطيبة التي يبتغيها الشعب العريق من خلال المقاطعة الشاملة ما يوحي الى بداية النهاية لهذا النظام الدموي الذي سجل العلامة السوداء الكبيرة في تاريخ إيران الحضارة والمجد العريق . ولا يوجد حكام مهوسين بالتوسع والإطماع فالحين في مسعاهم على حساب شعوبهم عبر المسيرة التاريخية للبشرية . إن حماقة التفكير الاستراتيجي المبني وفق تصورات مذهبية و عنصرية يصطدم في اغلب الأحايين بالعناصر المكونة لأصل الثوابت الراسخة للمذهب ولهذا تنعكس سلبا على الدجالين الذين حرفوا الأهداف العظيمة لتلك المفاهيم الدينية عن مسارها الصحيح بغض النظر عما تحدثه من إفرازات غوغائية لعقول المؤمنين لأنها وقتية بقوة التأثير وهامشية في الفضائات الأخرى لصلابة الإيمان . لقد حاول النظام الفاشي الأسير بمرضه الطائفي لخلق صور جديدة لنظامه من خلال كذبة الانتخابات الثانية الا إن المواطن الإيراني قدم له الوجه الآخر في دروس الدين والوطنية والمذهبية غير الطائفية بعد أن قاطع صناديق الاقتراع عن عمد محسوب ورؤى مدروسة خارج حسابات الملالي لكي يظهر القيم الحقيقة للشعب الإيراني في أصول الإيمان والعقيدة المتطلع الى فصل الدين عن السياسة ومحاسبة القتلة نتيجة الجرائم التي اقترفت بحق الشعب والدين والمذهب والتاريخ. إن الإدراك الحقيقي لطبيعة الديمقراطيات العالمية تأتي حصريا من المشاركة الفعلية للشعب باعتباره مصدرها وناشئها كونها لا تفرض لإغراض الدعاية أو تحسين الصور القاتمة للأنظمة الشمولية والدموية. كيف لنظام اعدم ثلاثة ملايين من المعارضين السياسيين أن يطرح المشروع الديمقراطي كشماعة للتضليل؟ وهل الديمقراطية تعطي الحق لهؤلاء بقتل الملايين من العراقيين بعد أحداث سامراء التي صنعت مؤامرتها في قم؟؟ فالمجهر الراصد للأعمال والقرارات المصيرية للأمم له عدسة تقييميه واحدة لا تقبل الأضداد او التناقض او التعارض مع المنطقيات الرافدة للعدل الاجتماعي والحق الإنساني فهل حكام طهران قد نالوا هذه المكانة أم أنهم لازالوا في غيهم سائرون والى مثواهم الأخير ماضون؟ فالإجابة تمليها أهوال المصائب وأنواع الكوارث المتحققة من حكم الطغاة لا تزييف الحقائق الانتخابية وبكل الأحوال الشارع الإيراني بدأ يحسم عناصر الصراع لصالحه وان مستقبله واعد؟؟